مع الأيــام...إنهم يسرقون التاريخ

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
يتعرض مبنى المؤسسة العامة للنقل البري في مدينة الشيخ عثمان لمحاولة صرفه تحت ذريعة الاستثمار، وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها أصول ثابتة لمحاولات البسط والسيطرة من قوى متنفذة لم يعد تحديد هوياتها مسألة صعبة لدى عامة الناس، فالهوية المعلنة بفوهات البنادق والقوة والتجبر تناقض تماماً هوية الانتماء للوطن.

إذ أن الوطن في عرف هذه الجماعات هو غنيمة توغل في إرثها إلى قروسطية لا يفصلها عن القرن الواحد والعشرين سوى شكل أدوات القمع والإرهاب المتطورة، أما العقلية فهي ذاتها التي تنهش من جسد الوطن والدولة، وتعرض السلام الاجتماعي للخطر الكبير.

لقد عانى عمال وموظفو المؤسسة العامة للنقل البري الأمرّين؛ ظلم الحكومة لهم، والتهديد المستمر لمباني وممتلكات المؤسسة العريقة بالسطو والسرقة والبسط.

ولسنا في حاجة للتذكير بمنهجية ما يحدث للمؤسسة العامة للملح (والمنهاج هنا تدميري خارج عن القانون بطبيعة الحال)، وقد تطرق إلى ذلك الزميل نجيب محمد يابلي في مقال كان حديث الناس قبل أسبوع من الآن، بينما ذكرت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن في بيان لها نشرته «الأىام» الغراء يوم الأربعاء 22 يونيو الحالي أن ما يحدث للمؤسسة العامة للنقل البري يضر كثيراً بالترتيبات الجارية للمحافظة على معالم مدينة عدن التاريخية والحضارية، منوهة بأن هذا الموقع هو أول مستشفى في عدن، وكان يسمى أوانئذ بمستشفى البلدية، وقد أسس في عام 1989م وجرى التخطيط لإنشائه بعد أن تزايد عدد سكان مدينة الشيخ عثمان إلى نحو 000.10 نسمة، وسخر المستشفى خدماته الطبية منذ تأسيسه للوافدين من مختلف البقاع المحيطة بعدن.

إن المضاربة بالأراضي والبسط على حرمات المدن والقرى، والتعدي على المعالم والشواهد التاريخية والأثرية وبخاصة في مدينة عدن من قبل بعض المتنفذين والسماسرة المرابين، له بالغ الأثر في تشويه كل ما يبذل من المخلصين في قيادة المحافظة لإصلاح كل ما خربه الزمن في هذه المدينة العريقة، ويناقض تماماً توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية وخطابه السياسي المعلن، وكأن هؤلاء المخربين العابثين يقصدون تدمير السلم الاجتماعي ويدمغون خطوات البناء الاجتماعي ببصمات تخريبية الغرض منها الدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، وخلق بلبلة بين أوساط المواطنين بسبب عشـوائية ولا قانونية ما يمارسونه بقوة النفوذ الوظيفي أو القبلي أو بالاثنين معاً.

إننا بصدد فضح النهب الذي تتعرض له الأراضي التي هي ملك المواطنين جميعاً ومستقبل أبنائهم، لكي لا تسيء هذه القلة المستهترة إلى الإنجازات التي تتحقق، ولا تقف حجر عثرة في طريق النظام والقانون والتنمية في الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى