عصر المعسكرات الكبرى انتهى لكن تدريب الارهابيين مستمر

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

> يعتبر خبراء ان مواقع التدريب السرية على التقنيات الارهابية لا تزال قائمة في العالم رغم انها لم تعد تعتبر "معسكرات تدريب" مثل التي كانت موجودة في افغانستان قبل تشرين الاول/اكتوبر 2001.

وفي مناطق نائية خارجة عن سيطرة السلطات المركزية في دول تعمها الفوضى، ومدن يصعب مراقبتها لا يزال من الممكن لمنظمات ارهابية دولية مثل القاعدة واتباعها جمع متطوعين وتلقينهم عقيدتها وتدريبهم بدون ان ترصد مواقعها.

وقبل ايام تحدث مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) عن "معسكر تدريب ارهابي" قرب العاصمة الباكستانية اسلام اباد مر فيه حسب الشرطة الفدرالية الاميركية شاب باكستاني اوقف في مدينة لودي الكاليفورنية الصغيرة.

ونفى رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز رسميا ذلك مؤكدا ان "مثل هذه المعسكرات لا وجود لها" لكن بعض الاخصائيين يتحدثون عن المناطق القبلية الخاضعة لما يشبه حكم ذاتي قرب الحدود مع افغانستان حيث تستخدم بعض المجمعات الكبرى التابعة للمدارس الدينية الاسلامية كمواقع محتملة لتدريب الارهابيين.

وقال روهان غوناراتنا الباحث السريلانكي الذي يعتبر احد افضل المتخصصين في شؤون القاعدة "لقد رأينا انه رغم الجهود الكبرى للحكومة الباكستانية فان بعض المجموعات الجهادية كانت قادرة على اقامة معسكرات داخل باكستان بعد تشرين الاول/اكتوبر 2001".

واضاف غوناراتنا كاتب "القاعدة، في صلب اول شبكة ارهابية عالمية"، "انها منشآت صغيرة جدا، ويمكن تنظيم دروس داخل منزل". وتابع "انها امور يصعب رصدها عبر الاقمار الاصطناعية".

واجمع الخبراء على القول ان عصر المعسكرات الكبرى في افغانستان التي كانت تؤسس فيها مسيرة المقاتلين مع ظهور مجندين يقفزون فوق الحواجز امام الكاميرات للقيام بافلام دعائية اسلامية، قد انتهى.

وبما انها تخضع لمراقبة دائمة عبر اقمار التجسس الاصطناعية الاميركية، تم استبدال هذه المنشآت بمواقع غير ملفتة ومنازل عادية وشقق سرية او كهوف.

في المقابل قال مانيوس رانستورب مدير مركز الدراسات حول الارهاب في جامعة سانت اندروز في اسكلتندا "هل لا يزال هناك منشآت تدريب؟ بالطبع".

واضاف "لكن لم يعد هناك معسكرات كبرى، لانها خطرة جدا، انما قد تكون ملاجىء تحت الارض ومنازل مهجورة. هناك في العالم الكثير من المناطق المعزولة، الخارجة عن اي سلطة".

وراى روهان غوناراتنا "لا يزال هناك معسكرات تدريب ارهابية في جنوب شرق آسيا، الفيليبين والصومال. كان هناك معسكرات لفترة خلت في اليمن وحتى في جيوب بانكيسي في جورجيا. وفي العراق، لا توجد معسكرات وانما منازل".

وفي باريس اعتبر جان-لوك ماريه الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ان "معسكر التدريب كان على الدوام مضخما عن واقعه. وفي غالب الاحيان لا تكون المعسكرات مؤلفة سوى من بعض الخيم. وذلك يمكن ان يجهز في اي مكان، ولم يتوقف ابدا".

واضاف "يجب عدم النسيان ان دورات تدريب نظمت في مزارع في الولايات المتحدة وفي غابة فونتينبلو في فرنسا ... يكفي ايجاد منطقة معزولة يمكن فيها اطلاق عيارات نارية".

وتخوفا من مخاطر تحول بعض المناطق الصحرواية الى ملاجىء جديدة للجهاديين، نظمت الولايات المتحدة لتوها مناورات عسكرية قرب الصحراء الغربية قام خلالها 700 عنصر من قواتها الخاصة بتدريب ثلاثة الاف جندي جاؤوا من تسع دول افريقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى