متفجرات بلاستيكية عسكرية الصنع استخدمت في هجمات لندن

> لندن «الأيام» وكالات :

>
ديفيد ويب يحمل صورة أخته (لورا) المفقودة منذ هجمات الخميس في لندن
ديفيد ويب يحمل صورة أخته (لورا) المفقودة منذ هجمات الخميس في لندن
اعلنت شرطة سكتلنديارد أمس السبت ان الانفجارات الثلاثة التي استهدفت مترو الانفاق في لندن الخميس حصلت "في الوقت نفسه تقريبا"، في الوقت الذي اكد فيه تنظيم القاعدة للمرة الثانية تبنيه لهذه الاعتداءات التي اوقعت اكثر من خمسين قتيلا ونحو 700 جريح.واعلن براين باديك المسؤول الثالث في شرطة سكتلنديارد ان "القنابل الثلاث في مترو لندن انفجرت بفارق ثوان نحو الساعة 50،8 (50،7 ت غ) (...) في الوقت نفسه تقريبا"، في حين ان موعد انفجار القنابل الثلاث كان يحدد حتى الآن بين الساعة 51، 8 (51،7 ت غ) والساعة 17،9 (17،8 ت غ).

واوضح ان التفجيرات الثلاثة وقعت خلال خمسين ثانية فقط، في حين ان الانفجار الذي استهدف باصا وقع بعد نحو ساعة، اي في الساعة 47،9 (47،8 تغ).

وبعد تبن اول باسم تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا صدر الخميس بعد ساعات على اعتداءات لندن، اعلنت مجموعة ثانية أمس السبت عبر موقع الكتروني على شبكة الانترنت تطلق على نفسها اسم "كتائب ابو حفص المصري-لواء اوروبا" مسؤوليتها عن هذه الاعتداءات، وهي المجموعة نفسها التي تبنت اعتداءات مدريد في الحادي عشر من مارس 2004 واوقعت 191 قتيلا، واعتداءات اسطنبول في نوفمبر 2003 واوقعت 25 قتيلا. وابو حفص المصري هو احد قادة تنظيم القاعدة وقتل في افغانستان في اكتوبر 2001.

وقال البيان الذي حمل تاريخ التاسع من يوليو ان "ثلة من المجاهدين في كتائب ابو حفص المصري قامت بتوجيه الضربة تلو الاخرى في عاصمة الكفر عاصمة الانكليز فقتل من قتل وجرح من جرح".

وفي الوقت الذي كانت عشرات العائلات تؤكد انها لا تزال تبحث عن اقرباء مفقودين، اعلنت الشرطة انها لا تزال غير قادرة على معرفة العدد الدقيق للجثث التي لا تزال عالقة داخل احد انفاق المترو بين محطتي كينغز كروس وراسل سكوير على عمق ثلاثين مترا تحت الارض.

وقال قائد شرطة النقل البريطانية اندي تروتر ان الشرطة تجد "صعوبة كبيرة في سحب الجثث"، مضيفا ان "الغبار والحرارة يجعلان ظروف عمل المحققين في غاية الصعوبة، فالجو حار جدا" داخل انفاق المترو.

وذكرت الصحف البريطانية أمس السبت ان الشرطة البريطانية طلبت من اجهزة الشرطة في الدول الاوروبية بعد اعتداءات لندن، معلومات عن مغربي يقيم في بريطانيا ويشتبه اصلا بتورطه في اعتداءات مدريد والدار البيضاء.

وقالت صحيفتا "ديلي ميل" و"الاندبندنت" ان "طلب معلومات عن محمد الغربوزي وزع على اجهزة الشرطة في اوروبا". واضافتا ان هذه المذكرة وزعت الخميس بعيد وقوع الاعتداءات.

واوضحتا ان الغربوزي غادر منزله في شمال غرب لندن.

والغربوزي الذي يشتبه بانه احد قادة الجماعة المغربية الاسلامية ويشتبه بتورطه في اعتداءات الدار البيضاء في 16 مايو 2003 ومدريد في 11 مارس 2004، مقيم منذ الثمانينات في بريطانيا حيث منح الجنسية البريطانية مع زوجته واولاده الستة.

وقد نجا عدة مرات من طلبات استرداد تقدم بها المغرب وكان اولها قبل اعتداءات الدار البيضاء.

وقالت "الاندبندنت" انه على علاقة على ما يبدو مع الفلسطيني ابو قتادة الداعية الاسلامي المتشدد المقيم في لندن ويعد "الزعيم الروحي" لتنظيم القاعدة في اوروبا. ويخضع ابو قتادة حاليا للاقامة الجبرية بعد سجنه سنتين ونصف السنة في سجن بلمارش الذي تفرض عليه حراسة مشددة.

واكدت الصحيفة الليبرالية ايضا ان الشرطة الاسبانية ذكرت ان المغربي جمال زوكام الذي يعد احد ابرز منفذي اعتداءات مدريد (191 قتيلا) اتصل عدة مرات على ارقام هواتف ثابتة ونقالة لغربوزي.

وذكرت "ديلي ميل" والقناة الرابعة البريطانية ان فريقا من الشرطة الاسبانية سيصل (من المحتمل وصوله أمس) السبت الى لندن لمساعدة المحققين البريطانيين.

وكانت صحيفة "اوجوردوي" المغربية نشرت في ابريل 2004 اعترافات "امير" سابق في الجماعة المغربية الاسلامية المقاتلة نور الدين نفيعة الذي حكم عليه بالسجن عشرين عاما لتورطه في اعتداءات الدار البيضاء. وقال نفيعة ان الغربوزي هو "الرجل الاول الذي يعمل على تجنيد اعضاء الجماعة والمنسق الرئيسي بين خلاياها في اوروبا".

واضاف ان الجماعة المغربية الاسلامية المقاتلة تملك "خلية نائمة" في كندا واربع خلايا اخرى في اوروبا في فرنسا وايطاليا وبلجيكا وبريطانيا.

واكد مصدر موثوق في الرباط أمس السبت لوكالة فرانس برس ان بريطانيا رفضت "مرارا" طلب المغرب بتسليمه محمد الغربوزي وهو المغربي الذي حكم عليه غيابيا في بلاده واوردت اسمه الصحافة في التحقيق حول اعتـداءات لندن.

وقال هذا المصدر الموثوق في جهاز امني "ان المغرب طالب مرارا بتسليم محمد الغربوزي في 2003 و2004 ولكن دون جدوى"، معربا عن الاسف من موقف البريطانيين "في الوقت الذي تطارد فيه السلطات المغربية الارهابيين".

وهذا المواطن المغربي المقيم في بريطانيا، كان اول من ذكره التحقيق في اعتداءات لندن. وقد تم توزيع معلومات حوله الى كل اجهزة الشرطة الاوروبية كما ذكرت صحيفتا "ذي دايلي ميل" و"الاندبندنت" البريطانيتان أمس السبت. واضاف المصدر نفسه لوكالة فرانس برس "ان بعض الاوساط الغربية تصف طلبات الملاحقات القضائية بانها تسيء الى حقوق الانسان". وكان المصدر يشير على ما يبدو الى المناقشات التي دارت حول مسألة تسليم مشبوهين الى دول متهمة بممارسة التعذيب.

وكانت محكمة الجنايات في الرباط حكمت على محمد الغربوزي غيابيا بالسجن 20 عاما في 19 ديسمبر 2003 مع صهره كريم وطاح المحكوم بالعقوبة نفسها في اطار الاعتداءات الانتحارية التي اوقعت 45 قتيلا في 16 مايو 2003 في الدار البيضاء.

ومن بين الموقوفين 82 مهاجرا غير شرعي بدأت اجراءات طرد 52 منهم.

ومن جهة أخرى يرى الخبراء ان متفجرات بلاستيكية عسكرية الصنع استعملت في الاعتداءات التي هزت لندن الخميس، نظرا لصغر حجم العبوات والاضرار الهائلة التي نتجت عنها.

وقال خبير عسكري متخصص في نزع سلاح المجموعات المسلحة في حديث لوكالة فرانس برس "نظرا للحجم الصغير العبوات (اقل من خمسة كيلوغرامات) لا يمكن الا لمتفجرات ذات فعالية كبرى ان تسبب هذه الاضرار". واضاف ان "المواد المستعملة هي على الارجح بلاستيكية من نوعية جيدة جدا مثل تلك التي ينتجها العسكريون".

واعلن رئيس شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) اندي هايمن الجمعة ان كلا من العبوات التي انفجرت الخميس في وسائل النقل العام اللندنية تزن "اقل من عشر أرطال" (حوالى خمسة كيلوغرامات).

واشار اندي هايمن ان العبوات الناسفة قد وضعت على مقاعد قطار الانفاق. اما بالنسبة للحافلة، فقد وضعت العبوة على مقعد او على ارض الباص.

وقال ضابط سابق رفيع المستوى في حلف شمال الاطلسي طلب عدم الكشف عن هويته ان الجيش الجمهوري الايرلندي كان يستخدم في اعتداءاته على الاراضي الانكليزية في التسعينات "مادة السيمتكس بي" المصنوعة في تشيكيا.

وهذه المادة لا لون ولا رائحة لها وبالتالي يصعب كثيرا رصدها.

اما في ما يتعلق باعتداءات نهار الخميس، فقد اكدت خبيرة جامعية تعمل مع شرطة الادلة الجنائية البريطانية ان المادة المستعملة في التفجير هي "متفجرات بلاستيكية". واضافت نيامب ماكديد انه "في حالات كهذه يمكن للاضرار ان تكون كبيرة بالرغم من صغر حجم العبوة، فعشرة كيلوغرامات هي لا شيء نسبيا".

من جهته، قال استاذ علم الجريمة في معهد لندن الامبراطوري هانس ميتشلز ان "شرطة الادلة الجنائية تجمع الادلة حول العبوة التي استخدمت عبر دراسة الطريقة التي تشوهت فيها الاشياء" حول مركز الانفجار الذي شهد "احتراقا كبيرا".

الا ان محققي الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) لم يحددوا حتى مساء الجمعة طبيعة العبوات المستعملة في اعتداءات الخميس مفضلين على الارجح ان لا يوفروا لمنفذيها معلومات حول تطوير التحقيقات.

اعتقال 142 شخصا في ايطاليا
اعلنت الشرطة الايطالية أمس السبت اعتقال 142 شخصا خلال حملة واسعة جرت في لومبارديا، في شمال البلاد، خلال اليومين التاليين لاعتداءات لندن.

وبدأت الحملة التي شارك فيها الفان من رجال الشرطة في ميلانو وضواحيها الخميس بعيد اعتداءات لندن التي تبناها تنظيم القاعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى