> طالب الادعاء الهولندي امس الثلاثاء المحكمة بإنزال عقوبة السجن حتى الموت بحق محمد بويري الاسلامي المتشدد الذي أعترف بقتل المخرج السينمائي تيو فان جوخ,وفي تدخل غير متوقع قال بويري الهولندي المولد المغربي الاصل والذي التزم الصمت طوال المحاكمة إنه أطلق النار وطعن فان جوخ حتى تأكد من مقتله بسبب معتقدات دينية وليس الكراهية.

وقال بويري "أتحمل المسئولية كاملة عن أعمالي. لقد تصرفت بشكل فردي وبدافع ديني".

وقال بويري /27 عاما/ متوجها بحديثه إلى انيكي فان جوخ والدة المخرج المثير للجدل "أقول لك أنه إذا تم سراحي كنت سأفعل ما فعلته مجددا".

ورفض المحامي بيتر بلاسمان الذي عين للدفاع عن المتهم مخاطبة هيئة القضاة عقب مرافعة الادعاء التي استمرت أربع ساعات في اليوم الثاني من المحاكمة. وسيتم النطق بالحكم في 26 تموز/يوليو.

وفي خلاصة المرافعة طالب الادعاء بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة بحق بويري لدوافعه الارهابية. وتم الربط بين بويري وجماعة إسلامية متشددة تطلق عليها السلطات الهولندية لقب "هوفشتاد جروب".

وقال ممثل الادعاء فريتس فان سترالين "لا ينتمي بويري إلى مجتمعنا" مطالبا بسحب حقوق التصويت منه.

ويواجه بويري اتهاما بمحاولة قتل ضباط الشرطة الذين حاولوا اعتقاله عقب مقتل فان جوخ في وضع النهار في شارع مزدحم شرقي امستردام.

واستمعت المحكمة إلى كيفية إطلاق النار على فان جوخ وشق عنقه في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وشبك القاتل ورقة ملاحظات وسكينا بدبوس على جثة فان جوخ هدد فيها نائبة في البرلمان الهولندي تدعى ايان هيرسي علي وهي صومالية الاصل.

وبويري متهم أيضا بتهديد النائبة الهولندية وإعاقتها عن القيام بواجباتها.

وكانت الشرطة قد اعتقلت بويري عقب إطلاق النار على فان جوخ في متنزه بالقرب من مسرح العملية. واختبأت هيرسي علي لمدة أسابيع بعد ذلك.

ويشتبه في أن بيري قتل المخرج المثير للجدل بسبب فيلم "الخضوع" الذي أخرجه عن العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية والذي يظهر فيه امرأة نصف عارية كتب على جسدها آيات من القرآن وهو ما أثار حفيظة المسلمين.

أما النائبة فهي مرتدة عن الاسلام وكانت تنتقد المجتمعات الاسلامية علانية.

وقال الادعاء إنه يشتبه في وجود مشاركين مع بويري ولكن ليس بحوزته أدلة تفيد ذلك. واضاف الادعاء أن بويري هو من بين الشخصيات الرئيسية في تنظيم هوفشتاد جروب الذي اعتقل العديد من أعضائه ومن المقرر مثولهم أمام القضاء في وقت لاحق خلال العام الحالي بشبهة انتمائهم لمنظمة إرهابية.

وأدى مقتل فان جوخ إلى شن سلسلة من الحرائق المتعمدة في المساجد وهجمات انتقامية على الكنائس في هولندا.

كما أنه فتح باب الحوار مجددا بشأن استيعاب ملايين المسلمين من تركيا والمغرب في المجتمع الهولندي.