المحطة الأخيـرة...هنيئاً لنا إنجاز «الأيام» هذا

> عبدالعزيز يحيى محمد:

>
عبدالعزيز يحيى محمد
عبدالعزيز يحيى محمد
كم أثلج صدري ذلك النجاح الذي حققته صحيفتنا «الأيام» والمتمثل بصدور عددها الأول التجريبي بالألوان في المطابع التابعة لها، والذي طالعناه في يوم الخميس الموافق 2005/7/28م.

وإذا كان الناشران لصحيفة «الأيام» الاستاذان هشام وتمام باشراحيل، قد عبرا من خلال الرسالة التي نشراها في ذلك العدد، عن تقديرهما لكل الذين بذلوا الجهد في سبيل إصدار ونجاح «الأيام» خلال الفترة الاولى (1967-1958) والثانية (1990 والمستمرة حتى اليوم) فأنا بدوري أحب أن أتوجه إليهما وإلى كل الذين وقفوا ويقفون وراء كل ما حققته وتحققه «الأيام» من نجاحات، وهم العاملون في مؤسستها وكتابها ومحرروها ومساهموها ومراسلوها لأقول لهم:

إن النجاح الذي تحققه «الأيام» لهو دلالة ليس فقط على أنكم تمتلكون وتتمتعون بقدر ومستوى عال وكبير من الكفاءة والخبرة والوعي على الصعد المهنية والإعلامية والثقافية وغيرها فحسب، بل ودلالة- وهذا هو الأهم- على أنكم صادقون وجادون ومخلصون في إيمانكم وتبنيكم لقيم ومثل العدل والحرية والحداثة والديمقراطية ولقضايا وهموم وتطلعات الناس.

خصوصاً وأننا نعلم أن تحقيق أي وسيلة إعلامية للنجاح وبالمستوى والقدر اللذين وصلت إليهما وبلغتهما «الأيام»، مع شحة وقلة الامكانات المادية واعتمادها الكلي على ما هو ذاتي منها، تعد عملية في غاية الصعوبة والتعقيد، كون ما تحتويه وتتضمنه من مواد غير مرتبط بالاحتياجات والمتطلبات المادية المباشرة للناس، وإنما مرتبط بمدى إدراكهم وإحساسهم وشعورهم أن القائمين عليها يحترمون ويقدرون من خلال ما يقدمونه لهم آراءهم وأفكارهم، ويترجمون ويعكسون تطلعاتهم وأحلامهم.

ومما يعزز من قناعاتنا أكثر بأن نجاح صحيفة «الأيام» يدل على أن قوى الحداثة والديمقراطية في مجتمعنا تزداد أعدادها ويتصلب عودها ومكانتها وتتوسع تأثيراتها، هو عنايتكم بكل قضايا ومواضيع الشأن العام للمجتمع، وإفساحكم المجال لكل ممثلي ورموز القوى والقيادات السياسية والفكرية والاقتصادية والأدبية والفنية والرياضية...إلخ للتعبير عن آرائها وأفكارها وشرح برامجها وخططها، من خلال نشركم لها على صفحات جريدتكم «الأيام».

ولا شك أن أمراً كهذا لا يقدر على القيام به سوى القوى التي تؤمن وتمارس بالقول والفعل حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر، التي تنص عليها مبادئ الديمقراطية. واللافت هنا أن القوى المعادية والرافضة للحداثة والديمقراطية ترى في حرية وسائل الإعلام خطراً عليها يستدعي - كما ترى - احتواءه، بعد أن أصبحت عاجزة عن منعه أو اقتلاعه، لذا نجدها تلجأ إلى ممارسة شتى صنوف التضييق على تلك الحرية، والسعي إلى التشويه والتقليل من سمعة ومكانة وسائل الإعلام، حيث يندرج في هذا السياق تلك المحاولات الرامية إلى استغلال ما تقوم به وسائل الإعلام المرخص لها من نشر وبث لصور وأحاديث الناس في الفعاليات والأنشطة والأعمال المعارضة للسلطة، لجعلها وسائل أمنية لاستخدامها في ملاحقة أصحابها ومن ثم التحقيق معهم وإدانتهم، كما ألمح البعض إلى ذلك عقب توقف مظاهر الاحتجاجات التي قام بها المواطنون ضد قرارات الحكومة الأخيرة التي تضمنت زيادة في أسعار المشتقات النفطية، لمن ظهرت صورهم في وسائل الإعلام.

في الأخير، أحب أن أشير إلى أن النجاح الذي حققتموه لصحيفة «الأيام» قد جاء كذلك بفضل امتلاككم روح الشجاعة في تقبل النقد الذي يوجه إليكم، وقد دل على ذلك نشركم ذلك الموضوع الذي أرسله أحد القراء بعنوان (أنقذوا «الأيام») رغم ما حمله من نقد قاس غير موضوعي، عنواناً ومضموناً.

علماً بأنني أحسست عند قراءتي له، أن صاحبه يكن لكم الاحترام والتقدير، وهذا الشيء لم يغب عن ردكم عليه كذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى