مقتل قرنق يهز السودان

> الخرطوم «الأيام» رويترز :

>
تابوت قاد المتمردين الجنوبيين جون قرنق
تابوت قاد المتمردين الجنوبيين جون قرنق
لقي جون قرنق الذي قاد المتمردين الجنوبيين في السودان على مدى عقدين حتى وقع اتفاق سلام وانضم للحكومة التي قاتلها حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر مما أثار اعمال شغب ومخاوف بشأن الاستقرار الذي تحقق بصعوبة.

وقتل قرنق الذي برز كشخصية رئيسية في اتفاق سلام الجنوب المبرم في يناير كانون الثاني واعتبر قصة نجاح نادرة في افريقيا في تحطم طائرة الرئاسة الأوغندية الهليكوبتر التي كان يستقلها.

وقال مسؤولون سودانيون امس الإثنين إن قرنق وستة من مرافقيه وطاقم الطائرة الهليكوبتر المؤلف من سبعة أفراد قتلوا في الحادث رغم ان عضوا بمجلس القيادة في جنوب السودان قال انه تم انتشال 17 جثة.

وتعهدت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها وحكومة الخرطوم اللتان تقاتلتا على مدى 21 عاما بالحفاظ على اتفاق السلام الذي أسهم قرنق في التوصل إليه.

واستقبل قرنق الشهر الماضي استقبال الابطال في الخرطوم عندما أدى اليمين كنائب أول للرئيس.

ولكن لدى تأكيد نبأ مقتل قرنق خرج آلاف من الجنوبيين المؤيدين لقرنق إلى شوارع الخرطوم ملوحين بسكاكين وقضبان ونهبوا متاجر وأشعلوا حرائق واشتبكوا مع الشرطة.

وقال الطالب سويد عبد الله"انهم يضربون كل من يرون انه يشبه العرب." وسمع شهود أصوات اطلاق نار. ونهب بعض السكان الجنوبيين المتاجر وهاجموا السيارات.

جون قرنق
جون قرنق
وترددت أنباء عن أعمال عنف في الجنوب كذلك.

وصدمت وفاة قرنق المنطقة حيث وحد جيران السودان صفوفهم للمساعدة في انهاء أطول حرب أهلية تشهدها القارة.

وقال لازاروس سومبييو كبير وسطاء كينيا في محادثات السلام التي تمخضت عن اتفاق سلام يناير كانون الثاني "انها صدمة.. فقد زعيم صاحب رؤية هو الذي صاغ الاتفاق مع علي عثمان طه (النائب الاول في ذلك الوقت),"أصلي حتى يبقى السودانيون متزنين."

وعبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن ثقته في ان اتفاق السلام سيستمر رغم مقتل قرنق.

وقال البشير في بيان اذاعه التلفزيون "نحن واثقون" من ان اتفاق السلام سيمضي قدما كما هو مقرر له وان "يظل مستقبل السودان امانة في قلوبنا وفي قلوب اشقائنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان."

ومن جانبها أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم مقتل زعيمها قرنق وأعلنت انها ملتزمة برؤيته من اجل اقرار السلام.

وقال سالفا كيير مايارديت نائب زعيم الحركة الشعبية في مؤتمر صحفي في نيروبي فيما كان اعضاء الحركة يبكون حزنا "فقد السودان ابنه المحبوب الدكتور جون قرنق."واضاف "نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان سنواصل رؤيته للسلام في السودان."

وأضاف "نريد أن نؤكد للجميع أن القيادة وجميع كوادر الجيش الشعبي لتحرير السودان ستحافظ على وحدتها وستجاهد لتطبق بإخلاص اتفاق السلام الشامل."

احد اقارب جون قرنق تبكى عليه
احد اقارب جون قرنق تبكى عليه
وقال دبلوماسي غربي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ان زعماء الحركة يتوجهون إلى نيو سايت في جنوب السودان لعقد اجتماع أزمة.

وكان قرنق قد غادر أوغندا بطائرة هليكوبتر في وقت متأخر من مساء يوم السبت الماضي عائدا إلى السودان بعد محادثات مع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني,وقالت عدة مصادر في أوغندا والسودان إنه يبدو أن الطائرة تعرضت لأحوال جوية سيئة وثارت تكهنات كذلك عن أن وقودها نفد.

وسقطت الطائرة بالقرب من المنطقة الحدودية الجبلية النائية وتضاربت الآراء بشأن على أي جانب من الحدود سقطت.

وقال دينج الور عضو مجلس القيادة بجنوب السودان لرويترز من نيو سايت انه تم انتشال 17 جثة من الموقع وهو رقم اعلى من الرقم الذي اعلنته الرئاسة السودانية لضحايا الحادث,واضاف قائلا "نحن لا نستبعد اي شيء,وطلبنا من هيئة الملاحة الجوية الاوغندية ان تراجع سجلات الرحلة."

وكان اكثر من مليون سوداني قد خرجوا لاستقبال قرنق عند وصوله الخرطوم لاداء اليمين كنائب اول للرئيس يوم التاسع من يوليو تموز ووقع مع البشير عدوه السابق دستورا مؤقتا جديدا للبلاد.

وأعتبر الدور الذي لعبه قرنق ضروريا لنجاح محادثات السلام الخاصة بالجنوب وكان كثيرون يأملون ان يلعب دورا لانهاء الصراع في دارفور بغرب السودان.

وتثور تكهنات بامكانية حدوث صراع بين زعماء الحركة الشعبية لتحرير السودان حول خلافة قرنق رغم نداءاتهم اليوم الاثنين للوحدة.

وقال مراقب أجنبي على صلة قوية بالحركة "ما يحدث بعد ذلك مهم للغاية,في أسوأ سيناريو انها حرب بين الجنوب والجنوب. وعلى أحسن تقدير سنشهد اصلاحا ديمقراطيا للحركة الشعبية لتحرير السودان التي يرى كثيرون انها على قدر من الدكتاتورية."

وبدأت الحرب الأهلية في الجنوب في عام 1983 عندما سعت الحكومة الإسلامية في الخرطوم لفرض الشريعة الإسلامية على الجنوب الذي تقطنه أغلبية غير مسلمة,وقتل مليونا شخص في الصراع أغلبهم بسبب الجوع والمرض.

صورة من الارشيف لزعيم جون قرنق وهو يشرح طريقة الهجوم
صورة من الارشيف لزعيم جون قرنق وهو يشرح طريقة الهجوم
واثبت قرنق انه محنك سياسيا بتحالفه مع الشيوعيين وخطبه ود الجماعات المسيحية الأمريكية واستفادته من الصراع العشائري لإحكام قبضته على السلطة في وقت سادت فيه الصراعات الداخلية حركته.

ويقول محللون إن قرنق ابقى سيطرته على الحركة التي تضم 60 الف شخص بقوة شخصيته وتصميمه على إعطاء الجنوبيين صوتا معادلا للعرب في كبرى دول افريقيا مساحة.

ويقول آخرون إن لباقته ومؤهلاته الأكاديمية أخفت وصوليته وأسلوبه الذي يفتقر للرحمة في تعامله مع منافسيه.

وتدفقت بيانات العزاء من داخل المنطقة وخارجها.

وحث ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا كل الاطراف على احترام السلام باعتباره"ميراث العمل والالتزام الخاص بالدكتور قرنق."

وعبر الرئيس الكيني مواي كيباكي عن نفس المعنى بقوله "تعزيز السلام هو افضل تكريم يمكن ان يقدمه شعب السودان لروح الفقيد."

وبعثت واشنطن التي عملت عن قرب مع قرنق وعلقت عليه امالا لتعزيز اتفاق السلام في الجنوب وانهاء الصراع في دارفور ايضا بتعازيها. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية رفض ذكر اسمه "انها خسارة كبيرة. لقد كان محوريا في إحلال السلام."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى