> بكين «الأيام» رويترز :

كبير المفاوضين الامريكيين كريستوفر هيل
كبير المفاوضين الامريكيين كريستوفر هيل
دخلت المحادثات الرامية لنزع فتيل ازمة كوريا الشمالية النووية يومها الثاني عشر امس السبت حيث يحاول المفاوضون حل الازمة في وقت تتمسك فيه بيونجيانج بحق امتلاك قدرات نووية سلمية.

ولم يطرأ تقدم في المحادثات التي تضم الكوريتين والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين والتي تستضيفها بكين مع عدم قدرة الاطراف على الاتفاق على بيان مشترك يمكن ان يؤدي الى تفكيك البرامج النووية لكوريا الشمالية مقابل حصولها على مساعدات من الطاقة وضمانات أمنية.

وتصر كوريا الشمالية على السماح لها بالاحتفاظ ببرامج نووية لتوليد الطاقة فيما تطالب واشنطن بتفكيك كامل يمكن التحقق منه لجميع برامج أسلحة بيونجيانج.

وقال مصدر دبلوماسي إن كوريا الشمالية رفضت عرضا من الولايات المتحدة بالسماح لها باستخدام جميع برامجها النووية في الأنشطة المدنية إذا ما وافقت على جميع شروط معاهدة حظر الانتشار النووي.

وأضاف المصدر إن بيونجيانج رفضت العرض لانها أرادت أن يكون لها الحق في تطوير برنامج نووي سلمي دون أي قيود.

ولم يؤكد مسؤولون أمريكيون ما إذا كان هذا العرض الذي يشير إلى تساهل موقف واشنطن قد طرح بالفعل.

أصر الشمال على أن جميع الدول تملك الحق في امتلاك برنامج نووي مدني دونما شروط وأصبحت هذه القضية نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات.

ويعتزم كبير المفاوضين الامريكيين كريستوفر هيل اجراء محادثات ثنائية مع المفاوضين الكوريين الشماليين والصينيين اليوم وبدا مستعدا لقطع طريق هذه الجولة حتى أخره. وذكرت وسائل إعلام كوريا الجنوبية أن هيل ذكر المشاركين في بكين بأن محادثات السلام البوسنية التي أجريت في مدينة دايتون بولاية أوهايو في عام 1995 استمرت 21 يوما.

وصرح هيل للصحفيين بينما كان يغادر الفندق الذي يقيم فيه امس السبت متوجها الى مقر انعقاد المحادثات "سنبقى هناك مادمنا نحرز تقدما. إذا لم نكن قادرين على تحقيق تقدم.. فلن نبق هنا... إذا لم نحرز تقدما..فعلينا ان نفكر في شيء آخر."

وهذه هي الجولة الرابعة من المحادثات المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.

أما موقف كوريا الجنوبية فاتسم بالتفاؤل إزاء المحادثات المنعقدة في دار ضيافة مملوكة للدولة الصينية.

وقال كبير المفاوضين من سول سونج مين -سون للصحفيين "هناك تقدم معقول,ومثلما يقول المثل.. اطرق والحديد ساخن يجب أن نتحدث عندما يكون هناك مناخ من التقدم,ليست هذه مرحلة للتفكير في انتكاسة."

وفي حال فشل الأطراف في التوصل إلى حل مقبول في بكين فإن هذا قد يدفع الولايات المتحدة إلى إحالة ملف بيونجيانج النووي إلى الامم المتحدة وهي خطوة تعارضها الصين حيث أنها تخشى من تصعيد الأزمة بما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وترى بيونجيانج أن أي محاولة لفرض عقوبات عليها من الامم المتحدة هي إعلان للحرب.

وأعلنت كوريا الشمالية في فبراير شباط الماضي أنها تمتلك أسلحة نووية مبررة الخطوة بأنها إجراء دفاعي ضد ما أسمته بالسلوك العدائي الأمريكي.

ويقدر خبراء استخبارات أن كوريا الشمالية لديها ما يكفي من البلوتونيوم لصنع تسع قنابل نووية.

وخلال هذه الجولة أعلن الشمال أنه ملتزم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ولكنه رفض الخضوع لمطالب واشنطن بتفكيك جميع برامجه النووية بما في ذلك تلك المستخدمة في أغراض مدنية.

كما يطالب الشمال بمساعدات في مجال الطاقة وضمانات أمنية أمريكية إلى جانب اعتراف دبلوماسي بسيادته في مقابل التخلي عن تطوير الأسلحة النووية,ولكن واشنطن تصر على تفكيك البرامج أولا قبل تقديم التنازلات.

وقال دبلوماسيون ان كوريا الشمالية ترفض حتى الآن الاتفاق على بيان ختامي مشترك.

وبدأت الصين يوم الخميس الماضي التقليل من شان الحاجة الى مثل هذا البيان وقالت ان عمق واتساع المحادثات عقب عشرات من اللقاءات الثنائية يعد علامة على حدوث تقدم.