مئوية التلال ماضٍ عريق..ومستقبل مشرق

> «الأيام الرياضي» عبدالحميد السعيدي:

> من فات قديمه تاه.. وكل جديد لابد أن ينبع من قديم، وفي تاريخنا الرياضي اليمني يحق لنا أن نفخر بما حققته الكرة اليمنية، ابتداء من تأسيس أول نادٍ أهلي باليمن والخليج العربي لكرة القدم، والتي بدأت في عام 1905م، بتأسيس نادي الاتحاد المحمدي في مدينة كريتر بمحافظة عدن.. هذا النادي الذي عرفنا دوره التاريخي في عالم الرياضة، وعلى الأخص في رياضة لعبة كرة القدم من خلال وثائق وأدبيات الحركة الرياضية اليمنية، وما حكى لنا من خلالها الآباء والأجداد، ومن عايشوه في هذه الحقبة التاريخية، وما زال بعضهم أحياء يقدمون للحركة الرياضية خدماتهم في مجالات مختلفة فنية، إدارية وقيادية، ومنهم من لازال من عشاق الرياضة بشكل عام ولعبة كرة القدم بشكل خاص.

نعم مائة عام مضت من حياة الحركة الرياضية الأهلية المنظمة في مديرية صيرة- محافظة عدن، ولازال ينظر إلى هذا النادي العريق كأسطورة تاريخية عريقة ومصنع للإبطال، الذين تألقوا في سماء لعبة كرة القدم والحركة الرياضية اليمنية التي حفلت حينها بالبطولات الرياضية والانتصارات الرياضية في مجال اللعبة على أقوى فرق جيش الاحتلال البريطاني بعدن آنذاك، وكذا على فرق الأساطيل العابرة بميناء عدن وكان يحقق النصر تلو النصر في أغلب المباريات الكروية، كما كان نجومه يزدادون لمعاناً وتألقاً وحباً من قبل الجماهير، مما أكسب النادي شعبية كبيرة في مجال اللعبة محلياً وخارجياً، وحافظ نادي التلال الرياضي الوريث الشرعي للحركة الرياضية بمدينة كريتر محافظة عدن على هذا التاريخ، والذي أشهر مجددا بعد الدمج في 18/7/1975م، تحت هذا الأسم، ولكوني أحد الذين واكبوا جزءا من المسيرة المئوية لهذا النادي العريق كقيادي فيه، ابتداءً كلاعب بناديي التلال والعيدروسي الرياضي بمدينة كريتر، ولاعبا وقياديا في التضامن المحمدي، وقيادياً في نادي التلال في أول إدارة عام 1975م برئاسة د. ياسين سعيد نعمان، الرئيس الأسبق لمجلس النواب في دولة الوحدة وكوكبة قيادية كأول إدارة لنادي التلال بعد دمجه في 18/7/75م وهم: د. ياسين سعيد نعمان (رئيساَ)، فضل منيباري (مسؤول العلاقات الداخلية)، إبراهيم عبدالله الصعيدي (مسؤول الثقافة والإعلام)، فضل أفندي (مسؤول النشاط)، مأمون صبري (مسؤول المال)، عبدالحميد السعيدي (مسؤول الممتلكات) وعزام خليفة (عضو إداري) .. حقاًَ كانت الفترة الذهبية للنادي، عندما كان التلال والبطولات لمختلف الفئات العمرية لكرة القدم وجهان لعملة واحدة رائجة، وحتى موسم 90/91 في ظل دولة الوحدة، نعم إنه تاريخ خالد وحافل بأجمل الذكريات الرياضية العبقة الفواحة، وإذا كان نادي الاتحاد المحمدي والانطلاقة الرياضية للتأسيس والتاريخ، فنادي التلال الرياضي هو الوريث الشرعي لهذه الانطلاقة الرياضية والتاريخ العريق الزاخر بالعطاءآت والتنظيمات السخية لرجاله الأوفياء، نعم يحق له أن يفخر وهو يحتفل في هذا العام 2005م بأربعة أحداث، الأول: بالذكرى المئوية للتأسيس 1905- 2005م، والثاني بالذكرى الثلاثين للدمج وإشهار نادي التلال الرياضي 1975- 2005م، علماً خفاقا في عالم الرياضة، والذي تضيء شمعته الثلاثين لتجربة رائعة وناجحة في وسطنا الرياضي.

لقد عشنا التجربة من خلال دمج نادي الأحرار الرياضي الذي كان يضم نادي الأحرار ونادي التضامن المحمدي الرياضي، والنادي الأهلي الرياضي الذي كان يضم نادي الحسيني ونادي الشباب الرياضي ليشكلا معاً (نادي التلال الرياضي) وتحديداً في 18 يوليو 1975م، وهذا التاريخ الجديد يعتبر الامتداد الطبيعي لمسيرة الحركة الرياضية في مديرية صيرة محافظة عدن، والتي بدأت كما أشرنا آنفاً في عام 1905م، والثالث احتفاله بإحراز بطولة الدوري العام لكرة القدم للدرجة الأولى (الممتاز سابقا)، قبل انتهاء مباريات الدوري العام بأسبوعين للموسم الكروي 2004/2005م، وهذه هي المرة الثانية التي يحرز فيها بطولة الدوري العام في عهد الوحدة.. حيث أحرز أول بطولة دوري عام لكرة القدم، للفرق الممتازة في موسم 90/91، في ظل الجمهورية اليمنية، وهي بطولة غالية في ظل احتفاله بالذكرى المئوية للتأسيس ،والرابع في ظل المئوي اعتزال الكابتن الخلوق والنجم الكبير شرف محفوظ، لاعب النادي لكرة القدم والمنتخبات الوطنية سابقا، والذي حفر اسمه كنجم كروي تلالي بأحرف من ذهب في جدران قلعة صيرة الرياضية التاريخية، فالتلال بشبابه ورجالاته وقياداته يمثلون مديرية صيرة ومحافظة عدن بحيوية ونشاط متواصل بجدارة باذلين الجهود المضنية في سبيل تطوير الحركة الرياضية اليمنية وإزدهارها، لكي يبقى هذا النادي العريق علامة بارزة يمارس نشاطاته الرياضية والثقافية والاجتماعية المختلفة والمتعددة الجوانب في شموخ في ظل دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية)، وقائدها الزعيم الوحدوي الرمز المشير علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية حفظه الله، قائد النهضة والتحديث في اليمن، وللحفاظ على هذه الإنجازات والانتصارات يجب أن يتسم العمل في النادي بالإخلاص والعزم المستمر والإرادة القوية التي لا تلين والإصرار الدائم، بالتغلب على الصعوبات التي يتعرض لها النادي العريق ، وإلى جانب ذلك بالتماسك القوي والتعاون الصادق الجاد والمجرد. وفي إطار احتفالات النادي بالمئوية التأسيسية، وهي مناسبة طيبة وتاريخية لها في قلوبنا كل التقدير والاحترام لمرور مائة عام على تأسيس هذا النادي الذي نعتز به، إلى جانب الوفاء الذي نعتز به فهو الوفاء لكل الرجال الذين عملوا لهذا النادي العريق وقدموا الجهد والعرق والاخلاص والتفاني خلال مسيرة المائة عام، وتحية خاصة للرواد الأوائل الذين شرفوا النادي خلال هذه المسيرة الرياضية.. لاعبين وكوادر فنية رياضية وقيادات .. هنيئاً لشباب النادي وجماهيره وقياداته وكوادره الفنية في مختلف الألعاب حلول الذكرى المئوية للتأسيس، والذكرى الثلاثين للدمج وإشهار نادي التلال، ومزيدا من التقدم والإزدهار لهذه القلعة الرياضية، وإحراز الانتصارات والإنجازات ولحركتنا الرياضية التطور المستمر في ظل الدعم المقدم من الحكومة وقيادة الدولة، وإني لأثق ثقة لا حدود لها في أن شباب النادي قادرون دائما على أن يقدموا العرق والجهد والخلق الرياضي ويحافظوا على التاريخ.. والله ولي التوفيق.

الوكيل المساعد بوزارة الشباب والرياضة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى