> «الأيام» محسن محمد دبوس / صنعاء

اسألوا التاريخ، هذه الجملة كثيراً ما نسمعها وخاصة في مجتمعاتنا العربية ومعظمنا يرددها دون علم حقيقي بها، وبصراحة فإن التاريخ له أقلام تسجله بأحداثه وقليل من يعارض المجريات، وبالتالي يندر وجود رقيب أمين على كل ما يسجل، وطبعاً قد ينقسم التاريخ إلى ثلاث موسوعات: الأولى تظهر الجانب المضيء في حياة الشعوب، والثانية تظهر الجانب المظلم، والثالثة تظهر الجانبين، وهذه الأخيرة من المفروض أن تكون المصدر الأساسي.

ولكن للأسف الشديد أصبح التاريخ مرتبطاً بالحاضر، فهناك الكثيرون ممن يسعون إلى تغيير أحداثه بما يتناسب مع أوضاعهم. وبما أن العالم في تقلب مستمر فإن صفحات التاريخ تتغير وتعاد صياغتها من جديد وفق ما يتطلب الوضع، ولذلك لا بد أن هنالك الكثير من الشعوب قد سئمت عبارة «اسألوا التاريخ» فالتاريخ لا يستطيع إعادة نفسه، بل العقول النيرة هي التي تسير على النهج التاريخي المشرف ونبذ صفحاته السوداء بعد أخذ العبرة منها، ولا بد لنا إذا أردنا أن نفخر بتاريخنا أن نعمل أيضاً على افتخارنا بحاضرنا، ولا ننسى أننا قد درسنا في التاريخ أن هناك قادة عرباً عظاماً، هذا ما درسناه عنهم بالأمس، ولكنني أخشى أن أوضاعهم قد تعاد وتُقلب.

وأخيراً لا بد من القول إنه يجب أن نفتخر بأجدادنا، ولكن لا بد لنا أن نعيش بعقولنا ونعمل عملاً يفخر به أحفادنا غداً.