اقليم اتشيه الاندونيسي الذي سأم الحرب يتطلع للسلام

> باندا اتشيه/اندونيسيا «الأيام» رويترز :

> قد يكون ذو الفقار مثل غيره من الاندونيسيين في اقليم اتشيه الذي مزقته الحرب لديه ما يبرر أن يفكر في انه قد شاهد كل ما يحدث الآن في وقت سابق,هناك شعور بان كل هذا قد حدث من قبل فيما يتعلق باتفاق السلام الذي تم توقيعه امس الاول الإثنين بين الحكومة الاندونيسية ومتمردي حركة اتشيه الحرة بهدف انهاء أحد أطول حركات التمرد في اسيا.

وكما يقول ذو الفقار (17 عاما) احد الناجين من أمواج المد العاتية التي مزقت الاقليم فإن القتال مستمر من قبل أن يولد هو واستمر رغم اتفاقين للسلام انهارا بسرعة.

وقال ذو الفقار وهو جالس في كشك خشبي يبيع فيه الحلوى والمشروبات الخفيفة "لا أعرف ما أذا كان يتعين على ان اشعر بالتفاؤل أم بالتشاؤم بشأن هذا الاتفاق. سكان اتشيه يعانون منذ فترة طويلة جدا."

وأضاف "فقدت أمي في أمواج المد. أعيش مع والدي,وبدأنا هذا العمل قبل شهرين. أكسب 25 الف روبية (2.75 دولار) في اليوم."

وكسب العيش بعد الكارثة الطبيعية التي قتل فيها او فقد 170 الفا من سكان الاقليم الواقع على الطرف الشمالي الغربي من جزيرة سومطرة لا يترك وقتا للقلق بشأن اتفاق السلام الذي وقع بعيدا في اوروبا.

فبعد خمس جولات من المحادثات وقعت حكومة الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو مع المتمردين اتفاقا في فنلندا اليوم يهدف إلى انهاء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 12 الف شخص أغلبهم من المدنيين منذ عام 1976.

ولم تظهر بوادر تذكر على تنظيم احتفال بتوقيع الاتفاق في وسط باندا اتشيه اليوم لكن مئات المسلمين بدأوا في التوافد على مسجد المدينة للصلاة من أجل السلام.

واقيمت منصات لمكبرات الصوت وخيام تحمي المصلين من الشمس الحارقة.

وفي مناطق اخرى رفرفت أعلام اندونيسيا فوق أغلب المنازل والمباني استعدادا للاحتفال يوم الاربعاء المقبل بيوم الاستقلال. ورغم انه ليس هناك اي قانون يلزم السكان برفع الاعلام إلا انهم قالوا إن الجيش ابلغهم أنه يتعين عليهم القيام بذلك.

وقال أحد عمال الإغاثة من امواج المد طلب عدم نشر اسمه "هناك بالتأكيد شعور بالوطنية المفروضة هنا لا تراه في أي جزء آخر من اندونيسيا."

ودفعت كارثة أمواج المد الطرفين لمائدة المفاوضات وسط مساعدات دولية بمليارات الدولارات وجهود لإعادة اعمار الاقليم الذي كان توزيع ثرواته من النفط والغاز من الاسباب الرئيسية للتمرد.

ولكن كما يشير العديد من سكان اتشيه فإن اتفاق السلام هذا الذي يدعو ضمن اشياء أخرى جبهة اتشيه الحرة لنزع سلاحها مقابل سحب قوات الحكومة يتضمن العديد من سمات اتفاقين سابقين انهارا بسرعة.

فبعد انتخاب الرئيس السابق عبد الرحمن واحد في عام 1999 بدأ اول محادثات سلام على الإطلاق مع المتمردين. وفي مايو ايار عام 2000 اسفرت المحادثات عن وقف لاطلاق النار انهار في أقل من عام مع استمرار اعمال العنف.

وشنت القوات المسلحة في ذلك الوقت هجوما رفع عدد القتلى في الصراع بشدة وترددت انباء عن وقوع مذابح على الجانبين.

وبعد خمسة أشهر فقط من وقف آخر لاطلاق النار في ديسمبر كانون الأول عام 2002 أمرت ميجاواتي سوكارنوبوتري التي خلفت الرئيس واحد بهجوم شامل
وفرضت الأحكام العرفية.

وقالت ماريانا (32 عاما) وهي ربة بيت تقيم في مساكن ايواء أعدتها الحكومة للناجين من امواج المد في لامبارو بالقرب من المطار الرئيسي بالاقليم "قالوا من قبل انهم اتفقوا لكن ظلت المعارك مستمرة وظل الناس يقتلون."

وأضافت "آمل فقط ان تفتح كارثة أمواج المد أعينهم على حقيقة أننا عانينا الامرين بما فيه الكفاية."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى