الملعب الرياضي...ما ذنب التلال؟!

> «استراحة الرياضي» عادل الأعسم:

> الذي يتشفى في وطنه، أسوأ ألف مرة من ذاك الذي يفرح بمصيبة أهله، لأن الأهل وإن كانوا أعزاء غاليين، الا أن الوطن أوسع وأكبر وأعظم.

-كثيراً ما نبدي عدم رضانا عن أشياء وممارسات وتصرفات في وطننا، وقد ننتقده وننتقد مسؤوليه والقائمين عليه بقسوة، لكن عندما نسافر بعيداً عنه، ونكون خارجه نحمله فوق رؤوسنا تاجاً، ونتحدث عنه بفخر واعتزاز ونحاول أن نرسمه جميلاً عظيماً في عيون الآخرين.

- الشيخ حسين الأحمر ومعه الأخ (جميل) خاضا معركة شرسة وحرباً ضروساً، وجاهدا بكل الوسائل الممكنة، المشروعة وغير المشروعة، لإصدار عقوبة دولية من (الفيفا) لتجميد أو تعليق عضوية الاتحاد اليمني لكرة القدم وإيقاف الكرة اليمنية من المشاركات الخارجية ووقف أي مساعدات أو دعم تحصل عليه من (الفيفا) حتى إشعار آخر.

-هؤلاء لم يأخذوا بالقول المأثور «بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام» بل ذهبت بهم أطماعهم ومآربهم الشخصية إلى (هدم المعبد علي وعلى أعدائي) على الرغم من أن الذين اختلفوا معهم ليسوا أعداءهم وإنما إخوة يمنيون مثلهم، والوطن الذي ضرّوه ليس وطن الأعادي وإنما وطنهم اليماني.

- آلاف بل يمكن القول ملايين الناس يتعرضون للظلم والتعسف في هذا الوطن، وكثيرون منهم لا يجدون حتى قوت يومهم، لكنهم لم يحقدوا على وطنهم، لأنهم يدركون أنه ليس الوطن الذي ظلمهم وإنما أشخاص تتفاوت درجة مناصبهم ومسؤولياتهم، لكنهم ليسوا كل الوطن.

- حسين الأحمر ومعه (جميل) لم يظلمهما الوطن ولا مسؤوليه، فهما ولله الحمد ينعمان من خيراته في رغد العيش، أفضل من ملايين غيرهم، ومشكلتهما الوحيدة أنهما يطمعان في المزيد من الوجاهة داخل الوطن وإلاّ انقلبا ضده.

- الشيخ الاحمر دخل في خلاف مع الوزير عبدالرحمن.. خلاف ظاهره معروف (نبذ الحصانة في لائحة الانتخابات الرياضية) وباطنه غامض.. ومع أننا انتقدنا اللائحة كثيراً وتحفظنا أكثر على كيفية تنفيذها وتطبيقها، إلا أن كل التجاوزات والمخالفات لا تبرر أبداً طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان) التي انتهجها حسين الأحمر.

- أما رفيق الشيخ حسين فقد وجد نفسه منبوذاً في محيطه وفي معقله بعد حوالي 15 عاماً قضاها رئيساً لاتحاد الكرة في مهد الرياضة اليمنية، وخلال فترة رئاسته هبطت وتبعثرت الفرق العدنية العريقة والشهيرة.. ولم يقتنع أن لكل زمان دولة ورجال، بل ظل متمسكاً بمنصبه إلى أن جاء اليوم الذي رفضته فيه الجمعية العمومية لأندية المدينة، وأبعدته الانتخابات عن رئاسة الفرع في موقف مذل، بعد أن تردد حتى ناديه في منحه ورقة الترشيح إلا عقب وساطات وتدخلات.

-وهكذا وجد نفسه خارج دائرة الأضواء والاهتمام وضعيفاً بعيداً عن رئاسة الفرع الذي جثم عليه لعقد ونصف من الزمن، فلم يجد إلا التحالف مع الشيخ (القوي) الذي فقد هو الرئاسة المؤقتة للاتحاد العام، وارتضى أن يكون تابعاً له، وهو الرياضي المخضرم صاحب التاريخ القيادي الرياضي الطويل.

- عموماً ورغم كل شيء، أتفق مع الآراء التي تقول إن قرار التعليق أو التجميد الدولي للكرة اليمنية جاء (فكة من مكة).. وهي فرصة سانحة للقائمين على رياضتنا وكرتنا المحلية أن يعيدوا ترتيب أمور وأوضاع البيت الداخلي قبل الانطلاق خارجياً.

- لكن ما يحز في نفسي شخصياً، وفي نفوس الكثيرين ومنهم الجماهير التلالية، أن هؤلاء (أصحاب تدويل القضية) نجحوا حتى في ضرب التلال في مقتل ومنعه من المشاركة في البطولة العربية للأندية وهو يحتفل ببطولة درع الدوري ويستعد للاحتفال بمئويته التاريخية، ومهيأ لمشاركة خارجية تشير التوقعات إلى أنها ستكون ناجحة.. فما ذنب التلال؟! وهل أراد حسين الأحمر معاقبة النادي العريق لأنه لم يقف معه على الخطأ، وهل انتقم (جميل) من ناديه الذي رفض ترشيحه للانتخابات العدنية؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى