استراحة «الأيام الرياضي»..سلام يا صاحبي

> «استراحة الرياضي» علي باسعيدة

> ما خطيناه بعالية هو ترويسة لأحد أفلام الفنان عادل إمام، والذي يحمل اسماً غالياً وهدفاً سامياً ألا وهو السلام، الذي ينشده الجميع في كل بقاع العالم، غير أن سلامنا الذي نتحدث عنه هو سلام رياضي، بات حديث الجميع، وذلك لسلاسة اللغة التي يتحدث بها، والتي أوصلته إلى مستوى الكبار، وهو إلى وقت قريب كان سلاماً يرفرف في مدن بعينها ودرجة بذاتها، غير أن لغته البسيطة والسلسة، هي ما جعلته يتفوق على الجميع وعلى نفسه ليعم السلام كل بقاع وملاعب ساحاتنا اليمنية طولاً وعرضاً وشمالاً وجنوباً.

حاملو السلام وسفراؤه هم مجموعة من الموهوبين أبوا إلا أن يعطوا الجميع دروساً في كيفية تحويل الحلم إلى واقع، فصالوا وجالوا وعزفوا سيمفونيات رائعة في مقدمتها معزوفة السلام التي تهادت معها القلوب، لتصل إلى عنان السماء وبات الجميع أقرب إلى عزف المقطوعة الأخيرة من نشيد "السلام" لتعم الفرحة مدينة الغرفة، التي هي معقل هذا السلام أو (الغرفاوي) كما يحلو لمحبيه أن ينادوه، ولتنتشر فيما بعد إلى كل قرى حضرموت.

حينما نفتش عن سر هذا الإبهار السلامي وهذا الفن الغرفاوي، وهذه الرقصات التي يجيدها لاعبو السلام يقف أمامنا العم ناصر العاس رئيس النادي والشيخ سالم باعباد نائب الرئيس، ومن ورائهم المعلم الميداني الكابتن (عبدالله مكيش) نجد أنها مطبوعة في وجدانهم، بل في دمائهم، فالآباء والأجداد أجادوا رقصة (الزر بادي) أحد ألوان الرقصات الشعبية التي تميزت بها منطقة الغرفة، ليشب فتيان السلام على قاعدة أسلافهم ليرقصوا رقصة (الزر بادي) الشهيرة ويقدموها كما يجب.

سلام 2005 مغاير، فهو مزيج من سلامات الأعوام الماضية، غير أن هذا المزيج هذه المرة اعتدال في الألفين وخمسة، التاريخ الذي اختاره السلاميون أبناء المدينة الهائمة بحب كرة القدم، والمخلصة والمعتزة بإرثها الثقافي، وليكتبوا التاريخ الحضرمي ليكونوا هم أصحاب السبق في دخول عالم الكبار وكتابته باللون الأزرق والبرتقالي وبحرارة وادي الأحقاف، حينما نشاهد فتيان السلام وهم يتراقصون يمنة ويسرة ويضعوا الخصوم في جيوبهم، لا تملك إلا أن تقول نعم هذا هو السلام الذي ننشده ونحبه، فهم الوحيدون الذين يحولون الحلم إلى واقع، ليس على طريقة فرض السلام بقوة السلاح، وإنما بلغة الحوار والأقدام التي تفعل السحر، وبإشارة من مركز العقل والذكاء في قطع شطرنجية، لتقول للجميع (كش ملك).

السلام على بعد خطوات، ليس بمحادثات الغرف المغلقة في زيورخ أو فيينا، إنما في الفناء الكبير في ساحات الملاعب الخضراء والترابية، ليطل أبطال السلام من شرفات (اخلاف) الغرفة ملوحين بإشارة النصر، في مشهد سيختزله التاريخ، ويكون حديث الجميع وسيظل محفوراً بذاكرة أبناء الغرفة ووادي حضرموت وكل اليمن، لكون السلام عم ولم الشمل، فنعم السلام وأبطاله الذين في المقدمة والخلف، فالجميع شارك فيه والجميع فرح ليصدح جمهوره الولهان بأنشودة السلام لنقول ونردد: سلام سلام يا صاحبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى