انتخابات الرئاسة المصرية تفتح الساحة السياسية ببطء

> القاهرة «الأيام» ادموند بلير:

>
انتخابات الرئاسة المصرية تفتح الساحة السياسية ببطء
انتخابات الرئاسة المصرية تفتح الساحة السياسية ببطء
يقول محللون سياسيون ان فوز الرئيس المصري حسني مبارك الكاسح بفترة رئاسية خامسة مدتها ست سنوات لم يكن مفاجأة في اول انتخابات يتنافس فيها اكثر من مرشح لكن التنازلات للمعارضة تفتح الساحة السياسية ببطء حتى مع استمرار سيطرة الحكومة على السلطة.

وحصل مبارك الذي يتولى السلطة منذ 24 عاما على 88.6 في المئة من الاصوات الصحيحة في انتخابات يوم الاربعاء الماضي وهي نتيجة بدت مختلفة قليلا عن النظام القديم لاجراء استفتاء بنعم او لا الذي حل محله نظام الانتخابات التي يتنافس فيها اكثر من مرشح.

واشار مراقبون الى حدوث انتهاكات كتلك التي شابت عمليات تصويت سابقة مثل تعبئة صناديق الاقتراع بالبطاقات والترويع وشراء الاصوات.

لكن عدة جماعات مراقبة قالت ان الانتهاكات لم تكن بنفس درجة اخرى في عمليات تصويت سابقة وان الحملة الانتخابية التي استمرت ثلاثة اسابيع شجعت حوارا سياسيا لم تشهده البلاد منذ عقود.

وقال وليد قزيحة استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية في القاهرة ان "ما يحدث هو بداية اعادة تسييس المجتمع المصري ..

لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها.

سيستغرق بضع سنوات."

وقالت جماعات مراقبة ان نجاحها في تأمين الحق في مراقبة انتخابات الرئاسة من داخل مراكز الاقتراع سيكون من الصعب تغييره في انتخابات قادمة مثل الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر .

وقال سعد الدين ابراهيم وهو نشط في جماعة نشرت مئات المراقبين "اقتنصنا الحق في مراقبة هذه الانتخابات (الرئاسية) ..

ومرة اخرى ..

هذا ليس انجازا قليلا ..

هذه من المكاسب غير القابلة للتغيير." وقال ان الوجود الاكبر للمراقبين ارغم الحكومة على الاقرار بان نسبة الاقبال على التصويت كانت ضعيفة وبلغت 23 في المئة.

وفي عمليات الاقتراع السابقة كان المسؤولون يعلنون بانتظام ان نسبة الاقبال نحو 80 في المئة او اكثر وهي نسبة قال قضاة وجماعات حقوقية إن السلطات كانت تبالغ فيها لاضفاء مصداقية بينما كانت نسبة الإقبال في الغالب دون عشرة في المئة من الناخبين.

ويقول مصريون كثيرون انهم لا يبالون بالتصويت لان النتيجة معروفة وانهم يخشون من التلاعب في الاصوات.

لكن المحللين يقولون انه اذا بدأ الناخبون يقتنعو ن بانه سيتم احتساب اصواتهم فربما يبدأون في الادلاء بأصواتهم بحماس اكبر.

وقال ابراهيم لرويترز "اعتقد انه سيكون هناك مزيد (من التصويت) وسنشهد ذلك في الانتخابات البرلمانية (نوفمبر) حيث اتوقع ان تقترب نسبة الاقبال من 50 في المئة." لكن عبء التشجيع على مزيد من التغيير سيقع على الارجح على كاهل جماعات المعارضة والجماعات الحقوقية.

وستتراجع على الارجح الضغوط الامريكية التي ساعدت في اقناع مصر بإجراء انتخابات رئاسية بين اكثر من مرشح خشية اثارة القلاقل في حليف شرق اوسطي يعتمد عليه.

وقال قزيحة "اعطت امريكا بالفعل مؤشرات كافية على انه بالنسبة لمصر والسعودية فإن الاستقرار اهم الآن من الاصلاحات والتحول والديمقراطية." والمعركة التالية ستكون الانتخابات البرلمانية. وستخوض جماعة الاخوان المسلمين التي تحظى بشعبية كبيرة الانتخابات بعد ان حرمت من خوض الانتخابات الرئاسية لان الحكومة تحظر قيام احزاب على اساس ديني.

وفازت الجماعة المحظورة بمقاعد في البرلمان من خلال مرشحين مستقلين.

لكن المحللين يقولون ان مزيدا من الاصلاحات السياسية التي وعد بها مبارك قد يستخدم لزيادة الامر صعوبة على الاخوان المسلمين.

ويقولون ان الاصلاحات قد تشمل على سبيل المثال تطبيق نظام القوائم الحزبية الذي سيضر بالمستقلين.

وابدى قزيحة شكه في ان الحكومة لديها اي التزام حقيقي بالاصلاح.

وقال ان الحكومة اعطت فقط مساحة للمعارضة عندما ادركت ان هذا لن يهدد سيطرتها الشاملة لكن ليس لديها اي نية للتنازل عن مساحة اخرى.

وقال "الدرس الذي ادرك هو انك لا تحتاج حقا الى 90 في المئة.

يمكنك ان تحكم بنسبة 51 في المئة وسيقبل العالم الخارجي ذلك ولن يزعجك احد مرة اخرى." لكن الانتخابات الرئاسية رسخت وضع حزب الغد المعارض باعتباره اكبر احزاب المعارضة العلمانية.

وجاء المحامي الشاب أيمن نور رئيس حزب الغد في المركز الثاني في الانتخابا ت الرئاسية بحصوله على نسبة 7.6 في المئة من الأصوات الصحيحة.

وجاء ثالثا نعمان جمعة مرشح حزب الوفد الذي كان يهيمن على الحياة السياسية في مصر قبل أن يطيح الجيش بالملك فاروق عام 1952 .

وحصل جمعة على 2.9 في المئة من الأصوات.

وقال وائل نوارة مدير الحملة الانتخابية لحزب الغد "تحتاج المعارضة لمواصلة الضغط (من اجل التغيير)." لكنه قال ان الحكومة تعطيهم مساحة صغيرة للحركة.

وقال ان حزب الغد يدفع بان نسبة 7.6 في المئة التي افادت النتائج الرسمية بحصول نور عليها منخفضة جدا .

وقال "هذا ما زال هو الهامش المستعدة الحكومة لاعطائه للمعارضة.

ولا اعتقد انه مقبول." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى