ما بين الطموح والفقر

> «الأيام» أفراح محمد صالح/أبين

> أوجد الله سبحانه وتعالى الإنسان على الأرض، وجعله خليفته فيها وقسم الأرزاق بين عباده، فمنهم الغني ومنهم الميسور الحال ومنهم من هو فقير معدم، وخلق الطموح والأمل في قلب كل منهم، والغني بدون شك سيكون قادراًَ على تحقيق طموحاته إجمالاً.. أما الفقير الذي يعيش في أسوأ حاله، كيف له أن يستطيع تحقيق طموحه؟ الإجابة الطموح موجود في قلبه ولكن عندما تكون تكاليف ذلك الطموح كبيرة فوق القدرة، فإنه يترك طموحه ويتجه صوب هدف وطموح آخر على(قده). ومن هنا يبدأ في التحطم نفسياً ومعنوياً ويصبح غير مؤهل في المنحى الآخر الذي اختاره بديلاً، ولكن على الإنسان أن يكون راضياً بما قسم الله له غير معترض عليه، وهذه قصة واقعية حدثت وعشتها مع الفقر، فقد كان الطموح يراود كل واحدة منا ولكن فتاة فينا كانت ذكية وطموحها بعيد بالنسبة لها وهو ليس بعيد ولكن الفقر جعل كل شيء أمامها مستحيلاً، واتجهت إلى تخصص آخر متواضع جداً وهو الدبلوم بعد الثانوية دراسات إسلامية وكانت تعمل أعمال عضلية ومنها من الأعمال التي لا يقوى عليها الرجال، فقد عملت هذه الأعمال لجلب الرزق لأسرتها، والذي يميز هذه الفتاة هو الدراسة في خضم هذه الأشغال. وعند السؤال عنها من قبل زميلاتها عن تركها لهدفها وطموحها الذي كانت مستعدة لإعطاء روحها من أجل تحقيقه، تجيب: على الإنسان أن يكون راضياً بما قسم الله له. وتخرجت من التخصص البديل للطموح لتجلس بالبيت ومن يراها لا يصدق أنها معدمة إلى هذه الدرجة، وصدق الله القائل في محكم كتابه الكريم: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} (البقرة). فالفقر حقاً كابوس مخيف يظل عالقاً بصاحبه إلى الممات إن لم يرزقه. وفي الأخير نختم بمقولة الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: لو كان الفقر رجلاً لقتلته. ونتمنى أن يحذو الكل حذو هذه الفتاة التي أصبحت داعية إلى الإسلام ونشره، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى