د.باصرة : لم نحوّل الحرم الجامعي إلى ثكنة عسكرية والإصلاح يريد أن يهيمن على العمل الطلابي

> «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
أ. د. صالح علي باصرة
أ. د. صالح علي باصرة
ما الذي يعكر صفو التعليم الجامعي في جامعة صنعاء؟ ومن يدفع الى أن يصبح الحرم الجامعي ساحة للمماحكة السياسية والحزبية على مدى الفترة الماضية وحتى اللحظة.. وما هو موقف رئاسة الجامعة من ذلك وكيف تعاملت وستتعامل مع الآتي؟

هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على طاولة أ.د. صالح علي باصرة، رئيس جامعة صنعاء الذي أجاب عليها بشفافية .. فإلى نص الحوار.

د. صالح ما هو الجديد في موضوع العمل الطلابي بجامعة صنعاء وإنشاء اتحاد طلاب الجامعة؟

- للأسف الشديد إن جامعة صنعاء شهدت الكثير من المشاكل في العمل الطلابي منذ فترة طويلة، الذي تحولت في الجامعة للأسف إلى عمل حزبي وتنظيمي بحت وإلى صراع بين عناصر هذا الحزب وذاك الحزب داخل الجامعة.

ماذا تقصد بهذا الحزب وذاك؟

- التجمع اليمني للإصلاح يا عزيزي يقود عملية الصراع داخل الجامعة، وللأسف الشديد يا أخي عندما أتيت لرئاسة الجامعة لم يكن أحد يعرف معنى اتحاد الطلاب، ولم يكن يوجد اتحاد معتمد من قبل الجامعة .. وبمبادرة مني حاولت مناقشة الأحزاب السياسية..

مقاطعا: عفواً.. ماذا عن انتخابات عام 1996م لاتحاد طلاب الجامعة؟

- صحيح تمت انتخابات في عام1996م وحدث لها ما حدث في عام 2004م ولم تستكمل هذه الانتخابات حتى قيام المؤتمر العام لا على مستوى جامعة صنعاء ولا على مستوى الاتحاد العام للجمهورية، بمعنى أن هذه الانتخابات تمت في الكليات وتوقفت في الكليات.

هل نعتبر أن من أولويات عملك في جامعة صنعاء معالجة مشكلة العمل الطلابي؟

- نعم، إن من أولويات ترؤسي لجامعة صنعاء هو معالجة مشكلة العمل الطلابي داخل الجامعة، وتم استدعاء الأحزاب السياسية ومحاورتها وتم الاتفاق على إجراء انتخابات طلابية وديمقراطية وحرة، وبالفعل شكلت لجنة تحضيرية من حزب التجمع اليمني للإصلاح والوحدوي والناصري واتحاد القوى الشعبية والحزب الاشتراكي اليمني ومن المؤتمر الشعبي العام، وتم توزيع المناصب بين أعضاء اللجنة التحضيرية بصعوبة، وتم الاتفاق على أن يترأس الحزب الاشتراكي رئاسة اللجنة التحضيرية ويكون المؤتمر الشعبي والإصلاح بمثابة نائبين للرئيس وبقية المناصب توزعت للأعضاء الباقين وتم توزيعها بمشاكل وصعوبات ولقاءات في الجامعة ومكتب الطلاب وفي منزلي حتى.

وماذا عن انتخابات الفرع (الكليات)؟

- بعدها جرت انتخابات الفروع وسط جو متوتر في 30 مايو العام الماضي 2004م، وشملت كل الكليات وكان الإقبال على الانتخابات لا يوصف، وكان أكبر إقبال لانتخابات طلابية في اليمن وتحملت الجامعة كل صرفيات الانتخابات، ومن شاهد الانتخابات حينها سيقول إن هذه انتخابات برلمانية وليست انتخابات طلابية، بل وكادت تكون انتخابات وكأنها انتخابات أعلى من البرلمان.

خلال هذه الانتخابات هل حدثت مشاكل أو صعوبات؟

- نعم حدثت مشاكل في مديرية أرحب وتم نقلها إلى صنعاء، وحدثت في انتخابات كلية التجارة وأُجلت لليومين التاليين وبعض الكليات في خولان والمحويت للأسف، حتى وصلت هذه المشاكل إلى أن هناك قيادات تدخلت في الانتخابات من المحافظات وشيوخ القبائل وقيادات الأحزاب، وواجهنا الصعوبة بعد ذلك في الفرز، وبعض مما حصل لنا يا عزيزي أن مجلس النواب يرسل لنا لجنة للتحقيق عن أسباب تأخر الفرز وبعض أعضاء مجلس النواب صعدوا إلى منصة الفرز ومارسوا الإشراف على الفرز، وخاصة في كلية الآداب والتربية، وتم الاتفاق ما بين حزبي المؤتمر والإصلاح لتشكيل الهيئة الإدارية، لكونهما الأكبر حظاً في الانتخابات.

وماذا عن بقية الأحزاب؟

- الحزب الاشتراكي والحزب الوحدوي الناصري ضاعا في زحمة الانتخابات ولم يحصلا إلا على أعداد قليلة، وهناك أسباب لا بد على اللقاء المشترك أن يناقشها، لماذا خرجوا بعدد قليل والإصلاح كان معهم بقائمة واحدة وأتمنى أن يقيم هذان الحزبان تجربتهما في العمل الطلابي.

ماذا عن اتهام رئاسة الجامعة بتحويل الحرم الجامعي إلى ثكنة عسكرية في ذلك الوقت؟

- كلا لم نـُحوّل الحرم الجامعي إلى ثكنة عسكرية ولم يتدخل أحد من الأمن في الانتخابات نهائياً وبقي خارجاً، و دعونا نقابة الصحفيين ونقابة المحامين اليمنيين للحضور والإشراف على الانتخابات.

إذاً ما سر ذهاب الكليات الـ 12 في أمانة العاصمة للنيابة العامة أو المحكمة وتقديم شكوى برئاسة الجامعة؟

- حدث صراع وتباين في وجهات النظر واختلاف على موضوع الهيئة الإدارية، برغم أن رئيس الهيئة التحضيرية قد وقع على قائمة الهيئة الإدارية الخاصة بالكليات الـ 12، في أمانة العاصمة الأساسية وكلية التربية، صحيح ذهبت للمحكمة وهذه الكلية هي كلية التربية بالمحويت.

وكيف عملتم مع اتحاد طلاب الجامعات أو جامعة صنعاء ؟ وماذا قدمتم له؟

- يا عزيزي بعد وقت وجهد بذل بدأت الجامعة تساعد الاتحاد في الكليات ووفرت لهم الأثاث وميزانيات وحسابات خاصة.

ولماذا لم يعقد المؤتمر العام لاتحاد الطلاب بعد كل هذا العمل حتى الآن؟

- بعد مرور سنة وثلاثة أشهر واللجنة التحضيرية في حالة عك على تحديد موعد المؤتمر وعلى إكمال وثائق المؤتمر وعلى تحديد آلية انتخاب اللجنة التنفيذية وعلى مراجعة النظام الأساسي للاتحاد، بمعنى سنة وثلاثة أشهر تستطيع أن تبني دولة وليس اتحاداً، وهذا الوقت كله خسارة للجامعة، عقدت عشرات الاجتماعات وللأسف الشديد أن هناك من ليس لديه قناعة بأن يتأسس هذا الاتحاد، ويريدون أن يبقى الوضع على ما هو عليه ويعتقد أنه من خلال هذا الوضع سيسيطر على الاتحاد، والبعض الآخر عنده عقلية تأسيس اتحادين أو ثلاثة.

من هؤلاء د. صالح؟

- أقول لك بالصوت المرتفع والمعلن هؤلاء هم حزب التجمع اليمني للإصلاح، وليس كل التجمع اليمني للإصلاح، هناك عقلية مازالت تعيش في واقع العمل الطلابي قبل عشرين سنة وتعتقد أنها بهذه الطريقة ستسيطر على العمل الطلابي.

ألا ترى يا دكتور أن غياب المؤتمر الشعبي العام عن العمل الطلابي ودخوله فجأة هو ما أثار هذه الضجة؟

- لأن المؤتمر الشعبي العام كان رافضاً شرعية الاعتراف بالاتحاد، وعندما جئت للجامعة سحبت المؤتمر الشعبي العام للمشاركة بالانتخابات وهذه المشاركة هي التي استفزت الإصلاح، لأن الإصلاح يريد أن يمول ويصرف أعمال الاتحاد، ولهذا بقية الأحزاب المشاركة معه ليس لها دور لأنه يعتبرها غير ممولة والممول هو خزانة القطاع الطلابي للتجمع اليمني للإصلاح، وهذا قد يحتسب عاملا أي أن يبقى الاتحاد تحت سيطرة هذا القطاع الحزبي ويبقى التمويل.

وماذا عن خدمة الطلاب إذا كان التمويل حزبياً؟

- أي اتحاد يمول حزبياً لا يمكن أن يخدم الطلاب، بل سيخدم حزبه، نحن نريد اتحادا طلابيا يخدم عموم الطلاب، وأفيدك بمعلومة عن طلاب جامعة صنعاء فاغلبية طلاب جامعة صنعاء هم طلاب مستقلون وليسوا حزبيين، لا المؤتمر يملك الأغلبية ولا الإصلاح يملك أغلبية، الأغلبية هم المستقلون، لأن الجامعة فيها ستة وثمانون ألف طالب وجميع الحزبيين في جامعة صنعاء لن يتجاوزوا الألف طالب، ومسيرة الاعتصامات والمظاهرات التي يقودها أي حزب لا تتجاوز 500 طالب، نريد اتحاداً يخدم العمل الطلابي ويدافع عن حقوق الطالب ويقوم بأنشطة تخدم الطالب الفقير، وليس اتحاداً يبحث عن التأطير الحزبي وتعبئة رؤوس الطلاب بأفكار حزب معين، أليس حراماً بعد أن أهدرت الجامعة ما يقارب سنة ونصف ومبلغ 80 ألف دولار لتسيير الانتخابات الطلابية والتحضير للمؤتمر أن نجد أنفسنا أمام اتحادين أو ثلاثة بدلاً من تأسيس اتحاد يفيد الطلاب والجامعة؟

وماذا عن عشائر الجوالة في حرم الجامعة يا دكتور؟

- للأسف.. الإصلاح حول كلية الإعلام إلى مقر لحزب الإصلاح ونشر فيها اليافطات والشعارات والمظلات التي تحمل اسم حزب الإصلاح.

وماذا عن المؤتمر ؟

- المؤتمر لم يشارك بأي عشائر للجوالة في حرم الجامعة ولم يشارك في أي نشاط، ومن أجل هذا اتخذنا قرارا بمجلس الجامعة بإيقاف نشاط عشائر الجوالة في الحرم الجامعي وإيقاف أي نشاط حزبي داخل الجامعة ضد أو مع أي حزب.

هناك من قال إنكم بهذا القرار خرقتم الدستور؟

- يا عزيزي الذي خرق الدستور ليس رئيس الجامعة وإنما خرقه مجلس النواب وأعضاؤه، لأنهم هم من أقروا القانون ورئيس الجامعة ينفذ قوانين والجهة المسؤولة عن تفسير الدستور هو مجلس النواب، وطلبت من الإخوة الذهاب لمجلس النواب لتعديل هذا القانون أو إلغائه .. وتعالوا الجامعة مفتوحة لكم وقولوا لي هل توجد جامعة في العالم كله يتحول عمل اتحادها إلى نشاط حزبي؟ هناك فرق بين النشاط السياسي والثقافي والنشاط الحزبي، هذا العمل الحزبي هو ممارسة لكسب أعضاء وتعليق شعارات بإسم الحزب، وأنا أتحدى التجمع اليمني للإصلاح أن يأتي لي بجامعة في الغرب والشرق تسمح بالنشاط الحزبي وليس السياسي.

كيف تريد أن تمنع الحزبية داخل الجامعة ورئيس الجامعة الذي هو (حضرتكم) رئيس لفرع المؤتمر الشعبي العام؟

- ليس في الجامعة، لأنه عندما يجلس على هذا الكرسي يجلس على رئاسة جامعة صنعاء بكل ألوان الطيف، وعندما تجلس على كرسي المسؤولية أنت مسؤول على كل الموجودين في هذه المؤسسة بغض النظر عن الأحزاب.

عندي كرسي ومكتب في المؤتمر الشعبي العام وعندما أجلس هناك أناقش قضايا حزبية ولا أدعم أنشطة المؤتمر في الجامعة بل الأنشطة الإبداعية للطلاب، وليس لدي عقدة مع من أنا.

ما هي المشكلة الأساسية لتوقف أعمال وعقد المؤتمر لاتحاد الطلاب؟

- هم ممثلو اللجنة التحضيرية لحزب الإصلاح، الذين يعتبرون المتهربين من انعقاد المؤتمر، وأنا مضطر أن استخدم الخيار الآخر ألا وهو اختيار لجنة تحضيرية من كل كلية واحد، لا أحدده أنا بل معدله العلمي هو الذي يحدده وفي سنة ثالثة، على اعتبار النضوج السني والعقلي ولأنه لا يستطيع أن يكون قيادياً لأنه متخرج عما قريب، وإذا أردنا أن يكون الاتحاد فعليا، فلا بد أن يكون المتفوقون علمياً في هذا الاتحاد والمعيار العلمي وليس السياسي هو من يحدد أعضاء الاتحاد.

وإذا لم يحضر أي ممثل حزبي في تاريخ 1/10/2005م سأسير على هذا الخيار، وهذا حق، والذي عنده نشاط حزبي عنده مقر يذهب إليه ومن يريد أن يحاضر محاضرة سياسية ينسق مع الجامعة، وجميع الأبواب مفتوحة له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى