من بالحويلق لا بالحلوق

> سالم العبد

> في البداية نجدها فرصة لنهدي قراء صحيفة «الأيام» الغراء أجمل التبريكات بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم وكل عام والجميع في حال أحسن ، خال من الجرع والهياكل وسائر المنغصات ما خفي منها وما ظهر .. آمين.

وعلى ذكر رمضان تطفو على سطح الذاكرة خواطر عديدة متباينة.. منها ما يتعلق بمعنى التسمية عند العرب قديماً - جاهلية ما قبل الإسلام- أي قبل أن ينزل الوحي على رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم إذ كانت تعني به لغة اشتقاقا من لفظة الرمضاء..!! وأصلها شدة الحرارة والسخونة بكل معاناتها.. وقد شاءت إرادة الله أن يبدل رمضائه ببرودة الإيمان وحلاوته.. فتقبلته الأفئدة الطافحة بنور الإسلام، حينما تتلو آياته الإعجازية التي حملها رسول السلام جبريل إلى رسول السلام محمد بن عبدالله في أيامه ولياليه المباركة عليهما السلام.. وفاضت هذه النفحات الربانية من القلوب إلى الأبدان برداً وسلاماً متجهة بكل جوارحها إلى بارئها تترقب نفحاته السخية ومكرمات مغفرته وعفوه العظيمين.

أما ونحن نستقبل بعد أيام قلائل رمضان الكريم فليس بوسعنا إلا أن نقول: طوبى لجموع الموظفين والعاملين الذين أرمضتهم وما تزال جرعات الحكومة السعرية والهيكلية.. وطوبى لجموع المتقاعدين المسنين ومئات آلاف الغلابي والعاطلين الذين تكويهم نيران الفاقة والمسغبة نتيجة إصرار النظام على التمسك بمفردات الاشتقاق الجاهلي لمسمى الشهر الكريم!!؟.. بل مجافاة صارخة لمقاصد ومدلولات رمضان الكريم.. شهر الرحمات والتآزر والتكافل بين المسلمين حكاماً ومحكومين، قادرين ومسلوبي القدرة، موسرين ومعسرين...إلخ.. بل إن الحكام مسئولون أمام الله تجاه شعوبهم.. بتقديم الرعاية الكاملة لهم وجوباً كما وجه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «كلم راع ومسؤول عن رعيته...». ومعروف أن رعاية الحاكم تتقدم كل الرعايات الصغرى.. وإلا لماذا هم حكام على رقاب وأرزاق العباد؟ فما بالك في شهر كريم كشهرنا الفضيل رمضان الكريم، الذي يتوجب عليهم أن يضاعفوا فيه الرعاية الكاملة المستوجبة عليهم شرعاً ودستوراً نحو مواطنيهم البائسين؟ أم أن مفهومهم للرعاية والتكليف بها شرعاً تعني اختيارهم المتعوس للتوقيت الظالم الذي يسبق مباشرة مواسم ومناسبات مفصلية في حياة المواطنين المنكودين.. ليس أدناها حياتهم المعيشية اليومية.. ولكنها وعلاوة عليها مناسبة افتتاح المدارس وتكاليفها الإضافية، ثم خصوصية رمضان الكريم وبعده مباشرة عيد الفطر المبارك.

إنها بكل المقاييس هدية متفردة تهدى من حكام لشعبهم المسكين، كي يفوا هذه المناسبات العظيمة حقها من الاحتفاء الذي يليق بها.. إلا إذا أرادوا أن يكون رمضاننا القادم روحانية مجردة، وزهداً عاماً في الدنيا الفانية، وتفرغاً للحاق بالحياة الأخرى الجالدة.. لا ندري.. وبرغم كل شيء نقولها بغصة لشعبنا الصابر المرابط.. إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز :{إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم} ورمضان كريم إن شاء الله وكل عام وأنتم زاهدون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى