حد في العسل قامه وحد يشتهي الزوم

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
رمضان كريم وكل عام والوطن والناس بخير، تلك أمنية فقط بقدوم مناسبة عزيزة على نفوس أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. الأمنية وأمنيات كثيرة لأهل بلادي تصدى لها البؤس بل وبددها وانتزع من قلوب ناسها الفرحة والبهجة المعهودة موسمياً لسبب واحد هو ضيق الحال والفقر معاً.

البهجة بقدوم الشهر الكريم محصورة ومعنونة لنخبة التنبلة التي أتخمت جيوبها ومعدها بحق وبغير حق.

جرت العادة أن تتهيأ الأسرة لقدوم الضيف الكريم بالاستعداد المسبق وهي من طقوس حياتنا كمسلمين. ولكن الأسواق الزاخرة بكل كما تروم إليه النفوس تظل هي الأخرى حكراً على أهل البيت (النخبة).

أتى رمضان كعادته، على غير عادة المرحبين به، لأن العامة قد صدموا بالجرعة القاتلة الاوتوماتيكية برفع الأسعار 100% و150% مما اضطرهم كرد فعل إلى الخروج يومي 21 و20 يوليو الماضي يعتريهم السخط ويعمهم الغضب في مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة التي تصدت لهم بالدبابة والرصاص الحي واتهمت البعض منهم بالتخريب وقدمتهم إلى العدالة.

ذلك كان الترهيب أما الترغيب فقد حاولت السلطة امتصاص موجة الغضب تلك بإطلاق ما يسمى (استراتيجية الأجور) التي وعدت من خلالها برفع الأجور بنفس الوتيرة والمستوى الذي قفزت إليه الأسعار.

ولكنها كانت الصدمة الأكبر حين طالب (الموظف) وليس المواطن بحقه في الأجر قامت الحكومة بالالتفاف عليه من خلال المسطرة والقلم لتعيش بالمليمتر والسنتيمتر.. ولتضع شروطاً وتعقيدات حديدية وتشكل لجاناً طالعة نازلة دوخت بالناس. ليتمخض الجبل ويلد فأراً وعلى الموظف أن يقبل رغماً عنه أو الدبابة جاهزة.. هذا إذا كانت فئات كبيرة قد حرمت من خير هذه الاستراتيجية العبقرية لأنها خارج جهاز الدولة وليس لها مصدر دخل، هذه الفئات كيف ستواجه موجة الغلاء الخيالي والبعض منها يعيش على الكفاف.

السلطة استكثرت أشياء حياتية ضرورية للمواطن اليمني المحروم من الأبسط منها.. وجملة الجرعات السابقة والمتوالية قد أجهزت على كل الرؤى والأماني وحتى الأحلام.. لتتوج بالجرعة القاتلة جريمتها في هذا الشعب الذي يصفق لها أو يكتفي بالصمت إزاءها. بينما سخرت امكانيات وهبات خيالية لمن هو في حصنها (أقصد العائم مع تيارها وإن كان فاسداً، وهو كذلك) وأصبح الفقير أشد فقراً، والحبايب أكثر غنى، كما يقول المثل: «حد في العسل قامه، وحد يشتهي الزوم».

رمضان الذي نسعد بقدومه ونستعد له، لا آلة في أيدينا لا أعلام ولا بهجة ولا مواكب فرح لصفارنا وهم الأشد فرحاً به.. حرمنا من كل شيء حتى الفرحة انتزعت من صدورنا.. وصودرت ابتساماتنا وبهجتنا.. والله يجازي اللي كان السبب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى