المركزية أم الفساد..وأبوه!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
رمضان جانا وفرحنا به، أهلاً رمضان وكل عام وأنتم بخير.. وقبل دخول رمضان كان في أخبار بعضها طيب وبعضها بطال سبقت رمضان بأيام قليلة عبر مختلف وسائل الإعلام والصحافة.. وسأكتفي بالتعرض بتعليقات متواضعة أحصرها على ملتقاها الأول صحيفة «الأيام» الغراء التي غطت كل شيء تقريباً مما أغناني عن الغرق في المزيد من المطبوعات والمسموعات والمرئيات .. وانكان تشتوا الصدق كان جل ما نال اهتمامي وشدني بقوة لا يمكن مقاومتها موجودة في عددين اثنين بالذات هما عدد يوم الخميس الماضي وعدد يوم السبت الذي تلاه.. وأشوف انه لا بد في أن أكتب هذا الموضوع بطريقة البرقيات أو المقاطع القصيرة لأنه اذا أطلقنا العنان لتعدد موضوعات هذين العددين بالذات لاحتجنا للتعليق على كل موضوع إلى صفحات أكثر ومداد أكثر ومساحة أكثر.. وكل شيء يمكن ان يكون مقدوراً عليه إلا المساحة في «الأيام» التي عودتنا ان لا تقدر قيمتها بثمن مما يجعل القارئ يلتهمها من البداية وإلى السطر الأخير.

قلنا بانتكلم بطريقة البرقيات على طريقة أشعار امبجيري حسين شاعر أبين العليا الخالد والذي قال : «قال امبجيري حسين ماشي معذرة ان يمشي امبابور وإلاّ كسره» وقيل أن هذه القصيدة قيلت عندما بدأت السيارات تدخل جنوب اليمن حيث تعطل في ذلك اليوم «السلف» حق بابور الأخ امبجيري حسب قول أحد الاجنيرات وفي قول لاجنير آخر أن الفضة (اللي هي البلاتين) احترقت.. المهم نحنا سرينا وشلينا شماطيرنا فالعشق ما هو لنا لأهل القلوب السلية.

فرحت كثيراً بإطلالة الأخ الرئيس علي ناصر محمد الغالية في عدد الخميس الماضي .. وأعجبني تحليله الرصين للأوضاع في اليمن وحكمته في فهم الأزمة اليمنية والإقليمية وتحذيراته من المزيد من تفاقم وتدهور الأحوال المعيشية وكذا نصائحه الأخوية للقيادة السياسية بالإصلاح الحقيقي المطلوب.. وأكثر ما أعجبني في هذا الرجل الكبير علي ناصر محمد انه يحمل هم شعبه ووطنه فوق كتفيه ويمضي به معه حيثما كان.. حفظه الله ووفقه في خدمة شعبه وأمته.. وما أكثر الذين يتطلعون إلى رؤية الرئيس علي ناصر محمد على أرض الوطن الذي أحبه.. ولم ينقطع عن افتقاده إلى عودته.

في برقيتي الثانية..كانت محوراً اهتمامي في نفس العدد كلمة اليوم التي كتبها رئيس التحرير واختار لها عنوان: «المركزية هي الفساد» وبقدر ما كان القول صادقاً مئة بالمئة فإنه موجع ومؤلم ألف في المئة.. وليس هناك في هذا المجال ما يقال أكثر مما قيل سوى انه : اذا كنتم صادقين فإن وقت العمل قد حان ليكرم المرء أو يهان وهذا الفرس وهذا الميدان وإلا فإنه لن تقوم لهذه البلاد قائمة إلى يوم الدينونة ومن كذب جرب .. نعم وألف نعم إن المركزية هي أم الفساد وأبوه وأبو أبوه.

برقيتي الثالثة لا تغني عن الاتصال التليفوني بالأخ العزيز عبدالكريم صالح شائف لتهنئته على فوزه وانتخابه بلا منازع رئيساً للمؤتمر الشعبي العام (فرع عدن) وقد كان فوز الأخ شائف الذي هو بمثابة تجديد الثقة به انتصارا مؤزرا لفرع عدن للمؤتمر الشعبي العام الذي نتمنى له المزيد من التقدم فألف مبروك من القلب للقلب.

والبرقية الرابعة كانت إطراقة حزن أمام إصابة الإعلامية المعروفة والمذيعة اللبنانية مي شدياق في حادث أليم يدمي القلب من تلك الحوادث التي يتجرد من يقومون بها من انسانيتهم.. وكان ما هون حزني أمام هذا الحادث الإجرامي هو مقال «رجال ورجال» بقلم إسراء هشام باشراحيل كريمة صديقنا العزيز رئيس التحرير.. ومن خلال قراءتي للعمود أحسست بالفخر بمؤسسة «الأيام» التي أهداها «ابوباشا» كل ما يملك.. وأخيرها وليس بآخرها إن شاء الله قلم «إسراء» الذي أتوقع له التألق في دنيا الكتابة ليكون جوهرة ثمينة في عالم الصحافة التي قدمت كاتبات وصحفيات منذ بواكير منتصف القرن الماضي.. ولا زالت أصداء كتاباتهن لها رجع.. فأهلاً بابنتنا العزيزة إسراء في بلاط صاحبة الجلالة.

اما البرقية الخامسة والأخيرة فهي عن مقالة الزميل الأستاذ نجيب اليابلي ربنا يعطيه الصحة والعافية.. وقد أفزعني ما ورد في مقاله الرائع المعنون «ويحكم.. ماذا يملك بيت حميد الدين؟» وشربت حبتين بنادول لكن الفجعة مازالت موجودة .. اسألتك بالله كل هذا السطو والبسط والسلب والنهب في ضواحي محافظة عدن (بئر فضل) وفي غيرها من المحافظات بالذات محافظتي أبين ولحج وبئر ناصر وبئر سالم وبير فاضل وبير باجل وبير باهوت .. هذي بصراحة جرائم في حق الإنسانية في هذي المناطق التي جف فيها الزرع والضرع ونشف الماء من الأرض والسماء، والقانون في اجازة، والدستور لا أنا ولا اليابلي كتبناه وعندما عرضوه للاستفتاء لم يكن ذلك على نص الدستور نفسه وإنما على تعديلات وبرضه لم أشارك أنا في التصويت.. لكن مادام الدستور قد أقر.. فأنا ملتزم به لأني أعرف الأصول.. المصيبة الذين لا يعرفون الدستور ولا الأصول ويخرقونه كل يوم وهم الذين يلعبون بالبلاد شوطح يا مسلماني وما حد يقدر يقول لهم كلمة.

لقد كنت أقول دائماً إن الدحابشة عمروا البلاد الله يقول الحق، وهذه حقيقة ما أحد يقدر ينكرها لمصلحتهم.. ولقد قال الشاعر في ذلك: «مني سلام ألفين لك يا امدحبشي.. دي كنت تنطحني وأنا كنت انطحك .. ما اليوم قدنا في زريبة واحدة.. لا عاد تنطحني ولا أنا با أنطحك!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى