اليابان تحاول احتواء اثار زيارة كويزومي لضريح مثير للجدل

> طوكيو «الأيام» رويترز :

>
رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي
رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي
سعت اليابان امس الثلاثاء لتخفيف الاثار الدبلوماسية التي نجمت عن زيارة رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي لنصب لقتلى الحرب في طوكيو والتي اغضبت الصين وكوريا الجنوبية واثارت انتقادات داخلية.

ويمكن لعلاقات اليابان المتوترة بالفعل مع جارتيها ان تزداد جمودا في اعقاب زيارة كويزومي امس الاول الاثنين الى نصب ياسوكوني الذي يكرم مجرمي حرب ادانتهم محكمة للحلفاء الى جانب 2.5 مليون من قتلى اليابان في الحرب.

وقال وزير دفاع اليابان يوشينوري اونو للصحفيين امس الثلاثاء "رئيس الوزراء السيد كويزومي..ابدى احترامه عند نصب ياسوكوني كمواطن ياباني... من المفهوم انه ذهب لابداء حزنه على الذين قدموا حياتهم من اجل بلدهم وللتعهد بعدم خوض الحرب مرة أخرى.

"ولكن تبقى مشكلة كيفية التعامل بشأن العلاقلات مع البلدان المجاورة..خاصة الصين وكوريا الجنوبية...يجب ان نكافح لتحسين العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية برؤية مستقبلية."

وقام نحو 200 عضو في البرلمان الياباني امس الثلاثاء بزيارة نصب ياسوكوني فيما تجمع اكثر من 100 في وقت لاحق قرب مكتب كويزومي للاحتجاج على زيارته.

وكانت الزيارة التي قام بها كويزومي للمزار امس الاول الاثنين الخامسة له منذ توليه السلطة عام 2001 بعدما وعد بزيارة النصب وهو رئيس للوزراء.وفي محاولة للتأكيد على الطبيعة الخاصة للزيارة ارتدى كويزومي بذلة عادية بدلا من الملابس اليابانية التقليدية او بذلة حداد كما كان يفعل في الماضي كما وقف عند المدخل العمومي ولم يتقدم الى داخل المزار.

لكن الصين وكوريا الجنوبية حيث لا تزال ذكرى انتهاكات الحرب اليابانية عالقة بالاذهان سارعتا للاحتجاج بغضب.

وادانت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني امس الثلاثاء الزيارة واعتبرتها "استفزازا للضمير الانساني والعدالة الدولية" رغم هيمنة انباء ثاني رحلة مأهولة ترسلها الصين للفضاء على تغطية وسائل الاعلام.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية امس الثلاثاء ان زيارة وزير الخارجية اليابني نوبوتاكا ماتشيمورا للصين والتي كان مقررا ان تستمر يومين في وقت لاحق من الشهر الجاري قد ارجئت الى اجل غير مسمى بسبب زيارة كويزومي للمزار.

وقال كونج تشوان للصحفيين "هذا ليس الوقت المناسب للزيارة والصين غير مستعدة لاستقباله."

بينما قال مساعد لرئيس كوريا الجنوبية امس الاول الاثنين انه من غير المحتمل ان يلتقي الرئيس روه مو هيون ورئيس الوزراء الياباني في اجتماعهما نصف السنوي هذا العام.

الا ان ماتشيمورا ابلغ الصحفيين ان البرنامج الدبلوماسي يجب الا يتأثر.

وقال "سنسعى للتفاهم (بين الدولتين) من خلال قنوات عدة...اعتقد ان الاجتماعات المقررة يجب ان تتم كما هو مقرر."

ويصر كويزومي الذي تعهد لأول مرة بالقيام بتلك الزيارات عندما كان ينافس على رئاسة الحزب الحاكم عام 2001 على انه يذهب للمزار ليس لتمجيد الحرب وانما للصلاة من أجل السلام.

ورأى كثيرون تعهده بالقيام بهذه الزيارات على انه كان يهدف لكسب دعم جماعات قدماء المحاربين القوية.

لكن قرار تكرار الزيارات رغم العواقب الدبلوماسية يعكس ايضا موقفا ثابتا رحب به كثير من الناخبين باعتباره علامة على قيادة قوية.

وحقق الحزب الديمقراطي الحر الذي يقوده كويزومي فوزا ساحقا في الانتخابات العامة الشهر الماضي.

وقالت صحيفة يوميوري المحافظة في افتتاحيتها تحت عنوان "زيارة كويزومي تحتاج الى توضيح أشمل" ان كويزومي "كرئيس للوزراء.. لا يريد الاذعان للضغوط الصينية ويتخلى عن الزيارة."

ويعارض حزب كوميتو الجديد الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم مثل تلك الزيارات.

وقال كازو كيتاجاوا وزير النقل وعضو حزب كوميتو الجديد "لدي تحفظات بخصوص...اثرها العكسي على علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية واعاقة الاستقرار والتنمية في شرق اسيا."

لكن وكالة كيودو للأنباء نقلت عن وزير التجارة شويتشي ناكاجاوا قوله انه يؤيد الزيارات التي يقوم بها كويزومي واعرب عن امله في ان ترد الصين عليها كدولة "ناضجة". وتتنازع الدولتان ايضا على حقول الغاز الطبيعي في بحر الصين الشرقي واقترحت اليابان عقد جولة أخرى من المحادثات في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ويشعر رجال الأعمال اليابانيون بالقلق من ان تضر التوترات السياسية بالعلاقات الاقتصادية خاصة بين الصين واليابان حيث يصل حجم التجارة سنويا بينهما الى نحو 212 مليار دولار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى