استياء الشعب الاميركي من الحرب على العراق يعيد الى الاذهان شبح فيتنام

> واشنطن «الأيام» جيم مانيون:

>
جنود اميركيون يتباحثون مع جنود عراقيين في اليوم الخامس من عملية في منطقة زيدون بمحافظة الانبار بجنوب شرق الفلوجة
جنود اميركيون يتباحثون مع جنود عراقيين في اليوم الخامس من عملية في منطقة زيدون بمحافظة الانبار بجنوب شرق الفلوجة
لا تعتبر مشاعر الاستياء التي تنتشر بين الشعب الاميركي اليوم بسبب الحرب على العراق جديدة على قادة الجيش الاميركي الذين مروا بتجربة سابقة مماثلة في فيتنام حملت معها هزيمة مذلة.

وقد عاد شبح حرب فيتنام الى الاذهان مع تزايد اعداد القتلى بين صفوف الجيش الاميركي، وتنظيم الاحتجاجات المناهضة للحرب، وتناقص الدعم الشعبي للحرب في العراق والمعركة السياسية التي اندلعت في واشنطن هذا الاسبوع حول العراق.

وقال لورين ثومبسون المحلل العسكري في معهد ليكسنغتون الفكري في واشنطن "إن هذه التطورات تتخذ مسارا سياسيا مماثلا لمسار حرب فيتنام".

واضاف "ما حدث في فيتنام انه عندما بدأ كبار المشرعين في الابتعاد عن اجندة الرئيس، بدأ ضباط الجيش في التساؤل عما اذا كان عليهم المخاطرة بحياتهم من اجل قضية آخذة في الضعف".

وقد بلغ الخلاف حول العراق ذروته الخميس الماضي عندما اثار جون مورثا العضو الديموقراطي الذي يحظى بالاحترام في مجلس النواب الاميركي والضابط السابق في قوات المارينز الاميريكية، عاصفة سياسية بالدعوة الى الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من العراق.

وقال مورثا "ان الشعب الاميركي متقدم كثيرا عن اعضاء الكونغرس، لقد فعلت القوات الاميركية وقوات التحالف كل ما بوسعها في العراق.

وآن الاوان لتغيير الاتجاه".

ويدرك القادة العسكريون الاميركيون، المتأثرون بتجربة فيتنام، ان دعم الشعب الاميركي هو "مركز القوة" الذي اذا اختل يمكن ان يسبب كارثة في حرب طويلة.

وقال الجنرال المتقاعد ووزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول، مؤلف كتاب "عقيدة باول" انه يفضل الحروب القصيرة المكثفة ذات الاهداف المحددة والواضحة بسبب صعوبة الاحتفاظ بالدعم الشعبي للحروب الطويلة.

واعرب الجنرال ريتشارد مايرز الرئيس السابق لهيئة الاركان المشتركة عن قلقه من ان يؤدي فقد الدعم الشعبي لحرب العراق الى انسحاب سريع للقوات من هذا البلد.

وقال "ان افضل الطرق بالنسبة لنا كشعب هي الصبر والعزيمة او بكلمة واحدة (الارداة)". واضاف قبل تقاعده من الخدمة في سبتمبر الماضي "اننا ببساطة لا نستطيع تحمل فقد الارادة على الانتهاء من العمل الذي نقوم به".

ويسجل الدعم الشعبي للحرب في العراق تناقصا مطردا.

واعرب مجلس الشيوخ هذا الاسبوع عن قلقه وذلك باقراره تعديلا يدعو الى تقديم تقارير منتظمة حول الوضع في العراق.

واوضح ثومبسون "ما نراه هنا هو ان صبر اعضاء من الحزبين (الديموقراطي والجمهوري) بدأ ينفذ، وبالتالي يقولون انهم لا يأبهون بعواقب الانسحاب" من العراق.

وقال "عندما يرى ضباط الجيش ذلك ويفهمون ما يعنيه، فإنه يؤثر سلبا على ادائهم".

الا انه لم تظهر مؤشرات بعد على تراجع معنويات الجيش.

ورغم ان عملية التجنيد اصبحت اكثر صعوبة، الا ان تقارير الجيش والمارينز لا زالت تتحدث عن نسبة عالية للالتحاق بالجيش حتى في الوحدات القتالية المنتشرة في العراق.

وقال تشارلز كروهن الضابط المتقاعد في الجيش "عندما يخدم الشخص في وحدة قتالية خارج البلاد، فان ولاءه يكون مركزا بشكل تام على الاشخاص الذين معه.

وما يحدث في الوطن لا يعدو كونه زوبعة في فنجان".

الا ان كروهن الذي شارك في حرب فيتنام وعمل ضابطا للشؤون المدنية في العراق، قال ان البعض في الجيش غير مسرور بالاخفاق في وضع خطة لمواجهة التمرد، او ما يسمى بـ"المرحلة الرابعة" في المصطلحات العسكرية.

ويعرب الضباط العسكريون الاميركيون علنا عن تفاؤلهم لسير الاحداث في العراق، ويؤكدون انهم يحققون تقدما جيدا في تدريب قوات الامن العراقية لكي تحل محل القوات الاميركية.

ويبدو ان تفاؤل ضباط الجيش حقيقي.

فقد اظهر استطلاع للرأي نشره مركز بيو للابحاث هذا الاسبوع ان 64 بالمئة من قادة الرأي في الجيش يعتقدون ان جهود اقامة ديموقراطية مستقرة في العراق ستنجح، مقابل 32 بالمئة.

وبعكس ذلك، قال قادة الرأي المدنيون ان الجهود في العراق ستفشل.

فقد اظهر استطلاع جرى في اوساط الأعلام والحكومة والعلوم والهندسة ان نسبة كبيرة منهم تعتقد ان مشروع العراق سيفشل. اما الشارع الاميركي فكان اكثر تشككا في نجاح الجهود في العراق، الا ان 56 ممن جرى استطلاعهم قالوا انهم يعتقدون ان تلك الجهود ستنجح بينما قال 37 بالمئة انها ستفشل.

ويرفض انطوني جيمس جوز الخبير في مكافحة حروب المتمردين في جامعة سانت جوزف في فيلادلفيا، بشدة اية مقارنات بين العراق وفيتنام، الا انه يرى تشابها في الطريقة التي بدأ الكونغرس يخفض بها المساعدات.

وقال "اعتقد ان ادارة بوش ستنتهي بطريقة سيئة للغاية، وسوف تضطر في النهاية الى مغادرة العراق".ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى