القراصنة الصوماليون يهددون سواحل حضرموت..لماذا السكوت!

> علي سالم اليزيدي

> ربما أصبحت سواحل حضرموت الطويلة الممتدة على المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن التي تشكل باتساعها هذا على مر الزمان نعمة ومصدر رزق، نقمة على كل من يقطنها، وبتطور الحرب الصومالية وانتشار العصابات والفرق المسلحة وقراصنة البحر، تزايد الخوف لدى الكثيرين من الجيران، وطبعاً ارتبطت سواحل الصومال بسواحل عدن والمكلا وقصيعر والريدة وبلحاف وبئر علي وأحور بترابط عريق قديم، وشهدت هذه المناطق تبادلا تجاريا والسفن الزائرة من الساحلين على مر الزمان، ولكن بتبدل الأوضاع في أرض الصومال تدفقت إلى السواحل المقابلة الأرتال من البشر في شقها الأول لاجئون ينشدون المساعدة الإنسانية وقد كانت، ثم تحولت إلى أولئك المتسللين وتجار التهريب للبشر والمخدرات والسلاح والبضائع، وفجأة تقدم التفكير لدى رجال العصابات ليصبح الأمر تنسيقاً ما بين البر والبر، والماء والماء وتظهر تجارة الغفلة واللهفة وتشكلت جموع على سواحل حضرموت تنتظر التهريب من وإلى، ومن هناك تعبر المهربات إلى داخل الجزيرة العربية، ورصدت حالات عديدة وأصبح الأمر يتحول حسبما يقول المثل «مصائب قوم عند قوم فوائد».

ولكن ما يثير المخاوف لدى السكان والمواطنين في كل الساحل الحضرمي هو السكوت الرسمي عما يتهدد الوضع وازدياد انتشار التهريب والقرصنة التي تتقدم من سواحل الصومال، وتقصد سواحل وقرى ومناطق حضرموت.

وحتى لا نبتعد كثيراً عن التوضيح فإن المسافة ما بين هذا البر العربي والبر الصومالي ساعات في ظل تطور القوارب السريعة، وقد حكى لي صياد قبل أشهر أنه صادف في البحر قوارب صومالية مسلحة وتحمل على ظهرها (الدشكا) وتم تهديدهم ولم يجدوا شيئاً لديهم ذا قيمة.

و قبل سنوات تبختر قارب مسلح برجال صوماليين أمام ساحل بروم ورآه صيادون من شرج باسالم، وغاب بعد أن أطلق عدة قذائف في الهواء ليلاً، وهذه حكاية جديدة في الأول من رمضان هذا العام وبالضبط في لحظة الإفطار هاجم قراصنة صوماليون ولصوص مرافقون ساحل الريدة وقصيعر، واستهدفوا ماكنات القوارب الواقعة في البحر قبالة الساحل وسرقوا ما يقرب من عشرين ماكنة ولاذوا بالفرار.

وقبل أيام فقط وبينما مجموعة من شباب مدينة المكلا هواة الصيد في ساحل بئر علي إذا بالقوارب الصومالية تقف قبالتهم ويهبط منها أعداد من الصوماليين ومنهم من سقط ميتاً في الحال، ويأمرهم المسلحون على متنها بالسكوت وعدم التبليغ، ثم غادرت وهي تتمخطر ولا من شاف ولا من يحرس البحر، لأن المعنيين مشغولون بالنهب و(الهدش) في البر، وهنا تكون المصيبة أكبر عندما يهاجم القرصان البحر والبر، ويصبح الآخرون في الهوى سواء!

وفي اليوم الأول من رمضان هذا العام ايضاً.. غادرت السفينة السياحية ميناء المكلا وعندما عبرت المياه أمام خليج باب المندب ضربها قراصنة صوماليون، ونقلت الأخبار كل شيء وحملت صاروخاً لم ينفجر إلى ميناء جبوتي.

وربما لن يتوقف المسلسل، فسواحل حضرموت مقصودة ، وقد نسمع صراخاً وخبراً وواقعة، وها هم هؤلاء القراصنة يتجولون أحراراً، بينما كل السواحل مفتوحة، ومن دخل يدخل، ومن نهب ينهب..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى