حكم باعدام مهرب مخدرات يضع العلاقات الاسترالية السنغافورية تحت الاختبار من سيد أستبوري

> سيدني «الأيام» د.ب.أ :

>
حكم باعدام مهرب مخدرات يضع العلاقات الاسترالية السنغافورية تحت الاختبار من سيد أستبوري
حكم باعدام مهرب مخدرات يضع العلاقات الاسترالية السنغافورية تحت الاختبار من سيد أستبوري
تسود بين الاستراليين حالة من السخط بسبب ما يرونه أسلوبا قاسيا ويتسم باللامبالاة في تعامل السلطات السنغافورية مع حكم الاعدام الذي صدر بحق نجوين تونج فان وهو مندوب لمبيعات سابق في مدينة ملبورن مدان بتهريب المخدرات في سنغافورة .

وبلغ الامر حد الحديث عن مقاطعة تجارية لسنغافورة والمطالبة بعدم السماح لها مجددا بتدريب قواتها على الاراضي الاسترالية.

وتتصاعد مشاعر الغضب هذه أكثر وأكثر كلما اقترب الموعد المحدد لتنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق تونج فان في الثاني من كانون أول/ديسمبر المقبل,وهي مشاعر ذات صلة وثيقة بما وصفه كيفين رود المتحدث شؤون السياسة الخارجية في حزب العمال الاسترالي المعارض بأنه سياسة "أرموا أنفسكم في البحيرة " التي ترد بها سنغافورة على الانتقادات الموجهة لعقوبة الاعدام فيها.

ووصل الامر حد خروج رئيس الوزراء جون هاوارد المعروف بهدوئه ليعرب عن سخطه علنا لان نظيره السنغافوري لي هسين لونج لم يبلغه في اجتماع بينهما دام 40 بأنه تم تحديد موعد تنفيذ الحكم بإعدام تونج فان.

وقال هوارد غاضبا :" يجب ألا تتصور حكومة سنغافورة أن مثل هذه القضية ستمر مرور الكرام في أستراليا..هناك شعور قوي واقتناع قوي في هذا البلد بأنه لم يكن يتعين إصدار حكم بالاعدام في هذه القضية ".

وقبل كل شيئ فإن قصة حياة نجوين تونج تثير الحزن,فهو قد ولد في معسكر للاجئين في تايلاند ونشأ في استراليا في كنف أمه الفيتنامية غير المتزوجة.

وتلقى هذا الشاب تعليما لا بأس به وكانت لديه وظيفة طيبة ولم تكن له أي سوابق حتى اعتقاله في سنغافورة.

واعترف تونج فان بارتكاب جريمة التهريب بالفعل ولكنه أكد أنه كان مضطرا لنقل المخدرات من كمبوديا إلى استراليا كي يسدد مبلغ 25 ألف دولار استرالي (18 ألف دولار أمريكي) كان شقيقه التوءم المشاغب خوا ومدمن المخدرات السابق مدينا به لاحد كبار المرابين.

في الوقت نفسه وجد الاستراليون أن هناك الكثير مما يمكنهم انتقاده في الطريقة التي تنفذ بها السلطات السنغافورية حكم الاعدام,فعلى سبيل المثال أخطرت هذه السلطات كيم والدة تونج فان ومن ثم باقي الاستراليين بالموعد المحدد لتنفيذ حكم الاعدام بحق ابنها من خلال خطاب مسجل دون أن تتكبد سنغافورة عناء إخطار الحكومة الاسترالية بهذا الامر.

وأسهم كيفين رود متحدث الشؤون الخارجية في حزب العمل الاسترالي المعارض في تأجيج الرأي العام في بلاده من خلال الانتقادات الحادة التي وجهها لما يعتقد انه قسوة مفرطة من جانب سنغافورة .

فقد كان رود هو من أعلن للاستراليين أن السلطات السنغافورية ستفصل بين الشاب المتهم وأمه بحاجز زجاجي في أخر لقاء يجمعها .

وقال غاضبا:" إن الاجراءات في سنغافورة لا تسمح حتى لام بأن تحتضن ابنها للمرة الاخيرة..كل ما أقوله هو أي حكومة تلك التي نتعامل معها؟".

جدير بالذكر أن نجوين تونج فان كان قد قبض عليه أثناء توقفه المؤقت في مطار سنغافورة في كانون أول/ديسمبر من عام 2002 وبحوزته نحو 400 جرام من الهيروين مخبأة في حزام كان ملفوفا حول وسطه وكذلك في أمتعته.

وأصدرت محكمة سنغافورية حكما وجوبيا بالاعدام على تونج فان في آذار/مارس من العام الماضي,وفي وقت سابق من هذا الشهر رفض رئيس سنغافورة التماسا قدمه هذا الشاب لتخفيف الحكم الصادر بحقه.

وفي حالة تنفيذ الحكم سيكون نجوين تونج فان أول استرالي يعدم في دولة تقع بجنوب شرق آسيا منذ 12 عاما.

وقد التقى هاوارد مع كيم والدة الشاب وأعلن أنه متأثر للغاية إزاء هذه "الحالة الباعثة على الاسى والحزن" ولكنه قال في الوقت نفسه إنه مدرك لكون سنغافورة دولة ذات سيادة وأن استراليا استنفدت كافة السبل الممكنة من أجل إنقاذ حياة تونج فان.

ويقاوم رئيس الوزراء الاسترالي الاصوات الداعية إلى فرض عقوبات تجارية على سنغافورة وكذلك منع مواطني هذه الدولة من شراء أصول استرالية في المستقبل.المعروف أن قيمة الصادرات السنغافورية لاستراليا خلال العام الماضي بلغت 2ر6 مليار دولار استرالي (5ر4 مليار دولار أمريكي) وهو ما يشكل ضعفي قيمة السلع والخدمات التي تحصل عليها سنغافورة من استراليا.كما أن سنغافورة تعد أيضا واحدة من بين أكبر المستثمرين الاجانب في استراليا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى