ليزدد عدد أنديتنا الرياضية

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:محمد مدي

> ما إن أسمع أو أقرأ عن تأسيس ناد رياضي جديد في بلادنا إلا وأقوم بالتعليق عليه قائلاً : «مدرسة جديدة تبدأ نشاطها»، وهذه حقيقة، ولا ينكر الحقائق إلا من كان أعمى القلب والتفكير، أو من يتعامى عنها، فازدياد عدد النوادي الرياضية في بلدنا معناه أن عدد الرياضيين في مجتمعنا سيزداد، والرياضيون هم طليعة شبابنا الواعي.. شبابنا النشيط الذي يحطم أغلال الرتابة المملة في حياتنا الاجتماعية.

إن شباب المجتمع لا يعني ذوي الأعمار الصغيرة، وإنما شباب المجتمع، يعني خلاياه النشيطة المتحررة من الركود والجمود، من الخمول والكسل، والشباب الذي يفخر به المجتمع ويشرفه أن ينتسب إليه، هو الشباب الذي يفتح آفاقا جديدة تخرج المجتمع من الركود الذي يعيش فيه، فالمجتمع يتحرك وتنشط خلاياه كلما زاد الوعي بين الشباب، وما تأسيس النوادي ونتائجها إلا دليل على ذلك النشاط.

وازدياد عدد النوادي لا يعني ضعفا في المستوى الرياضي في البلد، لأن مستوانا هو الآن في طريق البناء، وفي هذه الطريق لابد أن تكون هناك متناقضات، ويكون هناك تسابق، ولابد أن تكثر عناصر التحدي، ولابد أن تنشط النواة وتتفرق لتؤدي غرضها وهو انفجار المواهب وتنوعها، ومن ثم اختيار أبرزها، ولهذا كان من الضروري أن تكثر نوادينا الرياضية بمختلف نشاطاتها، وتكثر معها جموع شبابنا الرياضي التي من بينها تبرز المواهب، وتتبلور لتقودنا في طريق البناء إلى المستوى المطلوب من العالمية، الذي بواسطتها نكون قد بدأنا نقطف الثمار من الشهرة والدعاية لبلدنا.

فالرياضة هي إحدى الميادين التي يمكن بواسطتها أن نعرف العالم بوطننا وشبابنا ونشاطاتنا، فإذا ما وصلت رياضتنا إلى المستوى العالمي، فمعنى هذا ان هناك أفكارا وعقولا متحررة ومثقفة تدفعها إلى الأمام، وأن هناك أمة بلغت من المدنية شأنا كبيرا جعلها تطرق كل باب من أبواب الحياة الاجتماعية، التي لا يفتح كل أبوابها الا لكل شعب يعرف كيف يعيش، وهذا هو السبب في أننا نجد البلدان المتقدمة مستواها الرياضي عال بالنسبة للبلدان النامية، فالوعي الرياضي هو جزء من الوعي الاجتماعي العام الذي يسود المجتمعات المتقدمة، وهذا هو السبب في أنني كلما سمعت أو قرأت عن تأسيس ناد رياضي أقول معلقا: « مدرسة جديدة بدأ نشاطها»، لأن في حياة بناء الأمم مدرستين هما : مدرسة العقول ومدرسة تطبيق ما حملته العقول من علم لرفع المستوى الاجتماعي، والذي تكون دنيا الرياضة إحدى دعائمه الثابتة والرئيسية.

"الأيام" العدد 48 في 4 يوليو 1964م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى