العمراوي أحد رموز مدينة التواهي التربوية والتعليمية والرياضية

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:نجيب أحمد ثبات

> قررت أن أقتحم عليه مجلسه رغم أنه حرم علي الحديث معه منذ عدة أشهر، متناسياً حبي واعتزازي الشديدين به وله، وأسرعت بي قدماي نحو باب مسكنه وإذا بي أسمعه من خلف الباب يردد:(سنتين وأن أحايل فيك ودموع العين تناديك)، وما إن فتح لي الباب حتى بادرته بالسؤال :من تلك التي تحاول أن تحايلها منذ سنتين؟ (فضحك وابتسم ورد قائلاً: «ذاك راتبي التقاعدي الذي لطالما تمنيت أن يتحرك مرتفعا، ولكنه يأبى علي ذلك، شماتة يا أخي» .. (أخي) كلمة لا بأس بها فهي قد أعادت الروح إلي ومدتني بالثقة المطلوبة لإجراء الحوار معه لعلني أستطيع أن أقدمه للناس على صفحات صحيفة «الأيام الرياضي» الغراء، فهو ابن التواهي وأحد رموزها التربوية والتعليمية والرياضية الذي أخذ أبناء التواهي على عاتقهم تلقيبه بـ ((العميد)).

إنه الأستاذ والمربي القدير علي أحمد عمر سعيد «العمراوي» من مواليد التواهي عام 1940م.. تلقى تعليمه في مدارس عدن ودار المعلمين بكريتر، وكذا في كلية التربية جامعة نوتنجهام البريطانية وجامعة هالة القديمة بألمانيا .

تولى عدة مناصب في مدارس ومديريات التربية والتعليم في عدن، وكان آخرها عميداً للمعهد العالي للمعلمين في خورمكسر، كما مارس لعبة تنس الطاولة وكان من ابطالها الأوائل في عدن، وكذا لعبة كرة القدم في نادي شباب التواهي كحارس للمرمى بالفريق الأول، واختير رئيساً لنادي الميناء في أعقاب الاستقلال بعد دمج ناديي شباب التواهي والشعب، وقد اعتزل كرة القدم في أواخر الستينات من القرن الماضي، بعد أن لاحظ التوجه إلى تسييس الرياضة وخبو الحماس الرياضي.

يبكي ويفرح وهو يصف تلك الأيام الماضية حين كان الناس في عموم مديريات عدن تجمعهم المحبة ونبل المشاعر في السراء والضراء، ويذرف الدمع حين يتذكر كيف مرت تلك اللحظات حين قام من قام بإحراق تلك الكتب والمراجع القيمة الصادرة باللغة الإنجليزية أمام عينيه، وهو لا يستطيع شيئاً، غير أن يندب حظه لرؤية تلك الجريمة العلمية والأدبية في حق أعظم العلوم والآداب والتراث الإنساني.

يأتي الأستاذ على العمراوي من أسرة عدنية تكونت من أب انتقل إلى جوار ربه في الثمانينات من القرن الماضي ووالدة مازالت على قيد الحياة - أطال الله بعمرها - وأخت تعمل في نفس المجال التربوي والتعليمي وزوجة الاستاذ الكبير واثق شاذلي نقيب الصحفيين في عدن وأخ قتل في أحداث يناير 1986م الدامية.. أرمل وله ثلاث من البنات غادة وعبير وبشرى وثلاثة من الذكور ياسر وناصر وأحمد.. أسهم في الحركة الوطنية في زمن الاحتلال البريطاني أسوة بجميع أبناء مدينته لتحريرها والدفع بها إلى طريق الحرية والعدالة الاجتماعية.

زار العديد من الدول في مهام رسمية وغير رسمية كجمهورية مصر العربية وسوريا ولبنان وألمانيا واليونان والأردن والعراق والمملكة المتحدة.

أدمن التدخين ثم أقلع عنه في عام 1992 أثناء دورة تدريبية في الأردن.. يشكو من تدهور الرياضة بعد أن أصبحت مصدراً مالياً بعد أن كانت هواية مجانية ويفصح عن تدهور التعليم والافتقار إلى الاهتمام بالنشء ورعايتهم.

يتمنى أن يحقق الوطن طفرة حقيقية ومتميزة في المجال التربوي والتعليمي، وأن تبلغ مصاف الدول التي تنعم بالازدهار والاستقرار، وأن يجنبها الله كل مكروه، ويمتن للدكتور عبدالرحمن عبدالله (عباد) وعبده حسين أحمد، كما يتذكر من رفقاء الدرب الأستاذ يوسف حسن السعيدي وأبوبكر سالم عقبه ومحمود عنبول، وأسعد أوقاته تلك التي يقضيها مع أولاده وأحفاده على مائدة الطعام.. وأحب الألوان له اللون الأزرق.. لون البحر الذي يعشقه وأحب الأيام هو الاثنين، يوم أن تعين كمدرس لأول مرة في المدرسة المتوسطة بالتواهي، وأحب وأفضل صحيفة له هي صحيفة «الأيام» التي أخذت على كاهلها تلمس قضايا المجتمع والناس بصورة إيجابية وصادقة ،وأفضل النساء أمه - أطال الله بعمرها.

ولم أبرح مكاني حتى سألته: ماذا تتذكر من حياة المرحوم الأستاذ الكبير علي جعفر محمد ناصر..

فرد قائلاً: «لقد كان المرحوم علي جعفر محمد ناصر أكبر سناً مني، ولكنني أتذكر له بأنني عندما سافرت إلى المملكة المتحدة (بريطانيا) للدراسة التقينا بأحد رجال الأمن البريطاني في لندن وكان مقيماً في عدن بصورة دائمة حيث طلب منا التركيز على طلب العلم والابتعاد عن أولئك المبعوثين الذين كرسوا جهودهم في اثناء دراستهم هناك على العمل السياسي ضد الوجود البريطاني في عدن أمثال المرحوم علي جعفر محمد ناصر والذي ذكره لنا بالاسم كمثال قوي على أولئك الطلبة الذين اعتادوا على المطالبة بحرية الوطن.. رحمة الله عليه..

فلقد كان وطنياً.. محباً لوطنه وأهله على حساب نفسه ومستقبله، حتى أن الحكومة البريطانية قد قامت بوقف صرف المنحة الدراسية له، مما دفعه إلى اللجوء إلى العمل من أجل إكمال الدراسة جنباً إلى جانب إسماعهم صوته في حديقة (الهايد بارك ) في لندن.

وأما عن حكمة يؤمن بها فهي: (الكلب الجائع لا يخاف الأسد).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى