شباب القطيعي والشباب المحمدي يتألقان في أروع مباريات دورة كأس أرامكو

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:المراقب الرياضي

> قضى الجمهور الرياضي دقائق ممتعة وهو يشاهد الصراع العنيف على اكتساب النصر في المباراة التي جرت بين أقوى فريقين في دورة كأس أرامكو وهما شباب القطيعي والشباب المحمدي، وذلك في 10/10/1958م على ملعب البلدية (المدرج البلدي بكريتر) الذي لم يشهد عددا كبيرا من الناس كما شهده في هذه المباراة، إذ أن مباريات فريق الدرجة الثانية لا تحظى بإقبال شديد، ولذلك أسباب سأذكرها في فرصة أخرى قادمة.

> كان الهجوم متعادلاً حتى نهاية الشوط الأول، وشاهد الجمهور التكتيكات الفنية والتوزيعات الرائعة التي تفتقرها معظم فرق ألف، وكانت رؤوس المتفرجين كلها تتحرك مع تحركات الكرة التي لم تتوقف لحظة واحدة، وكان لطول أجسام لاعبي شباب القطيعي دوراً كبيراً في تشديد خطر الهجوم عند دائرة مرمى الشباب المحمدي، وكان ذلك أثناء حصول القطيعي على رميات زاوية (كونه)، إذ كان مهاجمو القطيعي يختطفون الكرة بسهولة من على رؤوس دفاع الشباب المحمدي وقلب دفاعه، وتصويبها بخطورة إلى المرمى، إلا أن حارس مرمى الشباب المحمدي كان يقظاً، فصد ثلاثة أهداف خطيرة جعل الملعب كله يصفق للبطل (سلام مقبل ذبحاني)الذي كان بحق وحقيق أحد نجوم المباراة المبرزين.

وقد افتقد الملعب المهاجم محمد حسن هندي الذي اشتهر بصولاته وجولاته في خط الهجوم، ولهذا فقد كان لغيابه بسبب مرضه الأثر الواضح على خط هجوم الشباب المحمدي الذي أضاع أهدافاً محققة، وحصل فريق شباب القطيعي على ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، فلم يحكم تصويبها فطاشت الكرة.

شوط هدفي الفوز
وفي الشوط الثاني ضاعف الفريقان من نشاطهما من أجل إحراز الأهداف التي افتقدها الشوط الأول، واحتل مساعد الدفاع ناصر حسين يافعي مركز مهاجم وسط، فاستطاع أن يحدث إرتباكاً في دفاع شباب القطيعي، وكان ينقض على الكرة كالصقر الأمر الذي جعل حارس مرمى القطيعي يفلت من يديه الكرة عدة مرات.. ومن ضربة زاوية استطاع مهاجم شباب القطيعي تسجيل الهدف الأول برأسه، وفي هذا الشوط كان دفاع الشباب المحمدي قد ضيق الخناق على خط هجوم خصمه، بحيث أنه لم يدع فرصة للمهاجمين في أن ينجحوا في فتح الثغرات.. وبينما كانت الكرة في دائرة مرمى شباب القطيعي طارت فجأة إلى مرمى الشباب المحمدي، وكان الدفاع متقدماً وأحد المهاجمين وراءه، ولم يلحظ الحكم الرياضي سعيد الزوقري هذا التسلل، وحاول دفاع الشباب المحمدي أخذ الكرة، الا أن المهاجم القطيعي صوبها بسرعة إلى المرمى فاستقرت الكرة في الشبكة، فكان الهدف الثاني في مرمى الشباب المحمدي، رغم أنه هدف غير نظيف.

الشباب المحمدي لم ييأس
وكانت مراكز شباب القطيعي في محلها، وأدى كل لاعب واجبه بصورة مرضية، إلا أن جناح شباب القطيعي لم يكن قوياً، وقابله في الناحية الأخرى جناح أيمن الشباب المحمدي، الذي نزل إلى المباراة بعد طول فترة غياب كبيرة، وفي هذا الشوط تفوق دفاع شباب القطيعي أكثر ، وحارس مرماه أبدى نشاطاً عجيباً، وقد أعجبني عزم وتصميم الشباب المحمدي في روحه الرياضية التي لم تيأس من الانتصار، فحتى آخر دقيقة وهو يكافح من أجل تحقيق التعادل.

فوز للقطيعي بجدارة
هذا وقد انتهت هذه المباراة وأنا معجب بروح الفريقين الرياضية، وخرج الجمهور من الملعب وهو غير آسف على هزيمة فريق الشباب المحمدي.. والحق يقال أن شباب القطيعي فاز عن جدارة بهذه المباراة التي صارع فيها أسداً مثله، فإلى الأمام ياشباب.. ومزيداً من هذا الفن الرياضي الذي يبشر بالخير.

«الأيام» العدد 57 في 14 أكتوبر 1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى