حقول..التخاطر كظاهرة علمية

> د.صلاح بامحرز

> قبل فترة طويلة شاهدت برنامجاً للمذيعة هالة سرحان استضافت فيه أستاذاً كان يدعي أن باستطاعته قراءة أفكار الجماهير الجالسة بنفس الصالة بمجرد التركيز نحوهم ورغم أنه استطاع فعلاً قراءة أفكار بعض الجلوس، الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي إلا أنني اعتقدت حينها أن ما يحصل لا يخرج عن نطاق الفبركة التلفيزيونية أما اليوم فأصبح من المؤكد وجود قدرة لدى بعض الأشخاص على فهم ما يجري بأدمغة من أمامهم بمجرد النظر نحوهم، ففي عام 1981م حيّر (ماتير مانينغ) المقيم بمدينة كامبردج العلماء والباحثين بمؤسسة أبحاث الأفق الجديدة في تورنتو حينما استطاع ان يسرد ما يفكر به 14 شخصا تم اختيارهم من قبل المؤسسة لاختباره وذلك بمجرد تركيزه على كل واحد من أولئك الأشخاص على حدة. وتسمى تلك القدرة الخارقة على قراءة أفكار الآخرين بظاهرة التخاطر او توارد الأفكار ويعتقد العلماء أنها تحدثت عندما يقوم أحدنا بالتفكير بفكرة ما حيث تتحول فكرته تلك الى طاقة تنتقل على شكل موجات (كالراديو او التلفيزيون) يمكن لبعض الأشخاص التقاطها وبالتالي التقاط الفكرة. ولوحظ ان هذه الظاهرة توجد لدى التوائم بشكل أكبر من الأشخاص المنفردين فعندما تم مراقبة التوأمين المنفصلين (جيم لوس) و(سبرنكر) مثلا لوحظ تطابق أفكارهما رغم ان أحدهما كان يعيش بـ (فلوريدا) والآخر بـ (دايتون) فعندما كان يشعل أحدهما سيجارته كان الثاني ايضا يقوم بنفس الشيء على الطرف الآخر. أما لدينا نحن الأشخاص العاديين فيحدث لأحدنا ان يفكر بشخص ما فيتفاجأ به يطرق بابه او يطلبه هاتفيا، أتعرف لماذا يحدث ذلك؟ لسبب بسيط وهو توارد أفكارنا عبر الأثير وتطابقها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى