المبدع الأصيل الذي حمل تراث وطنه في إبداعه وجسد فنه في أعياده الفنان علي سعيد علي .. وداعاً؟!
> «الأيام» رياض عوض باشراحيل:
>
فجع الوسط الفني في الوطن وفي جزيرة العرب بنبأ رحيل الفنان القدير علي سعيد علي، فجر يوم أمس الاربعاء 19/4/2006م في أحد مستشفيات القاهرة بجمهورية مصر العربية، وبرحيله تختفي شمس ظلت مشرقة لأكثر من ثلاثين عاماً وقامة فنية سامقة أبدعت فناً أصيلاً في ميادين متعددة.
وتنطق الملامح الابداعية لشخصية الفقيد علي سعيد علي بمواهب متعددة سكنت وجدانه، وعشق حقيقي اشتعل في نفسه، وفنون مختلفة أبدع فيها وأبهر بها جماهير الفن في وطنه وخارجه غناء وألحاناً، وعزف موسيقي ورقص شعبي ثم اصرار عجيب على خدمة فنه وتراثه بعمق وأصالة.
بدأت بوادر النجابة والفطرة الفنية تظهر في شخصية فناننا منذ طفولته وفي العاشرة من عمره تفتقت مواهبه ولمعت بتميز وأخذ صيته يتسع في محيطه المدرسي وكنت قرينه في الصف وفي المدرسة الغربية بالشحر التي تلقينا فيها معا تعليمنا الاولي وفي ذلك الحين كان المدرسون يصطفونه وآخرين كقيادة غنائية للتلاميذ ويضعونهم على حافة السيارة اللوري بصحبة آلاتهم الايقاعية عند الانتقال في الرحلات المدرسية من الشحر الى بعض المناطق المجاورة كغيل باوزير والديس الشرقية وكذلك عند إحياء الليالي الفنية الترفيهية التي تقام عادة يوم الخميس في ساحة المدرسة، بيد ان فناننا علي سعيد علي كان العازف الاول والاكثر مهارة وتميزا.. ويكبر الصبي فتكبر معه مواهبه الفنية وتصقل ويعبق صيته ويغزو الوسط الفني ليس في الشحر فحسب بل في جميع انحاء حضرموت واليمن ليصل فيما بعد الى ساحة الفن الخليجي والعربي.
ترعرع الفنان علي سعيد علي وعاش طفولته وصباه وشبابه في منزل الأسرة الممتلئ برجال الفن من اخوانه وأفراد أسرته والواقع بحي القرية المعروف بمعالمه التاريخية واطلالته على بحر العرب بالشحر، لذلك فلا عجب أن نتنسم في ألحانه الغنائية عبق البحر وألوانه وأنغام أمواجه ورحابته وان يصب فناننا جهده واهتمامه في احياء تراثنا الفني البحري بجانبه الغنائي والراقص وان يؤسس فرقته المعروفة بفرقة التراث البحري ، التي لاتزال تمارس نشاطها الفني في مختلف المناسبات حتى اليوم.
لقد حقق فناننا الراحل علي سعيد علي خطوات رائدة ونجاحات بارزة في مجالات الفنون الشعبية وبالذات في ميدان الرقص الشعبي في محافظة حضرموت وساهم في تطويره وانتشاره وقام بتصميم الكثير من الرقصات استناداً الى التراث وتطويع البعض بالاضافة اليها او الاخذ منها لأدائها بالتزام على خشبة المسرح دون العبث بجوهر الرقصة، كما أسس فرقة الفنون والرقص الشعبي بمديرية الشحر عام 1976م وكان قائداً ومدرباً للفرقة نفذ معها العديد من الرقصات منها: الزامل، الغية، العدة، الهبيش، بني مغراة، والشبواني، والكوكبان وغيرها. وقد قدمت الفرقة عروضها في مهرجان الفنون والراقص الشعبي الذي أقيم في عدن عام 1984م ثم أسس فنانا بعد ذلك فرقة التراث البحري بالشحر والتي سميت فيما بعد بـ «فرقة الفقيد سالم سعيد علي»، وفاء لهذا المبدع وهو شقيق فناننا كما ساهم في تدريب وتصميم بعض الرقصات لفرقة محافظة حضرموت وقدم من خلالهما العديد من العروض الجميلة من صميم تراثنا الاصيل وفنوننا المعطاءة حيث استحوذت تلك العروض على محبة الجمهور وحظيت بالاعجاب والاستحسان.
ويتمتع الفنان علي سعيد علي بقدرات موسيقية عالية حيث استطاع ان يصوغ العديد من المقدمات الموسيقية لألحانه الغنائية وألحان غيره ومنها العديد من اغنيات المحضار ومن اغاني الشعراء المرحوم المعلم عوض حميدان والشاعر المرحوم سالم محمد مفلح.
لقد قاد الفنان علي سعيد علي منذ نهاية الثمانينات حركة التجديد في الابداع الغنائي بين المطربين الشباب في اليمن فكان إمامهم ومدربهم وموجههم واستطاع بفطرته الموسيقية وحسه الصافي ان يجتذب اليه من لحج الفنان عبود الخواجة ومن عدن الفنانة سهير ثابت ومن حضرموت عوض بن ساحب وعلي بن بريك وانور الحوثري وعارف فرج وخالد سلومة وعبدالله العطاس وغيرهم كثير، كما شدا بإبداعاته اللحنية العديد من المطربين، من داخل الوطن الفنان كرامة مرسال ومحفوظ بن بريك ومفتاح كندارة وعبود الخواجة وغيرهم ومن خارج الوطن خالد الملا وأحلام وعلي بن محمد وآخرون.
وقد استطاع الفقيد الفنان علي سعيد علي ان ينفذ مع كبار المطربين في الساحة الخليجية والعربية العديد من أعمالهم الشهيرة حيث شارك مع الفنان عبدالمجيد عبدالله واحمد فتحي واصيل ابوبكر سالم والفنانة أحلام ود. عبدالرب ادريس واستدعاه الفنان ابوبكر سالم بلفقيه للوصول الى القاهرة بمصاحبة فرقة الرقص الشعبي ونفذ معه تصوير 26 عملاً غنائياً عام 1998م وشارك في تركيب الايقاعات لشريط جلسة من الذكريات.
وقد كان للمذكور شرف تمثيل بلاده بفنونها الموسيقية والغنائية والراقصة في الكثير من المناسبات الخارجية في المهرجانات العربية والدولية اذ شارك عربياً في كل من مصر وعمان والكويت والامارات العربية المتحدة وليبيا والعراق والاردن وغيرها.. وشارك دولياً في كل من الدول: بريطانيا وفرنسا وكينيا وكوريا الشمالية وكوالالامبور والمانيا وغيرها.
وبعد فإذا كان الوفاء للوطن ولتراث الاجداد هو الذي حرك الفنان علي سعيد علي وحثه للتعلق ببيئته والاخلاص لأمته وفن بلاده، فإن الوفاء ايضاً لهذا الفنان القدير وما يتميز به من خصوصية تجعله في مصاف الرموز الفنية لهذا الوطن..يذكي في قيادتنا الاهتمام برعاية اطفاله وأسرته وخاصة من رجل الشهامة والوفاء للمبدعين الاستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت الذي نرفع صوت الاعجاب والمحبة، والشكر والتقدير له لمتابعته الجادة للحالة الصحية للفقيد وإعطائه التوجيهات اللازمة لعلاجه وتحمل نفقات سفره الى الخارج في ظل سوء حالته الصحية وصراعة المرير - عليه رحمه الله - مع المرض.
نسأل الله تعالى لفناننا القدير صيب الرحمة والمغفرة والرضوان، وله جزاء ما قدم لوطنه وجمهوره من التاريخ الثقافي والفني طيب الثناء وعاطر الشكر وخالد الذكر.
الفنان القدير علي سعيد علي
وتنطق الملامح الابداعية لشخصية الفقيد علي سعيد علي بمواهب متعددة سكنت وجدانه، وعشق حقيقي اشتعل في نفسه، وفنون مختلفة أبدع فيها وأبهر بها جماهير الفن في وطنه وخارجه غناء وألحاناً، وعزف موسيقي ورقص شعبي ثم اصرار عجيب على خدمة فنه وتراثه بعمق وأصالة.
بدأت بوادر النجابة والفطرة الفنية تظهر في شخصية فناننا منذ طفولته وفي العاشرة من عمره تفتقت مواهبه ولمعت بتميز وأخذ صيته يتسع في محيطه المدرسي وكنت قرينه في الصف وفي المدرسة الغربية بالشحر التي تلقينا فيها معا تعليمنا الاولي وفي ذلك الحين كان المدرسون يصطفونه وآخرين كقيادة غنائية للتلاميذ ويضعونهم على حافة السيارة اللوري بصحبة آلاتهم الايقاعية عند الانتقال في الرحلات المدرسية من الشحر الى بعض المناطق المجاورة كغيل باوزير والديس الشرقية وكذلك عند إحياء الليالي الفنية الترفيهية التي تقام عادة يوم الخميس في ساحة المدرسة، بيد ان فناننا علي سعيد علي كان العازف الاول والاكثر مهارة وتميزا.. ويكبر الصبي فتكبر معه مواهبه الفنية وتصقل ويعبق صيته ويغزو الوسط الفني ليس في الشحر فحسب بل في جميع انحاء حضرموت واليمن ليصل فيما بعد الى ساحة الفن الخليجي والعربي.
ترعرع الفنان علي سعيد علي وعاش طفولته وصباه وشبابه في منزل الأسرة الممتلئ برجال الفن من اخوانه وأفراد أسرته والواقع بحي القرية المعروف بمعالمه التاريخية واطلالته على بحر العرب بالشحر، لذلك فلا عجب أن نتنسم في ألحانه الغنائية عبق البحر وألوانه وأنغام أمواجه ورحابته وان يصب فناننا جهده واهتمامه في احياء تراثنا الفني البحري بجانبه الغنائي والراقص وان يؤسس فرقته المعروفة بفرقة التراث البحري ، التي لاتزال تمارس نشاطها الفني في مختلف المناسبات حتى اليوم.
لقد حقق فناننا الراحل علي سعيد علي خطوات رائدة ونجاحات بارزة في مجالات الفنون الشعبية وبالذات في ميدان الرقص الشعبي في محافظة حضرموت وساهم في تطويره وانتشاره وقام بتصميم الكثير من الرقصات استناداً الى التراث وتطويع البعض بالاضافة اليها او الاخذ منها لأدائها بالتزام على خشبة المسرح دون العبث بجوهر الرقصة، كما أسس فرقة الفنون والرقص الشعبي بمديرية الشحر عام 1976م وكان قائداً ومدرباً للفرقة نفذ معها العديد من الرقصات منها: الزامل، الغية، العدة، الهبيش، بني مغراة، والشبواني، والكوكبان وغيرها. وقد قدمت الفرقة عروضها في مهرجان الفنون والراقص الشعبي الذي أقيم في عدن عام 1984م ثم أسس فنانا بعد ذلك فرقة التراث البحري بالشحر والتي سميت فيما بعد بـ «فرقة الفقيد سالم سعيد علي»، وفاء لهذا المبدع وهو شقيق فناننا كما ساهم في تدريب وتصميم بعض الرقصات لفرقة محافظة حضرموت وقدم من خلالهما العديد من العروض الجميلة من صميم تراثنا الاصيل وفنوننا المعطاءة حيث استحوذت تلك العروض على محبة الجمهور وحظيت بالاعجاب والاستحسان.
ويتمتع الفنان علي سعيد علي بقدرات موسيقية عالية حيث استطاع ان يصوغ العديد من المقدمات الموسيقية لألحانه الغنائية وألحان غيره ومنها العديد من اغنيات المحضار ومن اغاني الشعراء المرحوم المعلم عوض حميدان والشاعر المرحوم سالم محمد مفلح.
لقد قاد الفنان علي سعيد علي منذ نهاية الثمانينات حركة التجديد في الابداع الغنائي بين المطربين الشباب في اليمن فكان إمامهم ومدربهم وموجههم واستطاع بفطرته الموسيقية وحسه الصافي ان يجتذب اليه من لحج الفنان عبود الخواجة ومن عدن الفنانة سهير ثابت ومن حضرموت عوض بن ساحب وعلي بن بريك وانور الحوثري وعارف فرج وخالد سلومة وعبدالله العطاس وغيرهم كثير، كما شدا بإبداعاته اللحنية العديد من المطربين، من داخل الوطن الفنان كرامة مرسال ومحفوظ بن بريك ومفتاح كندارة وعبود الخواجة وغيرهم ومن خارج الوطن خالد الملا وأحلام وعلي بن محمد وآخرون.
وقد استطاع الفقيد الفنان علي سعيد علي ان ينفذ مع كبار المطربين في الساحة الخليجية والعربية العديد من أعمالهم الشهيرة حيث شارك مع الفنان عبدالمجيد عبدالله واحمد فتحي واصيل ابوبكر سالم والفنانة أحلام ود. عبدالرب ادريس واستدعاه الفنان ابوبكر سالم بلفقيه للوصول الى القاهرة بمصاحبة فرقة الرقص الشعبي ونفذ معه تصوير 26 عملاً غنائياً عام 1998م وشارك في تركيب الايقاعات لشريط جلسة من الذكريات.
وقد كان للمذكور شرف تمثيل بلاده بفنونها الموسيقية والغنائية والراقصة في الكثير من المناسبات الخارجية في المهرجانات العربية والدولية اذ شارك عربياً في كل من مصر وعمان والكويت والامارات العربية المتحدة وليبيا والعراق والاردن وغيرها.. وشارك دولياً في كل من الدول: بريطانيا وفرنسا وكينيا وكوريا الشمالية وكوالالامبور والمانيا وغيرها.
وبعد فإذا كان الوفاء للوطن ولتراث الاجداد هو الذي حرك الفنان علي سعيد علي وحثه للتعلق ببيئته والاخلاص لأمته وفن بلاده، فإن الوفاء ايضاً لهذا الفنان القدير وما يتميز به من خصوصية تجعله في مصاف الرموز الفنية لهذا الوطن..يذكي في قيادتنا الاهتمام برعاية اطفاله وأسرته وخاصة من رجل الشهامة والوفاء للمبدعين الاستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت الذي نرفع صوت الاعجاب والمحبة، والشكر والتقدير له لمتابعته الجادة للحالة الصحية للفقيد وإعطائه التوجيهات اللازمة لعلاجه وتحمل نفقات سفره الى الخارج في ظل سوء حالته الصحية وصراعة المرير - عليه رحمه الله - مع المرض.
نسأل الله تعالى لفناننا القدير صيب الرحمة والمغفرة والرضوان، وله جزاء ما قدم لوطنه وجمهوره من التاريخ الثقافي والفني طيب الثناء وعاطر الشكر وخالد الذكر.