كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لا يزال ضحايا هيكل الأجور والمرتبات - الذي أصبح قانوناً جائزاً- من المتقاعدين تحت خط الفقر.. يتعذبون من تعب المتابعة والجري وراء الزيادة التي لم تصرف لهم إلى اليوم.. وبالرغم من تفاهم المبلغ الذي لا يغني ولا يسمن من جوع (2500) ريال فقط .. فإن هؤلاء المتقاعدين- قبل الوحدة- سوف يتعذبون حتى الموت.. وسوف تبكي عليهم أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم.. باعتبار أنهم ضحايا أو شهداء هذا النظام.. أي قانون الأجور والمرتبات.. بعد أن حرموا من لمسة حنان من الدولة.. ونظرة من العطف والعدل والخير وكل ما له قيمة وفائدة لهم في هذه الدنيا.

< إن قانون الأجور والمرتبات أصبح كالسيف المصلت على رؤوس المتقاعدين - قبل الوحدة - الذين معاشهم أقل من عشرة ألف ريال أو أكثر قليلاً.. فهم لا يستطيعون رفضه ومن الصعب جداً قبوله.. وإذا قبلوه فعلى مضض. ومكرهين لا أبطالاً.. وقد كانوا يأملون من الدولة أن تتضامن معهم وأن تساعدهم على تجاوز حالتهم المعيشية البائسة.. وأن تدفع لهم الزيادة كاملة - على أقل تقدير- بحيث يصبح المعاش عشرين ألف ريال.. بدلاً من تقسيط الزيادة على أربع سنوات.. ولكن الدولة خيبت ظنهم.. وأصابتهم بصدمة شديدة في آمالهم وأحلامهم.

< إن المتقاعدين- قبل الوحدة- مظلومون.. وهم ينظرون إلى معاشهم بعد أن يصل إلى عشرين ألف ريال بعد أربع سنوات.. يقارنون هذا المعاش الضئيل بمعاش المتقاعدين اليوم.. وهم لا يحسدونهم أبداً.. بل يدعون لهم بالخير والبركة.. ولكنهم يجدون الفرق كبيراً.. بين عشرين ألف ريال بعد أربع سنوات.. وأربعين ألف ريال أو ثلاثين تدفع للمتقاعدين الجدد.. ويتساءلون أين العدل والمساواة ولو في الأجور والمرتبات؟.. فالكل كانوا موظفين لدى الدولة قبل الوحدة أو بعد الوحدة .. والكل قد تقاعد بعد خمسة وثلاثين عاماً خدمة.. أو بعد أن بلغ من العمر الستين عاماً.. فالكل سواء.. فلماذا هذا التمييز في المعاش؟.. ولماذا هذه النظرة القاصرة إلى موظف متقاعد.. وإلى موظف متقاعد آخر؟

< إن كل المتقاعدين المظلومين يتساءلون اليوم.. ماذا أخذنا من دولة الوحدة؟.. وماذا قدمنا لدولة الوحدة؟.. إن مراجعة بسيطة لذلك كله.. سوف تكشف لنا أننا دفعنا لدولة الوحدة أكثر مما قدمت لنا.. وأن لنا الحق في أن نحاسبها وأن نطالب بحقوقنا بالعدل والمساواة.. وإن كانت الدولة هي الأقوى.. ونحن الضعفاء.. ولكن ضعفنا هذا لا يعفيها من المسؤولية نحونا.. وعدم الاستهانة بنا وبآدميتنا.. إننا لا نطالبها أن تكشف كل الأسرار.. ولكننا نريد أن نعرف بعضها فقط.. كم إنتاج بلادنا من النفط؟.. نريد الرقم الحقيقي.. وكم دخل بلادنا من بيع النفط سنوياً؟.. وخاصة بعد أن عرفنا أن سعر برميل النفط من نوع (برنت) 74 دولاراً في أمريكا.. وإن كنا لا ندري إذا كان سعر نفطنا يساوي أو يقترب من سعر النفط في أمريكا.. كما قرأنا في شريط (فضائية الجزيرة) الإخباري.

< كان الزعيم اليمني الكبير الأستاذ محمد أحمد نعمان رحمه الله يقول: هناك نوعان من الأدب في اليمن: أدب في مدح الإمام.. وأدب في رجاء عفوه.. ونحن نقول اليوم: هناك نوعان في تقييم المتقاعدين في اليمن: تقييم أفضل نوعاً ما للمتقاعدين بعد الوحدة.. وتقييم ليس أسوأ منه للمتقاعدين قبل الوحدة ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى