كتاب الفتح الرباني بنسب آل السليماني

> «الأيام» عمر عوض بامطرف:

> صدر كتاب (الفتح الرباني بنسب آل السليماني) في طبعته الأولى، وهو من تأليف الشيخ العلامة علي بن أحمد السليماني (تغمده الله برحمته)، عن مخطوطة خلفها المؤلف وسخر الله لها أن تنشر بفضل المساعي الجادة التي بذلها الشيخ حسين بن علي بن عبدالله بن أحمد السليماني، وكتب مقدمة الكتاب المفكر والداعية الإسلامي أبوبكر العدني بن علي المشهور، حفظه الله، وعلق عليه الأستاذ عبدالقادر بن عبدالله الحوت المحضار، وفقه الله، رئيس قسم التاريخ والأنساب بمركز الإبداع الثقافي بعدن، وطبع الكتاب في مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث بعدن على نفقة أبناء المرحوم الشيخ علي بن عبدالله بن أحمد السليماني.

علم الأنساب
وعلم الأنساب من العلوم التي تفردت بها الأمة العربية منذ أقدم العصور، حفظاً لأنسابها، وإنشاداً بأمجادها، وتوثيقاً لعلاقاتها، وتسهيلاً لمعرفة الأصل الأول لكل شعب، وما يتفرق إليه الشعب من قبائل، ثم بطون كل قبيلة وعماراتها، وبطون كل عمارة وأنسابها، وينقسم كل بطن إلى أفخاذ، وما ينقسم فيه الفخذ إلى أنساب فصائله.. والله تعالى يقول: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم} الحجرات: آية 13 . وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» أخرجه أحمد والترمذي، وأثر عن العرب قولهم: «الناس مأمونون على أنسابهم» فعن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- قال لحسان بن ثابت: «لا تعجل وأت أبا بكر الصديق فإنه أعلم قريش حتى يلخص لك نسبي» ü.

ونحن الشعب اليمني لنا أصولنا المتسلسلة من الجد الأكبر (قحطان)، وتوزعت هذه السلسلة إلى قبائل، وتفرعت القبائل إلى ما سبق أن ذكرته من انقسامات وفروع، ومنا من حفظ وحافظ على نسبه وهم الأكثرون، ومنا من توزعت بهم الأسباب، وتأثروا بمختلف الثقافات النابعة من اجتهاداتهم ونظرياتهم في تسيير شئونهم، وما استجد من عاداتهم، وما وفد عليهم من خارج حدودهم وطمعوا في إقامة دولة النظام والقانون واجتهدوا لتحقيق نظام الحكم الثلاثي السلطات، فأسلمت الفئة القليلة زمامها لما يفرضه النظام والقانون الذي اجتهدوا في تشريعه ولكن (وبئس للكن هذه) فما تستطيع بحيرة مقاومة الذوبان في بحر متلاطم قد أحاط بها، فتشرذموا ونسوا قوتهم الكامنة في أنساب قبائلهم وقدراتها على حمايتهم، وتجردوا عن السلاح الذي لا يفارق القبيلي. فهل ندعو المتفرقين للعودة إلى أحضان ذوات القوة: الفخذ والبطن والقبيلة، لننعم بالحق المضاع إذا عجز النظام والقانون عن فرض سلطته وتحقيق المواطنة المتساوية وقطع اليد المعتدية لكف الظلم والإجحاف، وإعطاء الحقوق لأصحابها؟! (انظر إعلان شيخ مشايخ كندة في عدد الأيام الغراء ليوم الثلاثاء 3/4/2006م).

عودة إلى الكتاب:

يقع الكتاب في 114 صفحة من القطع المتوسط، وقد طبع على ورق صقيل، وقد بدأه المؤلف -رحمه الله- بمقدمة، وأتبعها بحديث المقدمة المقصود منه إتمام (نعمة الإسلام والإيمان والإحسان)، ثم الباب الأول وهو في فضل علم الأنساب، وما يتعلق به من الأحكام الشرعية في الكفاءة في الزواج والمواريث والوصايا والأوقاف، ويليه الباب الثاني: في النسب الشريف الزكي للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أمه ثم من جهة أبيه، فالعلم بأنساب النبي- صلى الله عليه وسلم- واجب معرفتها على كل مسلم كما يقرره الأئمة الفقهاء، وقد قرروا أن من جهل أن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- عربياً أو أنكر عروبته فهو كافر.

ويأتي الباب الثالث، وفيه تفصيل الأصول الثلاثة لآل السليماني، وقد ورد في كتاب (الأنساب) في الجزء الثالث منه للإمام أبي سعد عبدالكريم بن محمد بن منصور التيمي السمعاني اسم: (السليماني نسبة إلى سليمان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب).. ثم التعريف بالقاضي أحمد بن أبي دؤاد (بدال معجمة مضمومة ثم واو مهموزة مفتوحة وبعدها ألف ثم دال) وقد لاحظت ظهورها في أكثر من موقع خطأ هكذا (داؤد) فتنبه.

كما ورد خطأ في اسم (آل ذيبان) بتقديم الباء على الياء، وبه بعض أخطاء لا تفوت القارئ الحاذق، ولا يخلو في زماننا كتاب من أخطاء مطبعية.. واختتم الكتاب بصورتين لموضوعين نشرتهما صحيفة «الأيام» الغراء عن المؤلف، الأول في العدد رقم (3308) بتاريخ 15 صفر 1422 هـ / 9 مايو 2001م، والآخر في العدد رقم (4319) بتاريخ 17 رمضان 1425 هـ /31 أكتوبر 2004م.

ومن الجدير بالإشارة اليه هنا أن الكتاب قد خط فيه مؤلفه -يرحمه الله- أسلوباً ومنهجاً مشوقاً أغناه بالتاريخ، والحكم والأشعار والمعارف الجديدة، ولا غرو فقد كان أديباً كاتباً، وخطيباً مفوهاً، ومحدثاً لبقاً، يسحر سامعيه بتعدد معارفه، فجاء الكتاب مختلفاً عما عرفناه في كتب الأنساب المتعددة التي تقتصر على ذكر اسم المترجم له ونسبه، واليسير من معارفه في الفقه أو الحديث ومن روى له وعمن روى، وهو لذلك جدير أن يقتنى ويعتنى بقراءته.

من كتاب (الأنساب) للإمام السمعاني الجزء الأول صفحة (22)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى