> «الأيام» وليد محمود التميمي:
أثناء العملية
من مركز صحي إلى مستشفى متكامل
في البدء يجدر بناء أن نشير إلى أن مديرية الريدة وقصيعر، إحدى مديريات محافظة حضرموت، وهي ثاني مديرية مساحة على مستوى المحافظة، ويبلغ عدد سكانها (50) ألف نسمة، في السنوات السابقة كان للمديرية مركز صحي كان يستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين من أبناء المديرية وأهالي المديريات المجاورة سواء من محافظة المهرة ومديرية سيحوت وجزيرة سقطرى ومديرية الديس الشرقية، لذلك اضطررنا من أجل استيعاب وتغطية الإقبال المكثف على المركز أن نقوم بتأدية دور ومهام مستشفى، على الرغم من أنه لحد الآن الموازنة موازنة مركز صحي، علما انه توجد كل المقومات المطلوبة في المستشفى (غرفة عمليات، واختصاصيون، وبعثة طبية روسية من أنجح البعثات في تخصصات الجراحة العامة والنساء والتوليد، وكذلك لدينا في المستشفى (50) سرير ترقيد، ومختبر متكامل بكل الأجهرة، والاجهزة العادية وكذلك جهاز ايلايزا وبنك دم، وتوجد لدينا كذلك أشعة وأجهزة تلفزيونية..) إلخ.
إذاً نحن بصفة رسمية نتعامل سواء مع وزارة الصحة أو السلطة المحلية عبر المخاطبات الرسمية بوصفنا مستشفى، ودائماً يخاطبوني شخصياً بوصفي مديراً لمستشفى الريدة الشرقية.
الإشكالية في الموازنة
هنا بإمكاننا القول إن الاشكالية التي تواجهنا تكمن في الموازنة التي تصرف على اعتبار أننا مركز صحي، فنحن كما أشرت على أرض الواقع العملي مستشفى بكل المقاييس.. لماذا؟ لأن لدينا (50) سرير ترقيد بينما المركز الصحي لا يحتمل أي ترقيد، كما أننا نجري عمليات جراحية مختلفة على عكس المركز الصحي، بالنسبة لعدد السكان الذين يخدمهم المستشفى حالياً (50) الف نسمة، وهو التعداد المفروض لإنشاء وتجهيز مستشفى متكامل، مع هذا الموازنة مازالت موازنة مركز صحي، والكادر الصحي كادر مركز أيضاً رغم أنهم بالاشتراك مع بقية الطاقة يعملون فوق طاقتهم ويبذلون جهوداً وخدمات تفوق الإمكانيات التي توفرها الموازنة المقرة للمركز الصحي.
مجتمع فاعل ومتعاون
بصراحة ما تشاهدونه في مستشفى المديرية من إمكانيات جيدة كالأجهزة الطبية والمعدات إضافة الى الجهود الخيرة التي تبذل من قبل الطاقم الطبي بالمستشفى يعد انعكاساً طبيعياً لمساهمة وتفاعل المجتمع بالمديرية بمختلف شرائحه وفئاته، وأنا هنا أنتهز هذه الفرصة لأتقدم من خلالكم بأسمي آيات الشكر والتقدير للإخوة الخيرين في هذه المديرية سواء كانوا في السلطة المحلية المتمثلة في الأخ المدير العام للمديرية، أم الإخوة في جمعية الصيادين، الجمعية الخيرية في المديرية.. وللأمانة أقول إن المجتمع لدينا في المديرية بشكل عام مجتمع نموذجي متكاتف، من ثماره غرفة العمليات التي بنيت وجهزت بالأثاث والمعدات من قبل جمعية الخير الخيرية بالريدة، والبعثة الروسية التي استقدمت على حساب فاعل خير، والموازنة التشغيلية لغرفة العمليات الجراحية التي تجري في المستشفى مجاناً بدعم من قبل صندوق المديرية، وكثير من الأجهزة الموجودة في المستشفى سواء كانت أجهزة الايلايزا والاجهزة الأخرى، وبنك الدم كلها بدعم من فاعلي خير.. فجمعيات الصيادين وفاعلو الخير في مديريتنا من خيرة المواطنين وأكثرهم حرصاً وتفاعلاً في خدمة المجتمع وإمداده بيد العون والمساعدة، كما نشكر الاخ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت رئيس المجلس المحلي الذي دعمنا بمولد كهربائي و6 مكيفات، وأيضاً هناك تجهيزات جديدة مقدمة من الاخ د. العبد ربيع باموسى، مدير مكتب وزارة الصحة بالمحافظة الذي زودنا بأجهزة حديثة - خصوصاً عندما لاحظوا مستوى العمل والخدمة الطبية التي نقدمها لمواطني المديرية - كجهاز أشعة، وأجهزة للتعقيم والتخدير، وكذلك لمبة من أجل العمليات الكبرى.
اقسام داخلية إضافية
بالنسبة لعمليات التوسعة والتحديث التي يشهدها المستشفى حالياً حقيقة نحن في طور تجهيز أقسام جديدة في الجانب الجنوبي من المستشفى، الذي سيحتوي على جميع الأقسام الداخلية، وهي تبنى بدعم من الشيخ م. عبدالله أحمد بقشان، طبعاً نحن الآن منتظرون من الوزارة وبناء على تعليمات من فخامة الاخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح بناء مستشفى جديد، وقد سلمنا الموقع وهو خاص بمستشفى مديريات الساحل الشرقي، وتم تسليمه بالتالي الى المقاول، وهو مستشفى كبير بكل المواصفات.. يحتوي على جميع الأقسام إضافة إلى ثلاجة للموتى، وسكن للأطباء، باختصار مبنى مستشفى متكامل مزود بأحدث الأجهزة الطبية.
الإمكانيات والتجهيزات الحالية
نحن حالياً أول ما نستقبل المريض في المستشفى نستقبله في قسم الحوادث المجهز بجميع الأجهزة الضرورية لإنقاذ الحياة (انبوبة اكسجين أو أجهزة نيوبليزر لمرضى الاستما)، أيضاً في المستشفى هنالك (3) عيادات خارجية (عيادة نساء وولادة، وعيادة جراحة عامة وعيادة طبيب عام)، هذه العيادات كلها مجهزة تجهيزا كاملا بما يتلاءم مع عمل كل اختصاصي موجود في هذا القسم كالجهاز التلفزيوني في غرفة النساء والولادة أو الأجهزة الأخرى التي يتعامل معها طبيب الجراحة العامة أو الطبيب العام، ثانيا لدينا مختبر مجهز بكل الأجهزة وأحدثها.. مثل جهاز الايلايزا الذي يجري جميع فحوصات الفيروسات.. والذي يعد من أنجح الأجهزة وأدخلناه للخدمة في المختبر منذ فترة قصيرة بدعم من فاعل خير.. أيضاً لدينا جهاز بنك دم والأجهزة الروتينية التي تستخدم لإجراء الفحوصات العادية، ولدينا جهاز أشعة في المستشفى، وكذلك غرفة عمليات مجهزة لجميع العمليات الجراحية من غدد وعمليات فتح بطن واستئصال الطحال وحصوات المرارة والدودة الزائدة، إضافة الى العمليات الجراحية الخاصة بالنساء والولادة.
وعلى كل حال فقد بلغ إجمالي العمليات الجراحية التي أجريت في المستشفى للفصل الأول من العام الحالي 2006م (127) عملية في حين بلغت الولادات في الفترة ذاتها (24) حالة ولادة.
الاوبئة والأمراض المنتشرة في المديرية
بالنسبة للامراض والأوبئة المنتشرة في المديرية منها أولاً الملاريا (صادف وجودنا نزولا ميدانيا لفريق من المشروع الوطني لمكافحة الملاريا بالمحافظة) فمديريتنا كما تعرفون لها اتصال بمحافظة المهرة باعتبار أننا آخر مديرية في ساحل حضرموت، ونعد مديرية حدودية مع هذه المحافظة التي توجد فيها الملاريا، فمناطق المديرية المحايدة للمهرة توجد بها الملاريا، ايضاً يوجد مرض البلهارسيا في المناطق الجبلية في وادي عسد الجبل،وهنالك وباء آخر ممثل بالسل موجود في مناطق المديرية نظرا لوجود أناس وافدين على المديرية مرتبطين ولهم علاقة ببعض الاهالي والأسر مصابين بالسل من جزيرة سقطرى وسيحوت مثلاً .. تقريباً هذه الثلاثة الاوبئة الملاريا والبلهارسيا والسل الرئوي موجودة في المديرية.
على كل حال نحن نعد الملاريا والبلهارسيا في المديرية في منطقة عسد الجبل وحضاتهم، ولكن أغلب حالات السل وافدة الينا من خارج المديرية.