اكدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أمس الأحد للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الحكومة الاسرائيلية "تريد مساعدة الشعب الفلسطيني اقتصاديا" ولكنها حذرت من ان ترجمة ذلك الى جراءات عملية "ليست مسالة سهلة".

واجتمعت ليفني صباح أمس الأحد مع الرئيس الفلسطيني في حضور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز على هامش المنتدي الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط في شرم الشيخ.

وهو اول لقاء فلسطيني اسرائيلي منذ فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 25 كانون الثاني/ديسمبر الماضي.

وقال ليفني في مؤتمر صحافي مشترك مع بيريز عقب اللقاء "اننا نريد مساعدة الشعب الفلسطيني ولا نريد معاقبته على تصويته". لكنها اضافت على الفور ان "هناك ايضا حاجة الى عدم اضفاء شرعية على الحكومة (التي شكلتها) حماس لانها منظمة ارهابية".

وكانت الحكومة الاسرائيلية قررت وقف تحويل الضرائب والجمارك التي تحصلها لصالح السلطة الفلسطينية والتي تقدر بقرابة 60 مليون دولار شهريا بعد فوز حركة حماس في الانتخابات,واحتجت السلطة الفلسطينية على هذا القرار الذي انتقده كذلك الاتحاد الاوروبي.

وتواجه السلطة الفلسطينية ازمة مالية خانقة منذ تشكيل حكومة حماس في اذار/مارس الماضي اذ اوقفت كذلك الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مساعداتها المالية لها,ولم يتم دفع رواتب 160 الف موظف فلسطيني خلال الشهرين الاخيرين.

واضافت الوزيرة الاسرائيلية ان المناقشات مع عباس تناولت "افضل وسيلة لمساعدة الشعب الفلسطيني اقتصاديا وانسانيا".

واكدت ان "سياسة الحكومة الاسرائيلية في هذا الشان واضحة جدا ولكن ترجمتها بحيث تنعكس على حياة الفلسطينيين ليست امرا سهلا".

وقالت ان الامر يقتضي مزيدا من المناقشات مع الفلسطينيين,واشارت الى ان قرار الحكومة الاسرائيلية اليوم بتحويل خمسين مليون شيكل (11 مليون دولار) لتمويل شراء ادوية ومعدات طبية "جزء من سياسة الحكومة" لمساعدة الشعب الفلسطيني.

واكد شيمون بيريز من جهته ان المناقشات على "المسار السياسي" بين الفلسطينيين والاسرائيليين "ستبدا بعد زيارة" رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لواشنطن غداً الثلاثاء,واضاف ان المفاوضات على "المسار الاقتصادي لا ينبغي ان تنتظر".

وكان بيريز اكد صباح أمس الأحد ان ان اولمرت سيلتقى عباس بعد عودته من واشنطن.

وقال ديبلوماسي مصري ان اولمرت سيزور مصر لاجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل ان يلتقي عباس.

واكد بيريز انه ينبغي التمييز بين المسارين "السياسي والاقتصادي" مشددا على "اننا يجب ان نبقى منفصلين من الناحية السياسية ولكن من الناحية الاقتصادية يتعين علينا ان نتعاون".

واعتبر ان اللقاء مع الرئيس الفلسطيني كان "وديا للغاية ومنفتحا جدا" رغم "اننا لم نلزم انفسنا بشئ ولا الفلسطينيين الزموا انفسهم بشئ".

واضاف ان الاجتماع "كان مثمرا وخصوصا حول الموضوعات الاقتصادية".

وكان عباس اكد مساء السبت للصحافيين ان كل جهوده في الوقت الراهن تنصب على "رفع الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني".

ودعا الاتحاد الاوروبي الذي كلفته اللجنة الرباعية الدولية بايجاد الية لايصال المساعدات للشعب الفلسطيني الى الاسراع بوضع تصور لها مؤكدا "اننا في سباق مع الزمن".

ولكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو الوفد الفلسطيني الى مؤتمر شرم الشيخ قال للصحفيين الاحد ان "الامر كله يتوقف على قدرة الاوروبيين على اقناع الاميركيين بالتراجع عن قرار وقف المساعدات الى الشعب الفلسطيني" مؤكدا ان ما يعيق ايجاد هذه الالية هو "الرفض الاميركي" للفكرة من اساسها.

وفور وصولهما الى شرم الشيخ التقى بيريز وليفني رئيس الوزراء المصري احمد نظيف,ومن المقرر ان يلتقيا الرئيس المصري حسني مبارك بعد الظهر ثم رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، وفق مصادر مصرية واسرائيلية متطابقة. (أ.ف.ب)