تصاعد الضغوط على القوات الاميركية في العراق بعد اتهامات حول تورطها بمقتل مدنيين

> بغداد «الأيام» بول شيم :

>
صورة من الارشيف لشريط فيديو يكشف عددا من القتلى بينهم اطفال قتلتهم القوات الامريكية عمدا في العراق
صورة من الارشيف لشريط فيديو يكشف عددا من القتلى بينهم اطفال قتلتهم القوات الامريكية عمدا في العراق
تصاعدت الضغوط على الجيش الاميركي أمس الجمعة مع اتهامات جديدة حول قيامه بعمليات قتل مدنيين اثناء عملياته في العراق,وبث تلفزيون "بي بي سي" مساء أمس الأول الخميس شريط فيديو يكشف عددا من القتلى بينهم اطفال تقول الشرطة العراقية انهم من بين 11 مدنيا قتلتهم القوات الاميركية عمدا في اذار/مارس الماضي في بلدة الاسحاقي.

ونقل التلفزيون البريطاني عن متحدث باسم القوات الاميركية في العراق قوله ان تحقيقا فتح لكشف ملابسات الحادث الذي وقع في الاسحاقي (100 كلم شمال بغداد) في الخامس عشر من اذار/مارس الماضي.

وقال التلفزيون انه تلقى شريط الفيديو من مجموعة سنية مناهضة للقوات الاميركية واعتبر ان مضمونه يتناقض مع الرواية الاميركية الرسمية للحادث.

واضاف تلفزيون "بي بي سي" ان القوات الاميركية اعلنت لدى وقوع الحادث ان اربعة اشخاص قتلوا عندما حصل اطلاق نار لدى قيام هذه القوات بمداهمة منزل كانت وصلتها معلومات تفيد بان ناشطا من القاعدة موجود داخله.

وطبقا للرواية الاميركية فان المنزل دمر بسبب نيران القصف ما ادى الى مقتل ناشط مشتبه به وامراتين وولد.

الا ان الشرطة العراقية وضعت تقريرا يتضمن رواية اخرى ويتهم القوات الاميركية بتعمد قتل احد عشر شخصا داخل المنزل بينهم خمسة اطفال واربع نساء قبل تفجيره.

وتضمن شريط الفيديو الذي بثته "بي بي سي" صور جثث عدة اشاص بينها ثلاث لاطفال,وقال المذيع جون سيمبسون ان الصور تكشف بوضوح ان القتلى مصابون بالرصاص.

وياتي الاعلان عن هذه الحادثة بعد الكشف عن مجزرة وقعت في بلدة حديثة (غرب العراق) حيث يشتبه بقيام القوات الاميركية بقل 24 مدنيا عراقيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشدة بالجريمة المنسوبة الى القوات الاميركية في حديثة قبل خمسة اشهر، وقرر تشكيل لجنة لمتابعة تداعياتها.

واعلن المالكي اثر اجتماع لمجلس الوزراء "تشكيل لجنة لمتابعة تداعيات الجريمة التي ارتكبتها القوات المتعددة الجنسيات في مدينة حديثة قبل خمسة اشهر وكشفتها وسائل الاعلام"، وفق بيان صدر عن مكتبه.

ووصف المالكي الجريمة بانها "بشعة"، مؤكدا "رفضه لمثل هذه الممارسات التي لا يمكن تبريرها او قبولها باي شكل".

واوضح ان "اللجنة ستأخذ على عاتقها طرح هذا الامر عند اقرار ومناقشة استمرار بقاء القوات المتعددة في العراق".

واضاف المالكي ان "القوات المتعددة الجنسية لا تحترم المواطن وتدهس وتقتل، وما نتحدث عنه واحد من الالتزامات التي يجب ان تلتزم بها القوات الاجنبية".

وفي واشنطن، افادت صحيفة واشنطن بوست أمس الجمعة ان المحققين الاميركيين في قضية بلدة حديثة العراقية يرغبون في نبش القبور لاستخراج جثث الضحايا بحثا عن قرائن.

واوضحت الصحيفة استنادا الى مسؤولين في وزارة الدفاع مطلعين على الملف ان خبراء الجهاز البحري للتحقيقات الجنائية يرغبون في تحديد المسافة والزوايا التي اطلقت منها الرصاصات وعياراتها مما قد يساعد على فهم طريقة وقوع الحادث.

ومن جانبه، اقر الميجور جنرال توماس غالدويل المتحدث باسم الجيش الاميركي أمس الأول الخميس بان حادثة بلدة حديثة لم تكن الادعاءات الوحيدة ضد القوات الاميركية التي يقوم المحققون بالتحري عنها.

وذكر الجيش الاميركي أمس الأول الخميس ان جنوده العاملين في العراق سيتلقون تدريبا اضافيا على السلوك القانوني والاخلاقي وسط الجدل المتزايد حول مقتل مدنيين عراقيين على ايدي عناصر مشاة البحرية (المارينز) العام الماضي.

وقال الجنرال بيتر تشاريللي الرجل الثاني في القوات الاميركية في العراق في بيان ان التدريب سيركز على "المبادئ العسكرية الحرفية واهمية التصرف المنضبط والمحترف في القتال (...) واثار التصرفات المخالفة للمبادئ العسكرية".

وقال تشاريللي "بصفتنا عسكريين محترفين، فمن المهم ان نمضي وقتا كافيا في التامل في المبادئ التي تميزنا عن اعدائنا (...) والتحدي الذي امامنا هو ان نحول دون ان تلطخ تصرفات قلة منا العمل الجيد الذي يقوم به الكثيرون".

واعلن الجيش الاميركي أمس الأول الخميس فتح تحقيق في مقتل عراقيتين احداهما حامل كانت في طريقها الى المستشفى للولادة عندما اطلق جنود اميركيون النار عند نقطة تفتيش في وسط مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد) الاربعاء الماضي,واعلن شقيق المرأة الحامل أمس الجمعة انه ينوي رفع دعوى ضد الجيش الاميركي.

وقال ردام نصيف جاسم الاسودي لوكالة فرانس برس "سأقوم بعد انتهاء مراسم العزاء برفع دعوى ضد الجيش الاميركي حتى ياخذ الجنود الذين قاموا بهذا الفعل جزاءهم العادل على فعلتهم".

واضاف ان "الجزاء العادل هو الاعدام ولن اقبل أي تعويض على الاطلاق حتى ولو ملكوني الدنيا كلها". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى