حافة الشريف وصنعاء الكروم وبينهما هوس أم كلثوم

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
أم كلثوم
أم كلثوم
كنت أتجاذب أطراف حديث محوره مصطفى شريف الرفاعي، مع الزميل هشام باشراحيل، وبدرت جملة اعتراضية من الزميل هشام نصها: هذا الرجل مهووس بفن أم كثلوم. وبعد أسابيع من هذا الحديث تجسد تعليق الزميل هشام وأنا أقرأ موضوعاً في مجلة "دبي الثقافية" (العدد 13- يونيو 2006م) أعده ناصر عراق، من صنعاء وموضوعه "منتدى أم كثلوم - تسجيلات نادرة .. وتحليلات باهرة" وجاء إعداده على خلفية لقاء جمعه بالأستاذ خالد الرويشان، وزير الثقافة اليمني في دبي في مطلع أبريل الفائت. وورد في سياق اللقاء أن الأستاذ الرويشان يجتمع مع عدد محدود من الأصدقاء المخلصين في صنعاء في فترة المقيل ليستمعوا إلى أم كلثوم. وأضاف الأستاذ الرويشان أنهم يحوزون مجموعة لا يستهان بها من التسجيلات النادرة لكوكب الشرق، منها "يا طول عذابي" وهي من روائع أحمد رامي، مؤلفاً ورياض السنباطي، ملحناً والتي شدت بها كوكب الشرق في روض الفن لأول مرة في حفلة أقيمت في 6 يناير 1938م و "رق الحبيب" التي تفنن أحمد رامي في صياغتها كلمات ومحمد القصبجي نغماً وهي من تسجيلات 18 سبتمبر 1941م و"رباعيات الخيام" التي أبدع في ترجمتها شعراً عن الفارسية لمبدعها عمر الخيام وتعبقر في تلحينها رياض السنباطي، وسجلت من حفلة أقيمت في 2 فبراير 1950م.

شاءت ماسن الصدف أن يقوم الكاتب ناصر عراق بزيارة صنعاء للمشاركة في فعاليات معرض صنعاء الدولي للكتاب في سبتمبر 2004م، أما الزيارة الثانية فقد كانت بدعوة كريمة من وزارة الثقافة باعتباره أحد ضيوف الشرف في "الملتقى الثاني للشعراء العرب الشباب" وهنا مربط الفرس، حيث رتب الوزير الرويشان جلسة لبعض ضيوفه (ناصر العراق وأحمد الشهاوي) لحضور المقيل في منزل مصطفى شريف الرفاعي، المنسق الوطني لمشروع الدعم الانتخابي وكانت المفاجأة مدهشة بحسب ناصر عراق وكتب عنها: "حيث اكتشفنا أن منتدى أم كلثوم ما هو إلا حجرة بسيطة تقع أعلى منزل مصطفى الرفاعي، وتطل على مشهد بانورامي ساحر مفرداته العمارة اليمنية وجبال صنعاء الشاهقة التي تحسن استقبال الشمس الأصيلية، كما تحسن تقديمها لزوار المدينة".

يقف ناصر عراق أمام مساحة محدودة حافلة بالجمال، فهناك صورة فوتوغرافية التقطت للأخ مصطفى شريف الرفاعي، أمين عام منتدى أم كلثوم مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم حين حضر حفلتها في قاعة جامعة القاهرة عام 1972م، وتصدرت المشهد صورة ملونة صغيرة نادرة وضعت في برواز زجاجي أنيق وهي الصورة ذاتها التي كانت تزين غرفة نوم أم كلثوم. والسؤال: كيف وصلت إلى هنا؟ الراسخون في العلم وحدهم أعلم. كما تزين أحد أركان الغرفة الأجزاء الثلاثة للأخوان سحاب: فيكتور ود. سليم وإلياس.

إنها صفوة الموسيقى وعذوبة الصوت وتألق التقديم الذي لا نظير له وإنها ايضاً صفوة الذواقين للفن الكلثومي الرفيع وهم حصراً: الأساتذة: خالد الرويشان ومصطفى شريف الرفاعي وإبراهيم شريف الرفاعي وآخرون.

بقيت كلمة أخيرة: خرج ناصر عراق بجديد أم كلثوم، التي انتقلت إلى جوار ربها في صباح 3 فبراير 1975م، وأن الأستاذ مصطفى شريف الرفاعي خرج من حافة الشريف بكريتر (عدن) ليلتقي بالأستاذ خالد الرويشان في صنعاء الكروم وبينهما هوس أم كلثوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى