للرئيس والمشترك والرأي العام

> احمد القمع:

>
احمد القمع
احمد القمع
سيدخل الرئيس علي عبدالله صالح، التاريخ من أوسع أبوابه لو ظل متمسكاً بقراره التاريخي الشجاع بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة لأنه بهذه الخطوة الجريئة سيرسخ الديمقراطية ومبدأ التدوال السلمي للسلطة وسيكون قائداً ورمزاً لمسيرة الوحدة والديمقراطية في اليمن وفارساً يعتلي صهوة جواده في ساحات وميادين كل العواصم العربية منتصباً وشامخاً ولن تعبث به آيادي العبث والغضب وردود الأفعال بعد أن أصبح متربعاً على عرش القلوب.

بالتأكيد سيكون بشير الخير للوطن وللعرب جميعاً لو خطى هذه الخطوة الرائعة التي ستختزل وبفترة قياسية المساحة الفاصلة بين الاقتراع والابتراع بالسلاح وبين صراع البرامج بصناديق الاقتراع بين أجواء داحس والغبراء وبين أجواء الديمقراطية وهي المسافة التي تغلبت عليها بلدان العالم الديمقراطية في مئات السنين.

قال الرئيس كلاماً وتأمل أن يكون عند مستوى القول والفعل كعهدنا به وقال المشترك كلاماً ونأمل أن يكون هو الأخر جديراً بتحمل المسؤولية التاريخية وأن لا يكون مسوقاً للوهم بمشروعه وهو يمضي إلى المشاركة في الانتخابات وهو كما يعلم ويراها الحاكم من أكسبته وستكسبه صكوك المشروعية فـ (العملية السياسية برمتها تحولت إلى مظاهر شكلية تعيد إنتاج الأوضاع القائمة وتعثر عملية التحول الديمقراطي وصيرورته إلى أداة لتكريس الحكم الفردي بانعدام شروط النزاهة والتكافؤ في الانتخابات وإفراغ التعددية من مضامينها وتفكيك أحزاب المعارضة واستنساخ برامجها وتحريض القوات المسلحة والأمن على أحزاب المعارضة هذا ما جاء في مشروع اللقاء المشترك وفي بلاغ صدر مؤخراً بتاريخ 17/5/2006م ما نصه أيضاً: وإذ يجدد اللقاء المشترك موقفه الرافض لهذا العبث يحمل السلطة مسؤولية الاستمرار في هذا الطريق الذي لن يفضي إلى إفقاد العملية الانتخابية ودستوريتها وقانونيتها ومن ثم مشروعيتها فحسب بل يفقد النظام السياسي مشروعيته بعد الانتخابات!!

خطوتان أحداهما تلقي مبرر وجود الأخرى.

خطوة تختزل المسافات وتجعل من الرئيس صالح متوجاً على عرش القلوب وبالحكمة اليمانية.

خطوة توقف عجلة تسويق الوهم وتجعل من حملت المشاريع الكبيرة الجمهورية، الوحدة، الديمقراطية، كباراً وبحجم مشاريعهم.

فعلى الرئيس أن لا يندفع لإخراج الجماهير الجائعة لإطلاق ورفع صيحات وشعارات المبايعة كعهد الذين من قبله من الزعامات العربية وعلى المشترك أن لا يتحول إلى قزم أمام أصحاب المشاريع الصغيرة على حد قوله.

وفي المساحة الفاصلة بين الخطوتين يقف الشعب بكل قواه وهو الحكم والفيصل لما يراه مناسباً ويخدم مصالحة وأهدافه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى