كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
قال الأستاذ محمد حسنين هيكل عن لقائه بعبد الناصر: «أنا التقيت به قبل الثورة ثلاث مرات .. وكان اللقاء الأول في (عراق المنشية) بفلسطين .. وكنت حينها مراسلاً حربياً» .. وعن اللقاءين الثاني والثالث .. قال في كتابه (سقوط نظام) إن اللقاء الثاني جرى في مكتبه بدار أخبار اليوم عام 1951م .. ويقول اللواء جمال حماد: إن اللقاء الثالث كان في شارع فؤاد يوم 26 يناير 1952م .. يوم حريق القاهرة .. كما ذكر هيكل.

< وفي مقال للمقدم المتقاعد جلال ندا .. عن حقيقة هذه اللقاءات .. نشرته مجلة الدستور اللبنانية عام 1976م .. «أنه ذهب إلى اللواء محمد نجيب في بيته ومعه هيكل بتكليف من مصطفى أمين لمعرفة أسباب حل مجلس إدارة نادي الضباط .. وأثناء جلوسهم في الصالون .. دخل عبدالناصر وبصحبته عبدالحكيم عامر .. ومال هيكل على جلال برأسه وسأله: مين ده؟ .. قال جلال: البكباشي جمال عبدالناصر .. قال هيكل: عرفني به فقام جلال بالتعريف: البكباشي جمال عبدالناصر .. قال هيكل: تشرفنا يا أفندم .. وكان ذلك يوم 19 يوليو 1952م».

< ويقول الرئيس الراحل اللواء محمد نجيب في كتابه (كنت رئيساً لمصر) .. «في يوم 19 يوليو 1952م فؤجئت بحضور جلال ندا الضابط السابق والذي كان يعمل محرراً عسكرياً في دار أخبار اليوم ومعه هيكل وطلب أن أقدمه لناصر وعامر .. وكان لقاؤه الأول بهما». وفي حديث أدلى به هيكل لصلاح منتصر رئيس تحرير مجلة أكتوبر «أنه قابل عبدالناصر لأول مرة في بيت محمد نجيب يوم 18 يوليو 1952م .. وبعد خروجنا صحبته في سيارتي إلى محطة مصر .. وشرحت له كيف أن الإنجليز لن يتدخلوا إذا قامت ثورة أو حركة .. ويبدو أن كلامي لقي استجابة عنده لأنه كان منطقياً».

< ويقول الكاتب سعيد إسماعيل: «أنا مضطر للتوقف لأسأل الأستاذ هيكل .. هل من المعقول أن تتحدث مع عبدالناصر عن ثورة أو حركة .. وأنت لم تتعرف عليه إلا منذ دقائق .. وألا يصاب بالفزع من كلامك؟ .. احترم يا أستاذ عقول القراء على الأقل» .. كما نفى عبداللطيف بغدادي حدوث الواقعة بالشكل الذي رواه هيكل وقال: «استقر رأينا على معرفة مدى استعداد محمد نجيب لتولي قيادة الحركة .. فذهب إليه عبدالناصر وعبدالحكيم عامر يوم 19 يوليو وليس 18 يوليو كما ذكر هيكل .. وأنهما وجدا عنده هيكل وجلال ندا .. ثم غادرا منزل نجيب وركبا سيارة عبدالناصر (الأوستن) .. وعادا إلينا .. وقاما بإبلاغنا بالذي حدث مع محمد نجيب».. وهكذا يكون كل ما قاله هيكل من نسج خياله .. وما كان باستطاعته قوله لو كان ناصر وعامر على قيد الحياة.

< ثم يقول الكاتب: «ماذا يريد الأستاذ؟ .. هل يريد مجداً أكبر؟ هل يريد ثروة أكبر؟ .. هل يريد شهرة أكبر؟ .. وما قيمة كل ذلك إذا خلط الحق بالباطل .. ومزج الصدق بالكذب؟ .. هل يدرك الأستاذ أنه يناقض نفسه؟ .. هل يعرف أنه يقول اليوم عكس ما كان يقوله بالأمس؟ .. ألا يشعر بالخجل من ذلك؟ .. أنا أشعر بالخجل نيابة عنه أحياناً .. وفي أحيان ثانية أشعر بالغضب .. لأنه لا يتورع عن الإساءة إلى رموز مصرية ضحت بأرواحها في سبيل رفعة بلدها .. وفي أحيان ثالثة أشعر نحوه بالرثاء .. لأنه في يوم من الأيام كان يجلس وحيداً على عرش الصحافة .. فأصبح الآن يجلس على الرصيف!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى