لجأت إلى الجراحة لحماية أفرادها من السرطان المتوارث .. أكبر أسرة أميركية تحيا من دون معدة

> «الأيام» عن «الشرق الاوسط»:

>
أسرة أميركية
أسرة أميركية
اجتمع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة اخيرا أفراد اكبر أسرة اميركية اختاروا لأنفسهم العيش من دون معدة، وذلك بعد أن نجحت عملية جراحية للشخص الحادي عشر اجريت له اخيرا. ولا يمتلك مايك سلاباو، 52 عاما، معدة، ولا يمتلك كذلك عشرة من ابناء عمومته أو خؤولته، الذين نموا وترعرعوا وهم يرقبون كيف ان جدتهم، وبعض آبائهم وامهاتهم وعماتهم واعمامهم هلكوا بسبب مرض سرطاني نادر متوارث.

ولكي يتفادوا الوقوع بين براثن السرطان القاتل، توجه هؤلاء الاقارب لفحص جيناتهم، وبعد أن ثبت توارثهم لجين متحور من جدتهم غولدا برادفيلدز، لم يتبق لديهم سوى خيارين: المغامرة بالأخطار واحتمال الاصابة بنسبة تصل الى 70 في المائة بالسرطان، أو إزالة معدتهم، وذلك يعني ان عليهم تناول شيء قليل من الطعام في أوقات كثيرة.

واختار الاقارب العملية الجراحية التي غيرت حياتهم، وقال الاطباء إن هذه العائلة هي اكبر أسرة تلجأ الى وسيلة الجراحة الوقائية لحماية افرادها من مرض السرطان المتوارث فيها. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» للانباء عن سلاباو الذي اجرى العملية قبل 16 شهرا في المركز الطبي بجامعة ستانفورد في بالو ألتو قوله: «اننا لم ننجح في اجتياز الصعوبات فحسب، بل إننا نحيا منتعشين».

وخلال العملية استأصل الاطباء كل المعدة والعقد اللمفاوية المحيطة بها، واوصلوا قعر المرئ بفوهة الامعاء الدقيقة لصنع كيس هناك. ومن دون المعدة يفقد المرضى وزنا كبيرا وينبغي عليهم تناول وجبات خفيفة من الطعام مرات كثيرة، ويمكنهم هضم الطعام في امعائهم الدقيقة. وتكلف كل عملية جراحية بين 65 الفا و85 الف دولار.

وتتيح طرق الاختبار الجيني للعائلات التي تمتلك جينات سيئة، وسائل جديدة لاتخاذ خطوات وقائية، إذ يتوجه عدد من الافراد حاليا لإزالة المعدة أو الثدي أو المبيض أو القولون أو الغدة الدرقية، عندما يعلمون ان الاختبارات كشفت عن وجود جينات تهددهم بهذه الانواع من السرطان.

ولا يحبذ الاطباء اجراء اختبار جيني لكشف جينات «بي آر سي ايه» BRCA المتحورة مثلا لدى كل النساء، بل لدى اللواتي سجلت لدى افراد أسرتهن اصابات بسرطان الثدي أو المبيض. إلا انهم يفضلون اجراء اختبارات للنساء اللواتي يمكن ان يظهر لديهن سرطان المعدة النادر المماثل لذلك الذي ظهر لدى عائلة برادفيلد.

وفي لقاء التأم اخيرا في لاس فيغاس، حضره كل الاقارب الذين ازيلت معدتهم والذين لم يروا بعضهم منذ سنين، اجتمع سلاباو، الذي يسكن في مدينة دالاس، مع اقاربه المنتشرين في الولايات المتحدة بعد أن اجريت عملية على آخرأاقربائه الذين رصد لديهم الجين السيئ، وهو بيل برادفيلد من فارمنغتون بولاية نيو مكسيكو. وقال الدكتور ديفيد هانتسمان الباحث في جامعة بريتش كولومبيا الذي اكتشف الجين المتحور لدى افراد العائلة، معلقا على توجههم لاجراء العمليات الجراحية انهم «وبدلا من العيش في خوف، فقد امتلكوا زمام الأمر وقرروا مصيرهم الجيني» بأنفسهم.

ووفقا لإحصاءات جمعية السرطان الاميركية فإن سرطان المعدة يشخص لدى نحو 22 الف اميركي سنويا، يتوفى نصفهم به.إالا أن المرض المتوارث في عائلة برادفيلد نادر الحدوث ولم يشخص سوى لدى نحو 100 اسرة حول العالم.

وأدى هذا المرض الى هلاك الجدة غولدا عام 1960، وانتقل الجين المتحور منها نحو سبعة من ابنائها، الذين توفي ستة منهم بسببه وهم بين اعمار الاربعين والخمسين عاما.

ثم علم 18 من احفادها بوجود الجين لديهم عندما توفي أحدهم بسبب سرطان المعدة عام 2003، وبعد تحليل عينات من دمه على يد الدكتور هانتسمان.

وتوجه الاحفاد الـ 17 لفحص جيناتهم، وثبت وجوده لدى 11 منهم قاموا بإجراء عملية لاستئصال معدتهم. وقد ظل سلاباو قلقا طيلة حياته منذ وفاة أمه عندما كان في عمر المراهقة، ولذلك لم يتردد في اجراء العملية الجراحية وهو يقول: «استيقظ صباح كل يوم وأفكر أنه يوم حرّ، لقد حصلت اليوم على جائزة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى