> قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تدعم موقفه بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الأربعاء إنه قد يؤثر حل الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأعلن انهيار محادثات الوحدة مع الحركة.

ووعدت رايس في مؤتمر صحفي مع عباس "بمضاعفة... الجهود لتحسين أوضاع الشعب الفلسطيني" والضغط على إسرائيل لتخفيف إغلاقها لمعابر غزة الحدودية.

وأوضح عباس أن صبره أوشك على النفاد إزاء جهود اقناع حماس بتخفيف مواقفها من إسرائيل والاشتراك مع حركة فتح التي يتزعمها في حكومة وحدة يأمل الفلسطينيون أن يؤدي تشكيلها إلى انهاء قطع المساعدات الغربية.

وقال عباس في مؤتمر صحفي مع رايس إنه إذا لم يتحقق ذلك في وقت قريب فإن جميع الخيارات ستكون متاحة وأشار إلى ان الخيار الوحيد الذي يرفضه هو حرب أهلية.

وقتل 12 فلسطينيا في قتال بين الفصيلين المتناحرين في الأسبوع الماضي في أسوأ قتال داخلي في غزة والضفة الغربية منذ نحو عشرة أعوام.

وقال عباس في تصريحات للصحفيين قبل لقائه مع رايس "صلاحياتي الدستورية التي منحني إياها القانون الأساسي تستعمل في وقتها" في إشارة واضحة الى احتمال إصدار مرسوم رئاسي بحل الحكومة واجراء انتخابات جديدة.

وأضاف متحدثا عن المحادثات مع حركة حماس التي رفضت ثلاثة مطالب غربية بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول الاتفاقات الموقعه من الدولة اليهودية "الحوار الآن غير موجود."

وتقوم رايس بجولة إقليمية تهدف جزئيا الى دعم عباس في صراعه على السلطة مع حماس. وكانت حماس قد فازت على فتح في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي وشكلت حكومة في مارس آذار.

وقال مدير مكتب عباس إن الرئيس أعطى رايس "ورقة عمل" لتوصيلها إلى إسرائيل بشأن سبل التحرك نحو استئناف عملية السلام وتخفيف القيود الإسرائيلية على تجارة الفلسطينيين وسفرهم.

وأبقت إسرائيل على معابر غزة مغلقة أغلب الوقت منذ ان أسر فلسطينيون جنديا إسرائيليا في غارة عبر الحدود من غزة في يونيو حزيران,ولا يزال الجندي محتجزا.

وقالت رايس انها بحثت مع عباس "سبل توفير حياة للفلسطينيين لا تخضع لذلك النوع من الاذلال اليومي الذي نعلم انه مرتبط بالاحتلال,هذا هو برنامجي هنا."

وابدا اولمرت وعباس استعدادهما للاجتماع لكنهما لم يحددا موعدا.

وقال مسؤول فلسطيني بارز حضر الاجتماع بين رايس وعباس لرويترز "جرى كثير من الحديث حول الحكومة الفلسطينية التالية."

وأضاف ان عباس يريد من حماس الموافقة على برنامج سياسي يفي بالمطالب الغربية الثلاثة.

وتابع "الرئيس عباس ابلغها انه اعطى حماس مهلة تقل عن اسبوعين لتقديم رد."

وفي غزة اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية رايس بالعمل على تنفيذ جدول اعمال أمريكي إسرائيلي.

ودعا هنية الرئيس لتجنب استغلال "سيف الوقت" وتحديد أي موعد نهائي لجهود الوحدة.

وابلغ هنية الصحفيين ان هناك بالفعل حكومة فلسطينية منتخبة تعبر عن إرادة الناخب الفلسطيني لكن الحركة مع ذلك قالت انها لا تمانع في استئناف الحوار من أجل تشكيل حكومة وحدة.

وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن احتمالات تجدد عملية السلام مع الفلسطينيين والمخاوف بشأن إيران ستتصدر على الأرجح جدول اعمال محادثات رايس المزمعة مع اولمرت.

وفي إشارة الى مخاوف الإسرائيليين من أن إيران قد تنتج قنبلة نووية قالت المتحدثة ميري ايسين للصحفيين "رئيس الوزراء قال امس إن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بصدق بأن هذا تهديد لوجود إسرائيل."

وأشارت الى أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد "وقف وقال يجب سحق الكيان الصهيوني."

وتصر إيران على أن برنامجها النووي يهدف فقط الى توليد الكهرباء.

(شارك في التغطية نضال المغربي في غزة ووفاء عمرو ومحمد السعدي في رام الله وجوناثان سول في القدس) رويترز