حصرياً للأقلام العادلة

> «الأيام الرياضي» علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
لا يملك المرء إلا أن يرفع القبعات وينحني إجلالاً لبعض الأقلام التي تتخذ من العدالة أحرفاً وسطوراً تضيء سماء صاحبة الجلالة الرياضية,بحق نعشق هؤلاء ونحترمهم لأنهم للوطن وللرياضة والخير يكتبون.. ولأنهم ينثرون السطور الزكية بعيداً عن العدائية والمغالاة والغرور والمكابرة البلهاء.

أمام أولئك النفر من أصحاب العدالة تستريح الأنفس ويحلق النقاء عالياً راسماً لوحة رائعة لفنون «القلم العادل» والطرح السديد والنقد البناء المهذب بعيداً عن الخدش العاجل والبخش الباطل ومهاجمة عباد الله وتوصيفهم ظلماً وبطلاناً بأنهم وراء كل إخفاق رياضي معين.

يا إلهي كم هي قاسية بعض الأقلام الشاردة عن باب العدالة، حيث لم تعد تلقى في خزائنها سوى مساحات العداء والظلم والظلام.

هجوم واسع وشاسع وكاسح يشنه البعض براً وبحراً وجواً بالصواريخ والقاذفات والقنابل العنقودية فوق رأس الاتحاد اليمني لكرة القدم وبعض المدربين، لتتبدل عندها الحدائق الرياضية العذبة والسطور البناءة، ليصبح اغتيال الحب واعتقال المودة وتدمير الورود غايات وأهدافاً رئيسية ،الأمر الذي يعطل لغة الطرح والحوار وتبادل الحب والابتسامات الهادئة.

فأي إخفاق رياضي معين يحيله هؤلاء - للتو - فوق الاتحاد اليمني لكرة القدم والمدربين، وأي خلل عارض أيضاً يكمن في شخص الاتحاد والمدرب فلان.. وإذا كشفت بعض المخابرات أن لاعبا متهورا ذهب بتصرف شخصي إلى جلسة قات خاطئة فالسبب - حسب رأيهم - هو الاتحاد.

وحينما يفوز المنتخب - أي منتخب كان - أصفر أو أحمر أو أزرق، كبيراً أو صغيراً في أي مشاركة خارجية فإن السبب لا يعود إلى جهود الاتحاد والأجهزة والمدرب، لكن السبب يعود إلى «بلاتر» أولاً وقليل من الحظ ثانياً.

وإذا خسر المنتخب فإن السبب يعود إلى رئاسة الاتحاد والمدرب فلان.

وإذا تعثرت الدولة الرياضية وحدثت بعض الإرباكات وقام رجل الاتحاد ببسط يده كل البسط حاملاً روح الوطنية وأداء الواجب فإن هذا، في نظر تلك الأقلام، أمراً موصوفاً بالتباهي بما يسر الله للرجل من شجاعة وبذل وسخاء وكرم وإيثار، كما أن هذا في نظرهم مخالف للنظم والقوانين.

وإذا جعل الرجل يده مغلولة إلى عنقه ليتعقد الوضع ويصبح ملاماً محسوراً فإن رئاسة الاتحاد لم تستطع تحريك الأمور والتدخل السريع ووضع الحلول والبدائل (حسب رأيهم).

ما هكذا والله أيها الأقلام.. هناك قضية محورية وجذور ومعالجات وصحافة رياضية.. فلتضئ سطوركم في هذا النسق.. أما أن تصبح كل سطوركم سوداء حالكة الظلام لا فكر لها سوى هذه الزاوية الضيقة من الهلال فإن هذا والله أمر بعيد عن الصراط المستقيم.

لا نملك إلا أن نسأل الله لهؤلاء القلة الهداية والصلاح والعودة إلى الحب واليقين حيث كنف القلوب المطمئنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى