نصائح نبوية (15)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«تبسمك في أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقه، وإماطتك الأذى والعظم والشوك عن الطريق صدقة» رواه الترمذي وحسنه 1957. وابن حبان في صحيحه.. وعند الشيخين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«والكلمة الطيبة صدقة». هذه النصائح النبوية العظيمة توسع وتعمق آفاق وأبعد (الصدقة) ولا تقتصرها على مجرد (الإحسان المادي) من يد عليا معطية إلى يد سفلى متلقية.. بل مدت آفاق الصدقة إلى أمداء بعيدة وبديعة إذ لم تدع جانباً من جوانب الحياة إلا وأضاءت فيه شمعة من قناديل الخير والعطاء فتوهج بنوء البذل والإيثار والرحمة والكرم والتضحية.

لم تترك (الصدقة) في مفهوم النصائح المحمدية مجالاً من مجالات البر الذي يخدم الآخرين إلا ضمختها بأريجها، ولم تدع خصلة من خصال الخير إلا حضت عليها، ونصحت بها وأشادت بفضلها، ولو كانت مجرد (كلمة طبية) أو (بسمة عابرة) أو (إرشاد حائر).. الخ وكل هذه الأعمال على بساطتها وبشاشتها لها أجرها عند الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً ولو كان مثقال حبة من خردل.

ولقد جعلت السنة النبوية هذه الأعمال الاجتماعية فريضة وواجباً وسلوكاً يومياً، فهي زكاة تزكو لها الأرواح والضمائر وترقى بها المعاملات وترق بها المشاعر.. وهي صدقة تدل على صدق الإيمان، وعلى تصديق وعد الله، وعلى إحساس الصداقة مع الآخرين ولو كانوا غرباء عنا.. إنها تدل على صدق الالتزام بهذا الدين العظيم عقيدة وسلوكاً ومعاملات وأخلاقاً ومبادئ وقيماً.

وهي أعمال يقدر عليها كل شخص فلا تحتاج إلى بذل مال لتكون خاصة بالاغنياء ولا تحتاج إلى قوة جسم وعظمه عضلات ليختص بها الاقوياء، ولا تحتاج إلى علم واسع وثقافة عميقة ليستأثر بها العلماء والمثقفون..إنها فقط تحتاج إلى نية طيبة، واخلاص صادق ويقين قوى، وعزيمة صادقة، وصبر راسخ وهذا ما يقدر عليه كل إنسان وفق طاقاته وإمكاناته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وبهذا يغدو المسلم أو المسلمة في مجتمع تسوده قيم التعاون، يعطيه كما يأخذ منه، وينفعه كما ينتفع به، وكل إنسان لديه مقدرة على العطاء مهما كانت إمكاناته ضئيلة،أو كانت قدراته محدودة.

نسأل الله العظيم أن يوفقنا لخدمة عباده المؤمنين، ويجعل في قلوبنا الحب للمسلمين، ويجعلنا أخوة متحابين، وعلى الخير متعاونين- آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

مدرس بكلية التربية - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى