غرباء بين الأمم

> «الأيام» رغدة كمال مصطفى - عدن

> ياترى من هم الغرباء؟ وهل هم غرباء فعلاً أم صنعوا من أنفسهم أغراباً؟ طبعاً ستتساءلون عمن أو عماذا أتحدث؟ إنني اليوم أتحدث عن العرب الذين كانت لهم أعرق الحضارات والذين تدين لهم شعوب العالم في جميع مجالات العلوم، ألم يكن الخوارزمي وابن سينا عربيين وغيرها من العلماء الذين استفاد الغرب منهم ومن علومهم وبقينا نتفرج كأننا في مسرح عندما يدخل الممثل جميعنا نصفق ونصفق بحرارة وعند انتهاء المسرحية نخرج وكأن شئياً لم يكن وكأن شيئاً لا يعنينا وكأن هنالك على أعيننا غشاوة نرى ولكن لا نبصر لماذا؟ لماذا أصبحنا غرباء في عالمنا؟ لماذا عندما نجد المفكرين والعباقرة لا نحتضنهم، لماذا نترك حضارات الغرب تستفيد منهم لماذا؟ لماذا نعاون الغرب على القضاء علينا بأيدينا؟ لماذا كل دولة تتخلى عن الأخرى في وقت الشدة؟ أهذه الأمة العربية الواحدة؟ أهذه أقطار الدولة الإسلامية الواحدة ماذا استفدنا من كل هذه المجالس والمؤتمرات كلام يتلو الكلام ثم يخرجون دون نتائج.. أهذه قدرات العرب ؟

ماذا حدث للعلم والتعليم ماذا حدث للنوابغ أين هم؟

ولماذا كل من استطاع التفكير كانت الهجرة إلى دول الغرب؟

أصبحنا نحن شعوب العالم الثالث بعد أن كنا أصحاب أعرق الحضارات وبعد أن كنا في عصور غاية في الازدهار نحن من أردنا أن نتشتت، نحن من أردنا ألا يكون لنا رأي واحد وصوت واحد نسمعه للعالم أجمع نحن من أردنا أن تكون جميع اتحاداتنا مجموعة من الشكليات الرخيصة، نحن من أعمينا بصائرنا ووضعنا تلك الأغشية على أعيننا فأقفلنا أبواب عقولنا وذهبنا في سبات عميق.. ياترى متى سنستفيق.. متى سننهض من سباتنا الطويل لندرك ما تبقى لنا إن تبقى لنا شيء ندركه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى