أيــام الأيــام .. عدن عاصمة المتقاعدين..وأنماط من مشاكلهم
> محمد عبدالله باشراحيل:
>
يلاحظ المتابع للبيانات الرسمية الخاصة بالمتقاعدين في الجمهورية اليمنية أن محافظة عدن تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المتقاعدين، إذ بلغ العدد العام 19.355 متقاعداً فيها، ويتوقيع مع تطبيق قانون الأجور الجديد الصادر عام 2005م أن يصل العدد إلى حوالى 30.000 متقاعد مع نهاية عامنا الحالي في محافظة عدن وحدها منهم 5.200 حالة من ما يسمى بمصطلح القوى الفائضة «وهم العاملون في المشاريع والمصانع والمؤسسات العامة التي تم تخصيصها من قبل الدولة». بمعنى أن الزيادة في عدد المتقاعدين من محافظة عدن قد فاقت بكثير الزيادة في أي محافظة من محافظات الجمهورية وهو أمر يدعو للأستغراب، وكأن القوانين لا تنفذ إلا فيها من جهة، كما لا تتم عملية الإحلال الوظيفي من أبنائها من جهة ثانية.
لتوضيح المشاكل المستجدة حول أوضاع المتقاعدين يمكننا تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى تضم المتقاعدين الذين يتقاضون معاشا شهرياً يزيد عن عشرين ألف ريال، وقد تقرر لهم إضافة مبلغ 4022 ريالاً شهرياً إلى المعاشات المختلفة بدءاً من شهر أغسطس 2006م، وفي هذا الصدد نقول لماذا هذه المساواة غير العادلة فمن غير المنطق أن يستلم ذوو الدرجات المعاشية العليا والمتوسطة والمتدنية نفس الزيادة بالتساوي (4022 ريالا)؟ كما نسأل لماذا يبدأ دفع الزيادة من أغسطس 2006م وليس من تاريخ صدور القانون، يوليو 2005م؟؟
أما الثانية فتشمل المتقاعدين الذين معاشاتهم بين 15.978-20.000 ريال، وقد تقرر رفع معاشاتهم جميعاً إلى 20.000 ريال دفعة واحدة دون المرور بمراحل ودون مراعاة للفوارق بين المعاشات، والمشكلة أن إحدى السيدات المتقاعدات جاءت تشكو من الزيادة التي حصلت عليها العام الماضي وقدرها عشرة ريالات شهرياً وقيل لها ستحصلين على زيادة في المعاش دفعة واحدة قدرها أربعون ريالاً بدلاً من العشرة ريالات لأن معاشك كان قبل صدور القانون 19.960 ريالاً، ولا حاجة لك أن تمري بالمراحل وتنتظري 4 سنوات. وهي تستفسر هل من العدل أن تحصل هي على زيادة (40 ريالاً) فقط في حين أن من معاشه 20.005 ريالات ستدفع له زيادة شهرية قدرها 4.022 ريالاً مع أن الفارق بين معاشيهما لا يتجاوز 45 ريالاً فقط؟؟
أما المجموعة الثالثة فتضم المتقاعدين الذين يقل معاشهم عن 15.978 ريالاً شهرياً وتنطبق عليهم المراحل الأربع ليصل معاشهم بعد أربع سنوات إلى 20000ريال. والجدير بالإشارة أن معدل المعاش الشهري في محافظة عدن قبل الزيادة كان 11.242 ريالاً ووصل حالياً بعد الزيادة إلى 16.603 ريالات الأمر الذي يؤشر بل ويؤكد أن معظم المتقاعدين فيها هم من ضمن المجموعة الثالثة التي تستلم أقل من 15.978 ريالاً، وأن المعاش الذي سيصل إلى 20.000 ريال بعد أربع سنوات ستكون قوته الشرائية في أحسن الحالات 10.400 ريال بأسعار 2005م عند صدور القانون إذا ما وضعنا في الاعتبار ارتفاع الأسعار أو معدل التضخم السنوي.
والخلاصة نقول لقد حظيت عدن بلقب عاصمة المتقاعدين هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنه إضافة إلى ما كتبناه من نقد وملاحظات وتفاصيل حول التقاعد والمتقاعدين من على منبر هذه الصحيفة الغراء «الأيام» في مقالات عديدة نعود ونكرر القول بأن القرارات المتعلقة بالأجور والمعاشات تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والمناقشة مع ذوي العلاقة والاختصاص، ولكن مع الأسف نلاحظ أن الارتجال سيد الموقف، وأن الغرور بالتصميم على الاستمرار في الخطأ هو السائد. والمشكلة الكبرى عندما تقرأ كلمة اقتصاد وتستبدل بكلمة «اعتصاد» سؤالنا إلى متى سنظل نعصد؟؟!!
[email protected]
محمد عبدالله باشراحيل
لتوضيح المشاكل المستجدة حول أوضاع المتقاعدين يمكننا تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى تضم المتقاعدين الذين يتقاضون معاشا شهرياً يزيد عن عشرين ألف ريال، وقد تقرر لهم إضافة مبلغ 4022 ريالاً شهرياً إلى المعاشات المختلفة بدءاً من شهر أغسطس 2006م، وفي هذا الصدد نقول لماذا هذه المساواة غير العادلة فمن غير المنطق أن يستلم ذوو الدرجات المعاشية العليا والمتوسطة والمتدنية نفس الزيادة بالتساوي (4022 ريالا)؟ كما نسأل لماذا يبدأ دفع الزيادة من أغسطس 2006م وليس من تاريخ صدور القانون، يوليو 2005م؟؟
أما الثانية فتشمل المتقاعدين الذين معاشاتهم بين 15.978-20.000 ريال، وقد تقرر رفع معاشاتهم جميعاً إلى 20.000 ريال دفعة واحدة دون المرور بمراحل ودون مراعاة للفوارق بين المعاشات، والمشكلة أن إحدى السيدات المتقاعدات جاءت تشكو من الزيادة التي حصلت عليها العام الماضي وقدرها عشرة ريالات شهرياً وقيل لها ستحصلين على زيادة في المعاش دفعة واحدة قدرها أربعون ريالاً بدلاً من العشرة ريالات لأن معاشك كان قبل صدور القانون 19.960 ريالاً، ولا حاجة لك أن تمري بالمراحل وتنتظري 4 سنوات. وهي تستفسر هل من العدل أن تحصل هي على زيادة (40 ريالاً) فقط في حين أن من معاشه 20.005 ريالات ستدفع له زيادة شهرية قدرها 4.022 ريالاً مع أن الفارق بين معاشيهما لا يتجاوز 45 ريالاً فقط؟؟
أما المجموعة الثالثة فتضم المتقاعدين الذين يقل معاشهم عن 15.978 ريالاً شهرياً وتنطبق عليهم المراحل الأربع ليصل معاشهم بعد أربع سنوات إلى 20000ريال. والجدير بالإشارة أن معدل المعاش الشهري في محافظة عدن قبل الزيادة كان 11.242 ريالاً ووصل حالياً بعد الزيادة إلى 16.603 ريالات الأمر الذي يؤشر بل ويؤكد أن معظم المتقاعدين فيها هم من ضمن المجموعة الثالثة التي تستلم أقل من 15.978 ريالاً، وأن المعاش الذي سيصل إلى 20.000 ريال بعد أربع سنوات ستكون قوته الشرائية في أحسن الحالات 10.400 ريال بأسعار 2005م عند صدور القانون إذا ما وضعنا في الاعتبار ارتفاع الأسعار أو معدل التضخم السنوي.
والخلاصة نقول لقد حظيت عدن بلقب عاصمة المتقاعدين هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنه إضافة إلى ما كتبناه من نقد وملاحظات وتفاصيل حول التقاعد والمتقاعدين من على منبر هذه الصحيفة الغراء «الأيام» في مقالات عديدة نعود ونكرر القول بأن القرارات المتعلقة بالأجور والمعاشات تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والمناقشة مع ذوي العلاقة والاختصاص، ولكن مع الأسف نلاحظ أن الارتجال سيد الموقف، وأن الغرور بالتصميم على الاستمرار في الخطأ هو السائد. والمشكلة الكبرى عندما تقرأ كلمة اقتصاد وتستبدل بكلمة «اعتصاد» سؤالنا إلى متى سنظل نعصد؟؟!!
[email protected]