الوضعية الهامشية لأطفال الشوارع

> «الأيام» ريهام عبدالباسط سروري /الشيخ عثمان - عدن

> دخل مفهوم أطفال الشوارع حديثا إلى قاموس الدراسات والأبحاث في كثير من الدراسات، حيث أن مصطلح أطفال الشوارع لم يكن متداولاً من قبل ولم يطرقه الباحثون في المؤسسات العلمية إلا في الفترة الأخيرة عندما أصبحت الظاهرة أكثر انتشاراً وأخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام، ويعرف أطفال الشوارع من منظور معاناتهم النفسية والاجتماعية بأنهم أطفال من أسر تصدعت وتفككت ويواجهون جملة من ضغوط اجتماعية ونفسية وجسدية لم يستطيعوا التكيف معها فأصبح الشارع مصيرهم، ويُرى أن مفهوم أطفال الشوارع يرتبط بالأطفال الذين لا مأوى لهم ويتسولون أو يبيعون في الشوارع أو يغسلون السيارات أو ما شابه من أعمال أخرى.

وتعد ظاهرة أطفال الشوارع من أهم المشكلات الاجتماعية التي تواجهها الدول العربية ومنها اليمن، وهناك جملة من العوامل التي تسببت في اتساع هذه الظاهرة ومنها الزيادة السكانية وزيادة معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة وارتفاع معدلات والفقر والتفكك الأسري والاختلال في توزيع الدخل والكوارث الطبيعية وغيرها من العوامل، وبما أن الفقر يشكل عاملا اساسيا لاتساع هذه الظاهرة فإنه يوجد ما بين (90-100) مليون من سكان الدول العربية يعانون الفقر، وما يقدر بنحو 73 مليوناً دون ما يسمى بخط الفقر. ومن الطريف أن نتأمل ما تطلقه عليهم مجتمعاتهم من تسميات مختلفة ففي الكاميرون نجدهم باسم (الكتاكيت) وفي بوليفيا (دود الخشب) وفي نابولي (رأس المغزل) وفي البيرو (طائر الفاكهة) وفي جنوب إيطاليا (البلابل الدوارة )، أما في السودان فهم (الشماسة) وفي اليمن وتحديداً مدينة صنعاء فهم يلقبون باسم (أطفال الكراتين) لأنهم يقومون ببناء أكواخ من الكراتين للنوم فيها، وفي مدينة عدن يطلقون عليهم (المتسكعون) وإذا كانت هذه تسميات تعكس الثقافة المحلية السائدة في كل مجتمع إلا أنها تعكس الوضعية الهامشية لأطفال الشوارع ونظرة المجتمع السلبية لهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى