لدى مثوله أمام لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس الأميركي لتثبيت تعيينه .. وزير الدفاع يعترف بالإخفاق فى العراق ويحذر من حريق إقليمي .. يعارض مهاجمة إيران إلا إذا كان ذلك حلاً أخيرًا ووحيدًا ولا يؤيد شن أي هجوم ضد سوريا

> واشنطن/لندن «الأيام» وكالات:

>
روبرت جيتس أثناء مثوله أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس أمس
روبرت جيتس أثناء مثوله أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس أمس
اعترف وزير الدفاع الاميركى المعين روبرت جيتس أمس الثلاثاء بأن الولايات المتحدة لا تحقق نصرا فى الحرب فى العراق، وتعهد لدى مثوله أمام الكونجرس بدراسة كافة الخيارات بما فيها انهاء الحرب.

وحذر جيتس من أن الفشل فى تحقيق الاستقرار فى العراق خلال العام أو العامين القادمين قد يؤدى إلى اندلاع "حريق إقليمي شامل" فى منطقة الشرق الأوسط.

وخضع جيتس، الذى اختاره الرئيس الاميركى جورج بوش لخلافة دونالد رامسفلد، لجلسة استماع حامية لتثبيت تعيينه امام لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس.

وخلال الجلسة سأله السناتور الديموقراطي كارل ليفين هل تعتقد اننا نحقق حاليا النصر فى العراق، فأجاب جيتس لا يا سيدي"، فى تصريح يتناقض بشكل كبير مع تصريحات للرئيس الأمريكي بوش فى مؤتمر صحافى عقده فى 25 اكتوبر قال فيها نحن نكسب وسنكسب الحرب فى العراق.

وجاءت الجلسة فى مستهل أسبوع حساس فى مسار السياسة الاميركية فى العراق، وعشية نشر تقرير مجموعة الدراسات الاميركية حول الخيارات الاميركية الاستراتيجية فى العراق الاربعاء.

ورغم ان جيتس اكد انه منفتح على تغيير الاستراتيجية فى العراق، الا انه قال ان القرار النهائي سيعود الى بوش، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاميركية.

وقال وزير الدفاع الجديد البالغ من العمر 63 عاما بالطبع ان الرئيس هو الذى سيقرر اية تغييرات، فى حال وجودها، على مسارنا، واضاف انا منفتح على الافكار البديلة حول استراتيجياتنا وتكتيكاتنا المستقبلية فى العراق.

قال روبرت جيتس إن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أصبح رمزا أكثر منه مخططا نشطا للهجمات ضد الولايات المتحدة.

وقال خلال الجلسة أعتقد أن قدرته على التنظيم والتخطيط المباشر ضدنا لنوع من الهجمات التي ألحقت بنا ضررا بالغا للغاية في سبتمبر من عام 2001 محدودة جدا حاليا."ويتوقع أن يحصل جيتس على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه وزيرا للدفاع ليحل محل دونالد رامسفيلد.

وقال "ليس لدي شك في ان قواتنا تبذل قصارى جهدها للعثور على أسامة بن لادن."

وترددت عدة شائعات غير مؤكدة بأن زعيم تنظيم القاعدة مرض أو توفي.

وردا على سؤال بشأن من يعتقد أنه كان يمثل التهديد الأكبر للولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر صدام حسين أم أسامة بن لادن أجاب جيتس "أسامة بن لادن".

وأضاف جيتس أن من المحتمل أن بن لادن العقل المدبر لهجمات سبتمبر التي استهدفت مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2001 سيتم تسليمه عبر أحد أتباعه بطريقة مشابهة للطريقة التي اعتقلت بها القوات الأمريكية الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وعندما سئل جيتس بشأن ما إذا كانت المكافأة التي رصدتها الحكومة الأمريكية لاعتقال بن لادن ينبغي أن تزاد بمعدل مليون دولار أسبوعيا أجاب قائلا "إنه ضرب من الإرهابيين... إنني مستعد بكل تأكيد لقبول ذلك أيها السناتور... مثلما أنه لم يعد ينظم أمورا وإنما يبقى رمزا قويا.. أعتقد أن القدرة على أسره أو قتله سيكون لها أثر رمزي قوي أيضا."

وقبل ان يتوجه لمواجهة اللجنة، قال بوش انه يتوقع ان يقوم غيتس بـ"عمل ممتاز اذا ما وافقت اللجنة على تثبيت تعيينه المرجح ان يتم فى وقت لاحق من هذا الاسبوع من قبل مجلس الشيوخ ليحل محل دونالد رامسفلد.

وبعد لقاء مع جيتس فى البيت الابيض، قال بوش ان مرشحه، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سى اى ايه" يحترم من يتطوعون لخدمة بلادهم .

وكان بوش رشح جيتس لخلافة رامسفلد بعد يوم من فوز الديموقراطيين فى الانتخابات التشريعية فى السابع من نوفمبر التى خسر فيها الجمهوريون سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ فى الكونجرس.

وتوقع العديدون ان يستغل الديموقراطيون وعدد من الجمهوريين جلسة الاستماع لتثبيت جيتس لانتقاد سياسة بوش فى العراق، ولكن من غير المتوقع ان يعترضوا على تعيين جيتس نظرا لحرصهم على خروج رامسفلد من الادارة الاميركية.

ضد ضرب سوريا وايران
من جهة ثانية اعلن جيتس انه يعارض مهاجمة ايران الا اذا كان ذلك خيارا اخيرا ووحيدا"، مضيفا انه لا يؤيد كذلك شن اي هجوم ضد سوريا.

وقال لقد رأينا فى العراق كيف انه عندما تبدأ الحرب فإنه يصبح من الصعب التوقع بما يحدث فيها، وانعكاسات اي نزاع عسكرى مع ايران يمكن ان تكون كبيرة للغاية .واضاف ولذلك فإنني سأعارض اي عمل عسكري الا اذا كان الخيار الاخير، وردا على سؤال حول ما اذا كان سيوافق على شن هجوم ضد سوريا، اجاب جيتس لا يا سيدى .

ويعتبر جيتس احد الاعضاء النافذين فى الحزب الجمهوري، إذ عمل نائبا لمدير السي آي ايه اثناء رئاسة رونالد ريغان في الثمانينات ثم نائبا لمستشار الامن القومي من عام 1989 وحتى 1991، ثم تولى منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" خلال عهد الرئيس جورج بوش الأب فى التسعينات.

بلير يتوجه لامريكا للدعوة للقيام بعمل في الشرق الاوسط
يدعو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الرئيس الامريكي جورج بوش الى تبني سياسة اوسع مدى في الشرق الاوسط عندما يجتمع الزعيمان في واشنطن يوم غد الخميس.

يصل بلير الذي اغضب تأييده الحماسي للحرب الامريكية على العراق الناخبين البريطانيين الى واشنطن في اعقاب تحذير من الوزير الذي اختاره بوش لإدارة البنتاجون بان قواتهما لا تنتصر في الحرب هناك وان العام او الاثنين القادمين سيحددان ما اذا كان الشرق الاوسط سيتفجر بالعنف.

ويصل رئيس الوزراء البريطاني الى العاصمة الامريكية اليوم الاربعاء في اليوم الذي من المتوقع ان تنشر فيه مجموعة دراسة مهمة النتائج التي توصلت اليها حول كيفية قيام القوات الغربية بتنظيم عملية خروج من الصراع الفوضوي الوحشي في العراق.

وساهم بلير بآرائه مع مجموعة دراسة العراق في الشهر الماضي عندما دعا الى اشراك سوريا وايران في جهود وقف العنف في العراق وضمان التوصل الى تسوية سلمية اوسع نطاقا في الشرق الاوسط.

قال المتحدث باسم بلير أمس الثلاثاء "قال ان العراق ينبغي ان ينظر اليه في اطار استراتيجية كاملة للشرق الاوسط وانه بالطبع عليك ان تتعامل مع القضايا في العراق لكن عليك ان تدفعهم الى الامام في اطار استراتيجية للشرق الاوسط مع تركيز خاص على فلسطين واسرائيل."

وقال ان رئيس الوزراء لن يعلم مسبقا بنتائج التقرير قبل نشره.

ومن المتوقع ان يكون بوش قد حصل على وصف مبكر للنتائج التي توصلت اليها المجموعة التي تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أمس الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم بلير "المجموعة ستصل الى نتائجها وسنرد على هذه النتائج لكننا لا ننظر اليها بصورة معزولة اننا ننظر اليها كجزء من سياسة كاملة تجاه الشرق الاوسط ككل."

وقال روبرت جيتس الذي اختاره بوش لادارة البنتاجون أمس الثلاثاء ان امريكا لا تحقق نصرا في العراق وان الحرب ستحدد ما اذا كان الشرق الاوسط يواجه حريقا اقليميا هائلا.

ورد المتحدث باسم بلير بقوله "وجهة نظر رئيس الوزراء هي اننا نحتاج الى دعم الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا ودعم رغبات ملايين العراقيين الذين اعطوا اصواتهم لهذه الحكومة لحكومة متعددة الاعراق تحاول التوصل الى حكم الوحدة في العراق.

"قد يكون الامر صعبا ومع ذلك فإننا نريد ان نمضي في هذا العمل. اننا نحتاج الى مساعدة الحكومة العراقية لكي تتوسع في قدراتها وتمارس سلطتها."

وعلى جدول اعمال بلير خلال الزيارة ايضا ازمة دارفور والحرب في افغانستان ومقترحات للعمل ضد تغيير المناخ الى جانب مناقشات منظمة التجارة العالمية المتعثرة حول تطوير اتفاق من اجل الدول الاكثر فقرا.

وقال المتحدث "بالنسبة لدارفور ينبغي ان نواصل الضغط على الحكومة السودانية وعلى الرئيس البشير اما بالنسبة لافغانستان فسيناقش التقدم في الحملة العسكرية وحملة التنمية واعادة الاعمار."

ومن المتوقع ان يناقش بلير مساء اليوم الاربعاء تغير المناخ مع اعضاء جمهوريين وديمقراطيين ومستقلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى