ملعب بارادم أكثر من ثلاثين عاماً والحال كما هو .. لماذا الإصرار على تجاهل الملعب وعدم تجديد اللوحة التي تحمل إسم الفقيد محمد فرج بارادم؟ .. الدوحة أبهرت العالم ونحن نبحث عن التعشيب

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

>
الملعب أثناء إحدى المباريات وقد تصحرت أرضيته وأصبحت ترابا يضر بصحة اللاعبين
الملعب أثناء إحدى المباريات وقد تصحرت أرضيته وأصبحت ترابا يضر بصحة اللاعبين
في المكلا مقومات مدينة عصرية حديثة تجعلها في مقدمة مدن الجمهورية اليمنية في هذا الشأن ، جل تعالى في قدرته أن حبا هذه المدينة الرائعة بمقومات وارضية خصبة لأن تكون احدى المدن التي تشرح النفس وتبهر العين.

البحر بجماله وروعته وثقافته ومدنية أهل حضرموت أضافا للمكلا صبغة أجمل المدن وأكثرها نموذجية، ومما زاد من روعة ذلك الجمال بالطبع هو ما شهدته المدينة من أعمال إنشائية ضخمة قبيل الاحتفال بعيد الوحدة المباركة الخامس عشر في مايو 2005م الذي احتضنته بكل إبداع واقتدار، فشق خورالمكلا المدينة إلى جزئين وأدخل الجمال إليها من كل جانب وتوسعت الشوارع وأنيرت أكوات المدينة وأقيمت المتنزهات.

وجاء الحفل الشبابي والكرنفالي عصر يوم احتفال 22 مايو 2005م ليؤكد الحدث ويبرهن إبداع ومشاركة شباب وأطفال حضرموت ومن خلفهم كل الأسر في ذلك المحفل البهيج.. توج ذلك الاحتفال الكرنفالي بعد ثلاثة اشهر من تدريب ستة الآف شاب وطفل وطفلة داخل ارضية ملعب الفقيد بارادم بالمكلا يتقدمهم المغفور له بإذن الله تعالى الفنان والرياضي المبدع المرحوم علي سعيد علي .. لقد كان الجميع يتدرب طيلة الـ 3 أشهر على أرضية الملعب المعشبة والتي وصفت بأنها أفضل أرضية ملاعب الجمهورية في ذلك الحين، حتى الملعب كان يأبى إلا أن يشارك في ذلك الاحتفال.

وجاءت الوعود قبل الاحتفال بأن يشهد ملعب بارادم الذي وضع فكرته وعمل على ترجمتها وبذل الغالي والنفيس قبل وفاته أحد أبناء ومناضلي حضرموت الذين غيبهم الثرى وما زالوا يحتلون قلوب ابناء المحافظة المرحوم محمد فرج بارادم الذي كانت فكرة الملعب الرياضي في ديس المكلا تراوده وتملأ كيانه ورحل رحمه الله بعد تحقيقها في سبعينات القرن الفارط وأطلق إسم الملعب على إسمه ملعب الفقيد بارادم.

ذلك الرجل الوفي الذي شيعت جموع غفيره من أبناء حضرموت جنازته في السبعينيات ما زالت اللائحة التي تحمل اسمه قد غيبها الزمن ايضا ولم يعد يراها الناس بوضوح ،لأن الإسم فيها أصبح مطموسا واللوحة بائسة (والصورة تؤكد المعلومة).

كنت أحضر جانبا من تدريب الاحتفالات عام 2005م في ملعب بارادم وكان بجانبي في مقصورة الملعب النائب الأول لوزير الشباب والرياضة الأخ عبدالله هادي بهيان، وكيل الوزارة الذي كان حاضرا بفعالية فسألته كيف سيكون حال الملعب بعد الاحتفالات قال: «سنعمل على إعادة تعشيبه فور الانتهاء من الاحتفالات وبعد انتهاء الدوري قبل الماضي مباشرة ولكن حتى يومنا هذا ما زال الملعب على حاله صحراء جرداء تتسبب في اصابة اللاعبين وتساهم في ضياع المستوى المضيع أصلا في زمن لم تعد فيه قائمة للملاعب الترابية.

لوحة الملعب في الأعلى وقد طمس فيها إسم مؤسس الملعب محمد فرج بارادم
لوحة الملعب في الأعلى وقد طمس فيها إسم مؤسس الملعب محمد فرج بارادم
أذكر أنه في هذا العام 2006م زار المكلا احد الزملاء المذيعين في اذاعة عدن البرنامج الثاني ثم حضر احدى المباريات في ملعب بارادم وكانت اول زيارة له للمكلا وللملعب فقال: «هذا ملعب بارادم الذي اسمع عنه قبل 30عاماً، دائما يتردد إسمه في ظل ما رأيته في المكلا .. لماذا بارادم بهذا الشكل؟».

ونحن نسأل في ظل ما تحقق في حضرموت وفي المكلا على وجه الخصوص لماذا السكوت على ملعب بارادم والإكتفاء بحالته التي يرثى لها : مقصورة بحاجة الى ترميم، ومدرجات تطمس الرؤيا أمامها حاجز من الأشباك، وارضية من التراب تعيدنا إلى ذكرى الاجداد، ويأتي السؤال هل من المعقول أن يظل الملعب الرئيسي في إحدى أكبر مدن الجمهورية وأكبر محافظاتها بهذا الشكل منذ سبعينيات القرن الماضي..كم من الأسى أصابنا ونحن نشاهد بشغف اولمبياد قطر، فالدوحة استضافت قلوبنا وأسرتها بل وأسرت العالم أجمع، ونحن نطالب بالتعشيب، فسلام على الدوحة ألف سلام ولا أسى على رياضة لا تملك أدنى المقومات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى