اسمهان .. الصوت الخالد في الوجدان

> «الأيام» روماس عبدالقوي عبدالله - عدن

> الأميرة الفنانة إسمهان شقيقة الموسيقار الكبير فريد الأطرش - واسمها الحقيقي (آمال) - ولدت على متن باخرة يونانية كانت تبحر في طريقها إلى اسطنبول في الخامس والعشرين من نوفمبر 1912م، فأراد والدها السلطان فهد الأطرش، والد الأميرين الفنانين فريد الاطرش وإسمهان، تسميتها (بحرية) لأنها ولدت على متن الباخرة وهي مازالت تبحر في عرض البحر، إلا أن والدتها الأميـرة عـليا الأطرش أبت ذلك واختـارت لها اسـم (آمال).

إسمهان المطربة ذات الحنجرة الذهبية والصوت الشجي الرنان الذي سحرت به الملايين من محبي غنائها في ذلك الزمن الذي بدأت تتألق فيه، ظهرت موهبتها في الغناء إلى جانب التمثيل مع شقيقها فريد الأطرش في أول فيلم لها في بداية أربعينيات القرن العشرين وهو (انتصار الشباب) عام 1941م .. لكن شاءت الأقدار أن نفتقدها في ريعان شبابها وهي لم تكمل مشوارها الغنائي والفني في السينما آنذاك، ففي صباح يوم الجمعة 14 يوليو 1944م انزلقت سيارة الأميرة المطربة إلى إحدى الترع القريبة من مدينة رأس البر المصرية .. وهو حادث مروري عادي لولا أن الضحية كانت واحدة من أشهر مطربات العالم العربي.

كانت إسمهان الأميرة السابقة والمغنية الحزينة أبداً التي كانت تتكلم وكأنها تغني وتغني وكأنها تسر إلى القلب كلاماً لم يقل من قبل حتى الآن. وبعد مرور 62 عاماً على لغز موتها مازال الفاعل مجهولاً. هل هي الأقدار التي قررت أن توقف تلك الحياة وهي في زهرة تألقها، أم هي المخابرات الأجنبية، التي كانت تتصارع على أرض مصر ووسط أتون الحرب العالمية الثانية، أم هو القصر الملكي الذي كانت تعرف الكثير من أسراره؟

مأساة إسمهان أنها لم تنس أبداً أنها أميرة. وأنها كانت منذورة لدور يتجاوز موهبتها.. ولو أنها أخلصت للفن لأنقدت روحها وأعطتنا زهوراً يانعة تشجي نفوسنا في هذا الزمن، ولكنها اختارت أن تكون محوراً للحياة في مدينة لم تكن تعرف الرحمة في تلك الأيام.

لقد بقي من عبير صوتها (150) أغنية ومن ظلال طيفها فيلمان هما «انتصار الشباب» الذي قامت بدور بطولته مع شقيقها الموسيقار الراحل فريد الأطرش وهو أول فيلم لها. و«غرام وانتقام» مع الممثل القدير يوسف وهبي، بل إنها لم تكمل تصوير الفيلم الأخير وبقيت مشاهده ناقصة كحياتها المضطربة.

بقي لنا أن نترحم على روح فقيدة الفن في العالم العربي بأسره .. هذه الزهرة التي خطفت منا في ريعان شبابها إسمهان، المطربة الحزينة أبداً والتي لم تغب نبرات الشجن في صوتها عن أسماعنا قط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى