شارك الاف الفلسطينيين في جنازة سبعة من عناصر فتح بينهم العميد محمد غريب المسؤول في جهاز الامن الوقائي والذين قتلوا في اشتباكات مسلحة مع عناصر من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في جباليا في شمال قطاع غزة.

وانطلقت الجنازة من مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا باتجاه منازل القتلى في جباليا ثم اديت الصلاة في مسجد العودة وسط المخيم.

وقبل التوجه الى مقبرة "الشهداء" توجه المشيعون الى منزل العميد غريب الذي احرقت واجهته واصيب بدمار كبير بفعل القذائف التي اطلقت عليه خلال عملية اقتحامه مساء أمس الأول الخميس.

وردد المشيعون هتافات ضد حركة حماس والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والتي غالبية اعضائها من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس.

كما هتف المشيعون الغاضبون ضد وزيري الداخلية سعيد صيام والخارجية محمود الزهار ومنها "ارحل يا صيام من غزة" و"ارحل يا زهار من غزة".

وشارك مئات من المسلحين، غالبيتهم من اعضاء كتائب الاقصى، في الجنازة، واطلق عشرات منهم النار في الهواء خلال مرور الجنازة بين ازقة مخيم جباليا,كما شارك عشرات النساء والاطفال في الجنازة رغم هطول الامطار.

وقال متحدث يرتدي زي كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح عبر مكبر للصوت "سنصون دماء شهدائنا ثلاثة ايام وبعدها سياتي الرد".

واضاف في اشارة الى منزل غريب "انظروا الى حجم الدمار والخراب. انه على ايدي القوة التنفيذية".

وقرب منزل العميد غريب وقفت ست سيارات تم احراقها خلال الاشتباكات المسلحة حيث حاصرت مجموعة من القوة التنفيذية المنزل قبل اقتحامه، وفقا لمصدر امني.

وعبر اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أمس الجمعة عن اسفه لاستمرار التصعيد الاعلامي بين فتح وحماس، مشددا على ضرورة انهاء مظاهر التوتر والاحتقان.

وقال هنية للصحافيين بعد صلاة ظهر أمس الجمعة في مسجد قرب منزله في مخيم الشاطئ بغزة "اشدد على ضرورة انهاء التصعيد الاعلامي الذي لا زال للاسف مسموعا" في اشارة الى الاذاعات المحلية التابعة للفصائل التي تبث في قطاع غزة.

وشدد هنية على ما جاء في الاتفاق الذي اعلن مساء أمس الأول الخميس "بضرورة انهاء مظاهر التوتر والاحتقان وعدم السماح بانتقال هذه الاحداث للضفة الغربية لان اي انتقال لها مشبوه"وقال هنية "علينا ان نعزز وحدتنا، ونتحرك لوأد الفتنة وعدم ارتفاع لهيب النار".

وتعليقا على بيان لجنة المتابعة العليا للقوى والفصائل الفلسطينية الذي لم توقع عليه حركتا حماس والجهاد الاسلامي، والذي دعا الى حل القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ودمج عناصرها في الاجهزة الامنية وتحميلها مسؤولية مقتل العميد محمد غريب المسؤول في الامن الوقائي، قال هنية "هذا شان حكومي رسمي لا يحقق لاي جهة غير رسمية تناول الموضوع".

ويسود هدوء حذر في قطاع غزة حيث انسحب المسلحون من الشوارع بعد اشتباكات مسلحة وعنيفة بين عناصر حركتي حماس وفتح أمس الأول,وانتشر مئات من عناصر الشرطة والامن الوطني على المفترقات الرئيسية.

وخلت شوارع قطاع غزة من المسلحين من عناصر فتح وحماس وكذلك افراد القوة التنفيذية فيما حل محلهم افراد من الشرطة والامن الوطني في كافة الطرقات والشوارع الرئيسية ومداخل المدن في قطاع غزة.

وياتي الهدوء اثر اتفاق التهدئة الذي توصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء اسماعيل هنية ليل أمس الأول بوساطة الوفد الامني المصري المقيم في غزة.

وتوفي أمس الجمعة عنصران من حركة فتح احدهما شقيق ابو غريب هو وائل غريب (24 عاما) ليرتفع الى ثمانية عدد الاشخاص الذين قتلوا في اشتباكات بينهم سبعة من كوادر واعضاء حركة فتح كما اصيب ستون شخصا بينهم عشرة اطفال وامرأتان. (أ.ف.ب)