> «الأيام» كفى الهاشلي:

شباب الجامعة
شباب الجامعة
البحث عن العمل والتصاق الأمر بالخبرة يعود لأسباب كثيرة أهمها أن الكليات لا تقدم للطالب شيئا، والكلية ترمي المسئولية على الثانوية، التي هي الأخرى تحوله إلى المستوى الإعدادي والابتدائي. ترى من هو المسئول الحقيقي؟ وما قيمة المجاميع التي تتخرج بالكم الهائل على حساب النوع؟ وما هي نظرة الشباب عن التعليم متخرجين وموظفين وطلابا؟ وما هي نظرة المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة؟

أسئلة إجاباتها بلسان حال من أجرينا معهم اللقاء على هذه السطور. مع ثلاثة من الشباب بدا أن مستوى تفكيرهم راقٍ جدا، فعندما قررنا اللقاء بهم قال أحمد لزملائه إنه في منتدى، وأعجبنا المسمى لأننا لا نريد حوارنا أن يكون بسؤال رسمي بل حديث من القلب وبالمنطق، وتمحور حديثنا حول أسباب التسرب من المدارس والغش والشغب الفردي والجماعي في الفصول المدرسية وكذلك تعاطي القات والدخان.

المعلم هو من يذلل الصعاب
بعبارة بسيطة قال فواز عبدالعزيز: لاجدوى من الدراسة لأن الأساس وهو المعلم مفقود، تعالوا وانظروا للمستوى التعليمي في الكلية والمدرسة، كله دون قيمة، وصورة المعلم مهزوزة. ويرى أن المعلم يقع على عاتقه الكثير «فهو الذي يذلل الصعاب في المنهج، وهو القدوة الصالحة في السلوك وهو القادرعلى إبراز إبداع الطالب، ولو قدم المعلم الشرح وافيا وخلق تفاعلا مع تلاميذه فلن يحدث تسرب من الحصص ولن يستهزئ الطالب بالمدرس، وسيرضى الطالب بما يقدم له ووفق الإمكانيات المتاحة، أما إذا تعالى المعلم واستخدم أسلوب التفرقة والتمييز بين الطلاب وتجاهل دوره كمربٍّ فأراهنك على حدوث كل شيء سيئ.

أما أحمد صالح العمري فقال: القلة من المدرسين يستطيعون أن يقدموا شرحا وافيا والوسيلة التعليمية مفقودة، والمعلمون اليوم يجهلون دورهم تجاه الطلاب، والكليات كلها مآسٍ من كل نوع، والنشاط الذي من المفروض أن يوجد معدوم تماما، وعند حدوث المشاكل في الكلية أو المدرسة فالطبيعي ألا يسمع رأي الطالب وهذا دافع نحو إحداث المشاكسات في الحصة المدرسية، وأسوأ الحالات هي لعثمة المدرس في الشرح أو تصعيب المادة تحت مبرر صعوبة المنهج والجري وراء الدروس الخصوصية.

مهزلة التوجيه
ويتحدث فواز عبدالعزيز وأحمد العمري ومهنال خليفة عن ما يسمى (توجيه مدرسي)، معلقين على ذلك بأنه مهزلة ومسرحية يمثلها المدرسون أمام الطلاب مع أن المعلم مربٍّ، ويتعجبون من هذا السلوك السلبي حيث يقوم المدرس بتحديد موضوع الدرس الذي سيتم شرحه أمام التوجيه ويتم تنظيم الفصل ويحضِّر المعلم الدرس بشكل يختلف عن كل يوم والطالب يرصد ما يحدث ويشعر بأنه- وهو المستهدف من العملية التعليمية- لا يراعى حقه، وبالتالي يستبعد الشباب أن تبنى ثقة في نفس الطالب طالما أن معلمه فقد أمانة مهنته، ويحكي فواز موقفا طريفا عندما حضر التوجيه في أحد أيام دراسته، وقال: طلبت مني المعلمة الإجابة على علامة إعراب الفعل المضارع أمام الموجهة وتخيرني هل هي كسرة أم ضمة، فقلت كسرة، وبدون ملاحظة من الموجه و دون حتى أن تسأل نفسها لماذا؟ لا أعرف!

طلاب ثانوية
طلاب ثانوية
الشعب اليمني سلبي
مهنال خليفة راحت تصف ما يحدث بسلبية الجميع حيث قالت: نحن شعب سلبي جدا، فالمعلم يهمه راتبه، لا ضمير ولا مسئولية ويلهث بعضهم وراء الدروس الخصوصية والطالب يسقط واجباً عندما يذهب إلى المدرسة ويختار التخصص حسب رغبة عائلته.

العائلة يهمها نجاح ولدها دون المتابعة ودون معرفة سلوكه وماذا يتعلم، وقد يصل الأمر لدفع المال للمدرس أو إدارة المدرسة حتى يحصل على مركز متقدم أو الأول بالواسطة والمال دون مراعاة إمكانات ابنها، وهي تعلمه كيف يأخذ حق غيره، وهذا الأسلوب يخلق نـوعا من الانهزام عند الطالب الآخر ويشعره بمرارة الظلم وبالتالي يحدث ما لا نريد أن يحدث، ونسأل لماذا يحدث؟

المدارس الخاصة هي المشكلة الأكبر
مدرسة في إحدى المدارس الخاصة وتدعى (س.ح.ر) تقول: المدارس الخاصة بها تفلت كبير من ناحية سلوك الطالب، حيث يتمرد الطالب على معلمته ويقول لها عندما تنهاه عن سلوك خاطئ (نحن نصرف عليكم) فماذا نتوقع بعد، طفل بهذا السن يتحدث هكذا، كيف يكون الأمر مستقبلا!؟ والأمرُّ أن إدارة المدرسة تتحايل على الطفل وتخاف أن تخسره، ولا يهمها المعلم.

مدرسة أخرى تدعى (ن.أ.م): المدارس الحكومية يعطى للمدرس فيها الصلاحيات أما في الخاصة فيستهزأ به، وكلمة الطالب هي العليا، وتستنزف طاقة المعلم وفي الأخير تعطى الصلاحية للإدارة مع الطالب ويبقى المعلم لا حول له ولا قوة.

الشباب: نريد منهاجا مناسبا ومدرسا متفهما
الشباب الذين أجرينا معهم الحوار معظمهم تحدث عن المنهاج الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يقدم شيئا للطلاب، ويجعلهم يبحثون مرارا وتكرارا عن الدروس الخصوصية التي يتلقونها من المدرسين أنفسهم ولكن باختلاف المكان والزمان والمقابل، ويعتقدون أن الحل السليم هو تعديل الكم الهائل من المنهاج وتقديم ما يفيد سوق العمل.

إحدى المدارس الثانوية
إحدى المدارس الثانوية
المعلمون: هناك فساد إداري
أما المعلمون وبعض المديرين الذين رفضوا أن نضع أسماءهم أو حتى الإشارة للمدارس التي يعملون فيها قالوا: هناك نظام إداري متسيب وهناك قرارات عليا بـ(الترفيع) وهناك استهزاء بدور المعلم في إعطاء المادة من الإدارة والطالب، وعندما يتعامل المعلم مع الطالب المعين بأسلوب جاد تتدخل الإدارة المدرسية أو ربما من التربية لحل المسألة وكأن هيمنة واستقلالية قرار المعلم والمدرسة مفقودة.

ويرون أن الحل يجب أن يكون من الوزارة نفسها لتضع قوانين صارمة ضد حالات الانفلات واستبعاد الأشخاص أصحاب النفوذ من المناصب المؤثرة في اتخاذ القرار.