الكلمة الصادقة

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش/المعلا- عدن

> مهما تعددت غايات الناس وأهدافهم فلا تعدو أن تكون في النهاية إلا إشباع الشهوات والرغبات وتحقيق الضرورات، القليل أدرك ووعى حقيقة وجوده ودوره في الحياة، فأهدافه وغايتها ومبتغاه أسمى وأرفع وأعز من أن تكون لإشباع تلكم الشهوات والتطلعات الأرضية الدنيوية. هذا الإشباع يأتي بطرق عديدة خيرها وشرها وحلالها وحرامها .

والكلمة اليوم تلعب دورا مهما وحيوياً في كل ذلك .. فمن خلال الكلمة سادت حضارات واندثرت أخرى، وبالكلمة قامت الحروب وانتهكت الاعراض فاستبيحت الحرمات وقتلت التطلعات ونصبت المشانق وكممت الأصوات، وبالكلمة أُلفت الكتب والقصص والروايات والقصائد الرائعة والأناشيد الرفيعة والأهازيج والأغاني الجميلة. وبالكلمة تعالت تباشير الخير والعدل والسلام والمحبة ودعوات الأنبياء والصالحين . فالكلمة سيف ذو حدين، إما لك واما عليك، وتتنوع مفاهيم وقوة وضعف ومصداقية الكلمة تبعاً لاستخدامها ووضعها في أماكنها تبعا لتلكم الأغراض .. فهل يمكن للمرء منا أن يكون ديدنه دوماً الكلمة الصادقة الشجاعة المخلصة، الكلمة الحنونة الهادفة، الكلمة الأمينة البناءة في النقل والعرض والتحليل؟ الكلمة التي ترشد الإنسان لدوره الكبير في الحياة، الكلمة التي تعين مهاجر الاوطان، ومهاجر الأفكار والدعوات الهابطة على تحمل الأمانة العظيمة والمسئولية الكبيرة التي انيطت بكاهل الانسان، تلكم الأمانة التي اشفقت منها السماوات والأرض والجبال وأبت أن تحملها وحملها الإنسان؟ فدعوة للإنسان المخلص أن نتآزر ونتعاون ونتكاتف معاً في مسئولية حمل وإيصال الكلمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى