محمد عبدالولي في ذكرى وفاته الـ(34 )

> «الأيام» عبده يحيى الدباني:

> محمد أحمد عبد الولي اسم أديب حبيب إلى القلب، شكل أدبه محطة مهمة من محطات ثقافتنا الأدبية والوطنية، وظلت قصصه ورواياته تهزنا من الأعماق وتدهشنا وتفتح أعيننا عبر الأيام والسنين. لقد قرأناك أيها الأديب الكبير ونحن طلاب في الثانوية فشغفنا أدبك أي شغف، وكنت معنا هناك في الثكنات العسكرية ونحن نؤدي واجب الخدمة الوطنية خير جليس وأقرب أنيس، ثم ولجت معنا في الدراسة الجامعية فتوطدت علاقتنا بك من خلال وعينا بأدبك أكثر فأكثر ومع مرور الأيام وتطور المستوى الثقافي والأدبي والنقدي فما يزال أدبك الرائع محط قراءة واهتمام ودراسة ونقد وذا رسالة خالدة في التنوير والتصوير على حد سواء.

كنت في الثمانينات وفي أول التسعينات أقرأ مقالات في الصحف المحلية ـ كلما هل نيسان ـ تحيي ذكرى وفاة هذا الأديب اليمني الفذ الذي عده كثير من النقاد رائد القصة القصيرة في اليمن دون منازع، ومن يومذاك لم أعد أجد من يحيي هذه الذكرى أو يحتفي بهذا الأديب من خلال الكتابة، وبالتأكيد لم أكن متابعاً لكل ما ينشر محليا ولكن إهمالنا لهذه القامة الرائدة يبدو واضحاً ولا أدري هل طبعت أعماله الكاملة طبعة جديدة في عام 2004 م أم لا؟ فقد نفدت مجموعاته القصصية من المكتبات منذ سنوات طويلة ولم تُعد طباعتها ولا شك أن هناك بعض الاهتمام الأكاديمي الفردي بأدب هذا القاص، فقد أنجزت فيه بعض الرسائل الجامعية، بيد أن هذا الاهتمام الضئيل لم يتحول إلى النسيج الثقافي الأدبي الفاعل في الساحة إذ ظل حبيس الأرفف الجامعية مثله مثل سائر الإنجازات البحثية الأكاديمية المحنطة، وهذه مشكلة عامة على أية حال. إن مما يحز في النفس أن نجد الأجيال الجديدة بدءا بمن هم اليوم في الثانوية وانتهاء بمن وصل إلى الدراسات العليا أو ما يقابلها في سلم الزمن والتطور نجد أغلبيتهم الساحقة لا يعرفون هذا الأديب ولم يقرأوا شيئاً من أدبه، وليست قصته اليتيمة في كتاب الأدب والنصوص للصف الثالث الثانوي (ليته لم يعد) إلا من باب (هو افتكرني ع شان ينساني) فليس لها ما قبلها ولا ما بعدها سواء لدى الطالب أو لدى المدرس، هكذا نترك أدبنا الخالد وأعلامنا ورموزنا عرضة لعوامل التعرية الثقافية والأدبية إذا جاز التعبير، مثل الإهمال والنسيان والجحود وإعلان الحرب على القراءة والكتاب والسخرية من الماضي وركوب موجة ثقافة الدش ورسائل الجوال. لقد عالج هذا الأديب العبقري قضايا اجتماعيا يمنية معضلة بأسلوبه القصصي المتفرد الذي يصور أكثر مما يعبر أو يخبر، ويجسد أكثر مما يحدد أو يعدد، فمن هذه القضايا المعضلات قضية الغربة التي مثلت هماًَ كبيراً استراتيجياً في أدبه واستغرقت معظمه، فلقد كان الأديب نفسه مولّداً إذ كان أبوه يمنياً وأمه حبشية، وكان قد ولد وترعرع في أديس أبابا ورأى بأم عينيه مأساة المغتربين اليمنيين الكبيرة هناك ومأساة المولدين الكبرى، كما تناول في أدبه قضايا أخرى مثل الثورة وما جرى لها من نكسة وقضايا التخلف والجهل والفقر والطغيان وحقوق الإنسان وحياة السجون وقضية المرأة وغير ذلك. أما أعماله فهي: (الأرض يا سلمى) و(شيء اسمه الحنين) و(يموتون غرباء) و(صنعاء مدينة مفتوحة) و(عمنا صالح) و(ريحانة).

رحم الله أديبنا الكبير ورفاقه من شهداء الطائرة المحترقة في أبريل 1973م.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى