> فضل النقيب:
مثلما قيل عن النار يمكننا أن نقول عن البشر: الناس تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله .. وقفت عند بائع الجرائد مقابل مقهاية «زكو» في كريتر، وأخذت أبحث عن ورقة فئة المائة ريال بين نقودي أمهات الألف والخمسمائة ريال فقالت لي المرأة الواقفة إلى جانبي: حاسب على فلوسك «وما تظهّرهاش قدام الناس كذا». قلت لها: خير أيش الغلط؟ أجابت: «ما بايخلو لك حالك والعيون باتخزّقك». كانت امرأة خمسينية حادة الملامح وعلى أسنانها من التنباك والقات والتنبل علامات وعلامات، وكان واضحا أنها ستعاقب نفسها عقابا شديدا إذا أخطأت وابتسمت، وأخذت «تفلّي» الجرائد بنهم المدمن، ثم اشترت حزمة من ذوات العناوين المثيرة التي تصب في طاحونة الإحباط، ثم لعنت «سنسفيل» أبو المدير الجديد «الذي ما يعرف كوعه من بوعه» «وعاده يتأمّر على الناس» وفيما مضت حاسرة الرأس غير مبالية بتضبيط «الشيذر» تفلت تفلة قرف مدوّية مختلطة بأحمر التنبل تهيأ لي أنها ستصل إلى وجه المدير ولو كان في برج مشيد.
****
رأيت الشاب يخطو باتجاهي كمن يمشي على قشر بيض، حزرت أنه يريد أن يقول لي شيئا يؤلمه وأنه عرفني من صورتي في «الأيام» وكانت الكهرباء انقطعت لتوها ففاحت الحرارة بما يشبه رائحة التفاح المتعفن. قال لي : يا أخي اكتبوا عنا.. قلت له: خير إن شاء الله، قال: شوف الكهرباء انقطعت بدون إنذار مسبق، كم ثلاجة تخربت، كم كمبيوتر اختنق ،كم ايركنديشن أصيب. يا أخي «احنا رضينا بالهم والهم ما رضي بينا» مش معترضين على انقطاع الكهرباء إنشاء الله عشرين ساعة في اليوم، ونموت نحنا وعيالنا مثل الدجاج المفرخة في الأقفاص الحديدية، والله يسامحهم، بس يقولوا لنا متى بايقطعوا مش في جدول للقطع والإعادة وإلا المسألة فوضى. علق أحد المجاورين:مايشتوش المستثمرين يطلعون على هذا السر الخطير إذا تجدول وتم إعلانه. تفل الشاب تفلة مدوية وبحركة من يده لا أدري أهي عفوية أم متعمدة قلب الطاولة بما عليها في حضني وخرج دون أن يعتذر، وهو يصيح: «ملعون أبو العيشة احنا مش حمير يا.. وهكذا انضاف حمار جديد إلى جموع الحمير، وعليه أن يعود إلى فندقه في حر الظهيرة لتغيير ملابسه.
****
كانوا مجموعة من الأطباء المخضرمين يفضفضون «ولا تشكي لي أقوم أبكي لك» وبدا حي «ريمي» بالشيخ عثمان في هدأة الليل ونشوة القات مكانا ملائما لشجن الأحزان. قال الذي استثمر مليون دولار أغلبها ديون لإنشاء مركز متخصص على مستوى غير مسبوق: والله ما عدت أبالي بالربح ولا الخسارة ولكن الإيذاء الذي يلحقني من الجهات التي يفترض أنها ترعاني وتشجعني هو الذي سيطيّر آخر برج في عقلي.. هل هذا معقول.. أريد تسديد ديوني لا ديون الآخرين.. والله.. والله.. والله.. ومالكم علي يمين إننا فكرت أكثر من مرة أن آخذ مطرقة وأحطم جميع أجهزة المركز كما حطم سيدنا إبراهيم أصنام قومه.. هل هذا معقول؟ أبعدت الطاولة من أمامي وانسللت خارجا من الباب، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
****
روائح الفل والمشموم والكادي تعطّر جولة السوق في كريتر والناس يدورون حول المقاوتة والقات «سكارى وماهم بسكارى..» وشتان بين الفل والقات، أما إذا أوغلت في السوق وعبرت المجاري إلى سوق السمك فإنك تحتاج إلى كمامة «ولايتي» على رأي عمنا سعيد عولقي، وهكذا تجتمع النقائض «والضدّ يظهر حسنه الضدّ».
****
رأيت الشاب يخطو باتجاهي كمن يمشي على قشر بيض، حزرت أنه يريد أن يقول لي شيئا يؤلمه وأنه عرفني من صورتي في «الأيام» وكانت الكهرباء انقطعت لتوها ففاحت الحرارة بما يشبه رائحة التفاح المتعفن. قال لي : يا أخي اكتبوا عنا.. قلت له: خير إن شاء الله، قال: شوف الكهرباء انقطعت بدون إنذار مسبق، كم ثلاجة تخربت، كم كمبيوتر اختنق ،كم ايركنديشن أصيب. يا أخي «احنا رضينا بالهم والهم ما رضي بينا» مش معترضين على انقطاع الكهرباء إنشاء الله عشرين ساعة في اليوم، ونموت نحنا وعيالنا مثل الدجاج المفرخة في الأقفاص الحديدية، والله يسامحهم، بس يقولوا لنا متى بايقطعوا مش في جدول للقطع والإعادة وإلا المسألة فوضى. علق أحد المجاورين:مايشتوش المستثمرين يطلعون على هذا السر الخطير إذا تجدول وتم إعلانه. تفل الشاب تفلة مدوية وبحركة من يده لا أدري أهي عفوية أم متعمدة قلب الطاولة بما عليها في حضني وخرج دون أن يعتذر، وهو يصيح: «ملعون أبو العيشة احنا مش حمير يا.. وهكذا انضاف حمار جديد إلى جموع الحمير، وعليه أن يعود إلى فندقه في حر الظهيرة لتغيير ملابسه.
****
كانوا مجموعة من الأطباء المخضرمين يفضفضون «ولا تشكي لي أقوم أبكي لك» وبدا حي «ريمي» بالشيخ عثمان في هدأة الليل ونشوة القات مكانا ملائما لشجن الأحزان. قال الذي استثمر مليون دولار أغلبها ديون لإنشاء مركز متخصص على مستوى غير مسبوق: والله ما عدت أبالي بالربح ولا الخسارة ولكن الإيذاء الذي يلحقني من الجهات التي يفترض أنها ترعاني وتشجعني هو الذي سيطيّر آخر برج في عقلي.. هل هذا معقول.. أريد تسديد ديوني لا ديون الآخرين.. والله.. والله.. والله.. ومالكم علي يمين إننا فكرت أكثر من مرة أن آخذ مطرقة وأحطم جميع أجهزة المركز كما حطم سيدنا إبراهيم أصنام قومه.. هل هذا معقول؟ أبعدت الطاولة من أمامي وانسللت خارجا من الباب، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
****
روائح الفل والمشموم والكادي تعطّر جولة السوق في كريتر والناس يدورون حول المقاوتة والقات «سكارى وماهم بسكارى..» وشتان بين الفل والقات، أما إذا أوغلت في السوق وعبرت المجاري إلى سوق السمك فإنك تحتاج إلى كمامة «ولايتي» على رأي عمنا سعيد عولقي، وهكذا تجتمع النقائض «والضدّ يظهر حسنه الضدّ».